حالة من التوتر تشهدها العلاقات الصهيونية مع كثير من الدول الإفريقية والأوروبية على خلفية الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي يوميًا في حق الشعب الفلسطيني، خلافات توضح مدى عنصرية الكيان الصهيوني في حق كل من يناهضه ويدعم القضية الفلسطينية، كما تؤكد على محاولات تل أبيب التغطية على الأمور الفظيعة التي ترتكبها بحق الفلسطينيين بكل الوسائل المتاحة. شهدت العلاقات الإسرائيلية الجنوب إفريقية مؤخرًا توترًا اتسع تدريجيا ليصل درجة القطيعة على خلفية منع وزير التعليم العالي الجنوب إفريقي من زيارة فلسطين، وكانت تل أبيب رفضت منح الوزير بلايد زيماندا، المنتمي للحزب الشيوعي المعروف بمناهضة إسرائيل، تأشيرة دخول لزيارة فلسطين في 25 أبريل الماضي، وقد غذت هذه الحادثة كره العالم الإفريقي والفلسطيني تجاه الكيان الصهيوني، حيث دعت الشبيبة الشيوعية التابعة للحزب الشيوعي في جنوب إفريقيا إلى طرد السفير الإسرائيلي ومقاطعة المعاهد والمؤسسات التعليمية الإسرائيلية. الحزب الشيوعي وهو واحد من الأحزاب الثلاثة الحاكمة في جنوب إفريقيا ويتولى عدة مناصب ضمن الائتلاف الحكومي ندد بهذا الموقف ووصفه بأنه بصقة في وجه الحكومة الجنوب إفريقية حيث أكد أن "رفض إسرائيل دخول نزاميندي إلى الأراضي الفلسطينية هو إهانة لحكومة وشعب جنوب إفريقيا، كما واعتبرها بصقة في وجه حكومته والحركة التضامنية في جنوب أفريقيا وضد دعاة السلام والمحبة في البلاد. وطالب الحزب الشيوعي بطرد السفير الإسرائيلي آرثر لينك، من جنوب إفريقيا الديمقراطية، مؤكدًا أن الشبيبة الشيوعية على استعداد لتمويل تذكرة عودة السفير إلى تل أبيب، من جهته، قال وزير التعليم العالي في جنوب إفريقيا بعد تلقي رفض إسرائيل السماح له بالدخول للضفة الغربية" إن الحكومة الإسرائيلية تحاول بكل الوسائل التغطية على الأمور الفظيعة التي ترتكبها بحق الفلسطينيين، وتقليل عدد شهود هذه الممارسات على أرض الواقع بشتى الوسائل، مضيفًا أنه سيطلب من كل المؤسسات الأكاديمية في جنوب أفريقيا قطع علاقاتها مع الجامعات الإسرائيلية. وقال نزاميندي إن "إسرائيل تحاول من خلال هذا المنع معاقبتي ومعاقبة الحزب الشيوعي الجنوب إفريقي، على وقوفنا الأخلاقي، إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والعدالة والاستقلال". وهذه المقاطعة الجنوب إفريقية وبرغم من أنها تأتي من دولة ليست فعالة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وجاءت كرد فعل على موقف معين، إلا أنها تمثل ضغط كبير على الكيان الصهيوني، حيث هاجم وزير الخارجية الصهيوني أفيجدور ليبرمان الحزب الشيوعي، واصفًا الحزب الجنوب إفريقي بأنه منافق في أعقاب حوادث مهاجمة بعض الأجانب في جنوب إفريقيا التي قال إنها "عنصرية، متغاضيًا عن الأفعال العنصرية التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية وحكومته في حق العرب والفلسطينيين. من جانبه، استنكر وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إحباط إسرائيل زيارة نزاميندي إلى فلسطين، وأكد أن " سياسة المنع التي تنتهجها إسرائيل بحق المسئولين والمتضامنين الدوليين الراغبين في الإطلاع على واقع الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، لن تنجح في عزل الشعب الفلسطيني عن محيطه الدولي وستزيد من قوة الدفع السياسي والدبلوماسي والإعلامي للقيادة الفلسطينية في نضالها العالمي من أجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة".