أقامت مؤسسة بيت الصحافة في غزة ، معرضا لصور الشهداء الصحفيين الذين استشهدوا خلال الحروب الثلاثة الأخيرة على قطاع غزة، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، وجرى خلال المعرض تكريم لعائلات الشهداء الصحفيين. جاءت هذه الفعالية ضمن مجموعة من الأنشطة التي ينفذها بيت الصحافة بالتنسيق مع الصحافيين الفلسطينيين في قطاع غزة إحياءً لذكرى شهداء الحقيقة الذين راحوا ضحية للهجمات الاسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة. من جهتها، أرسلت وزارة الإعلام الفلسطينية، رسالة إلى "اليونيسكو" في اليوم العالمي للصحافة، من أجل إطلاعها على الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفي الفلسطيني. وجاء في الرسالة "في اليوم العالمي لحرية الصحافة، استمعنا إلى الكثير من الخطابات حول حرية الصحافة ومنها خطابكم في ريغا، وإننا نضع بين أيديكم مجموعة من العناوين التي تخنق الصحافة كما تحاصر الصحفيين في بلادنا فلسطين بفعل ممارسات الاحتلال الاسرائيلي". وأضافت الرسالة: "نحتفل اليوم ومعظمكم يعمل في ظروف طبيعية، لكن في بلادنا يبحث الصحفي عن خوذة ودرع؛ فلا يجدها لأنَّ دولة الاحتلال تمنع إدخال الدروع للصحفيين، لكن إجراءات الاحتلال التعسفية بحق الصحفيين تجاوزت كل الحدود والأعراف، وصار لا بد من إيقافها عند هذا الحد". هذا وقد كان الاحتلال الاسرائيلي قد ارتكب العام الماضي 351 جريمة وانتهاكا، منها 239 في الضفة الغربية بما فيها القدسالمحتلة، و112 في قطاع غزة. وارتفعت عن العام 2013 بنسبته 132%. وتتوزع انتهاكات الاحتلال ضد الصحافة والإعلاميين على 15 نوعا، أبرزها: القتل، والاعتداءات الجسدية والإصابة، وقصف المؤسسات الإعلامية وتدميرها، وقصف وتدمير منازل صحفيين، والاعتقال، وحظر السفر والتنقل، واستخدام صحفيين كدروع بشرية، عدا عن ما تعانيه الصحافة المقدسية من رقابة على مضامينها، وتدخل ومضايقات واعتقالات وعربدة. وتضاعفت الاعتداءات الجسدية التي ارتكبها الاحتلال عام 2014 أكثر من 201% مقارنة بالعام 2013 بحسب إحصاءات صادرة عن المؤسسات التي تُعنى بالحريات الإعلامية. ويتكرر العدوان ضد الصحافيين كل يوم، في وقت تطول قائمة المعتقلين الخاصة بالأسرة الإعلامية الكبيرة، إذ يقبع 23 صحافياً وإعلامياً في السجون، بعضهم تحت ما يسمى أحكام إدارية، وهذا يعني السجن دون تهمة وبناء على طلب من المخابرات الإسرائيلية بذريعة "الملف الأمني السري". من جهته دعا التجمع الإعلامي الشبابي الفلسطيني إلى سرعة تقديم قادة الاحتلال الاسرائيلي لمحاكم جرائم الحرب الدولية، لدورهم في الجريمة المستمرة بحق الصحفيين، والتي شكلت الحرب الأخيرة على غزة علامة فارقة في بشاعتها حينما اودت بحياة 17 صحفياً إضافة للجرحى والدمار الذي لحق بالمؤسسات الاعلامية. ودعا جميع المؤسسات الدولية التي تعنى بحرية الصحافة والإعلام، وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحافيين، ومنظمة مراسلون بلا حدود، واتحاد الصحفيين العرب، إلى إعلاء صوتها والتدخل فورا لوقف استمرار اعتقال نحو (20) من الزملاء الصحفيين والذين مضى على اعتقال بعضهم في سجون الاحتلال عدة سنوات. كما دعا الحكومة الفلسطينية ممثلة برئيس وزرائها ووزير داخليتها د. رامي الحمد الله، الإفراج الفوري عن الزملاء المعتقلين في سجون السلطة، ووقف حملة الانتهاكات التي يتعرض لها صحفيونا من اعتقالات واستدعاءات وملاحقات واعتداءات من قبل عناصر الأجهزة الأمنية في الضفة الغربيةالمحتلة وقطاع غزة. وشدد التجمع الاعلامي على ضرورة العمل الجاد على إعادة بناء النقابة على أسس مهنية ونقابية سليمة، من خلال إجراء انتخابات نزيهة وشريفة تمثل الكل الصحفي الفلسطيني، لتشكل في كافة المحافل.رافعة مهمة للجسم الصحفي للنهوض به والدفاع عن قضاياه. الصحفيون الفلسطينيون لا يتوقفون عن البحث الدائم عن الحقيقة، ولو أنها أصبحت أكثر وضوحاً في عيونهم في ظل الممارسات والانتهاكات التي يتعرضون لها من القوى الخارجية والداخلية، فالصحافة في فلسطين، محتجزة رهن الإحتلال، ككل الأشياء الأخرى التي تبحث عن طريقها نحو الحرية، متأملة في إحداث غدٍ مغاير، وفي إيجاد نافذة يُشرق منها الضوء ويبرق بالحرية.
