يُعد القمر الصناعي المصري الثاني أو "إيجيبت سات 2″ هو ثاني قمر صناعي مصري للاستشعار عن بُعد، تم إطلاقه من قاعدة "بايكونور" الروسية في كازاخستان في 16 إبريل من العام الماضي، وتميز بأن له قدرته التصويرية التي تُغطي مساحة مصر بريًّا وبحريًّا. كما أنه مزود بأجهزة تصوير بنطاقات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، تعمل على التقاط صور بالغة الدقة ومتعددة الأطياف على ارتفاع (1 متر) في نظام الصور البانكروماتي الحساس للألوان، و(4 أمتار) في نظام الصور المتعدد الأطياف، ويقوم بإرسال البيانات التي يحصل عليها إلى محطتين. وتتعدد استخدامات القمر، سواء كانت عسكرية، لتخطيط المدن، الزراعة، أو الكشف عن الثروات المعدنية وتطبيقات جيولوجية أخرى. وبعد إطلاقه تم رفع قانون لإنشاء وكالة فضاء مصرية متخصصة أعدته الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء التابعة لوزارة البحث العلمي آنذاك. المُدة الزمنية المُعدة لبقائه في الفضاء كانت 11 عامًا، كان قد أكمل لتوه العام الأول قبل تردد الأنباء عن فقدانه في الفضاء. للمرة الثانية القمر الصناعي يضيع في مصر.. والمسئولون يلتزمون الصمت أمس الأول الأحد كشف المستشار الإعلامى لوكالة الفضاء الروسية والصحفى المٌتخصص في مجال الفضاء "أنتولى زاك" أن القواعد الأرضية غير قادرة على التحكم في القمر الصناعى المصرى "إيجيبت سات 2″. وأضاف "زاك" أن القمر المصرى في حُكم الضائع؛ نتيجة عدم قدرة الخبراء على تعديل مساره أو التحكم في إشاراته. وعلق على تصريحات نائب رئيس هيئة الاستشعار عن بُعد، التي جاء فيها أن الهيئة رصدت مسار القمر الصناعى بقوله "نستطيع رصد المسار ولا نستطيع تعديله". وأكد "زاك" أن الخبراء المصريين يحاولون استعادة السيطرة على القمر الصناعى، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل حتى الآن، مشيرًا إلى أن نسبة النجاح في عملية استرجاع الاتصال لا تزيد على 15%. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يضيع فيها القمر الصناعي في مصر، ففي أكتوبر 2010 صرّح رئيس هيئة الاستشعار عن بعد بأنه "تم فقد السيطرة على القمر الصناعي واختفاؤه من أجهزة المراقبة، وأن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث أمر مماثل"، وأن الحادث تكرر مرتين، لكن تم استرجاع الاتصال، وهو ما لم يحدث في 2010، وتداولت أحاديث مختلفة عن أنه ربما تكون إسرائيل هي السبب في هذا الحادث، لوجود تصريحات وقت إطلاقه في 2007 بأنه قمر للتجسس. وحتى اليوم ظل القمر مفقودًا. وعلى الرغم من تلك الكارثة لم يخرج المسئولون ليبرروا ما حدث، سوى تصريح رسمي واحد للدكتور حسين الشافعي مستشار وكالة الفضاء الروسية، والذي نفى فيه ضياع القمر الصناعي المصري، وقال "إن القمر يعمل بشكل طبيعي 100%، وإن خروج القمر عن مساره وعودته مره أخرى أمور يجربها الفنيون والخبراء لاختبار القمر ومدى استجابته والسيطرة عليه". رئيس هيئة الاستشعار: المصريون لا يفرقون بين العطل ووقف القمر الصناعي وعن تلك الأزمة يقول الدكتور مدحت مختار رئيس هيئة الاستشعار عن بعد إن هناك فروقًا بين الأعطال الفنية التي تحدث في كافة الأقمار الصناعية ووقف القمر الصناعي في مصر، لافتًا إلى أن ما حدث مؤخرًا في مصر هو مجرد عطل فني اعتيادي يتم إصلاحة في الوقت الحالي. وأوضح مختار أن التعاون بين مصر وروسيا في مجال الأقمار الصناعية يسير وفقًا لخطة معينة، فهيئة الاستشعار تسير طبقاً لخططها الموضوعة، وهى خطة تصنيع أقمار صناعية فى مصر بتقنيات روسية وأوكرانية، موضحًا أنه فى القريب العاجل سيكون هناك قمر صناعى مصرى بالكامل ينطلق من مصر. ومن الناحية الأخرى أعتبر طارق مصطفى، خبير اتصالات، أن ما يتدوال في الصحف عن وقف القمر الصناعي عن مصر يعد كارثة؛ فتضارب الأنباء كان غريبًا من الجانبين المصري والروسي، مشيرًا إلى أن البداية كانت في منتصف إبريل، ووقتها أكدت الجهات المصرية أن القمر الصناعي سليم ولم يتم فقد السيطرة عليه، في الوقت الذي خرجت فيه الصحافة الروسية لتؤكد فقدان القمر في مصر. وتابع أن الجهات المصرية دائمًا ما تحاول تزوير الحقائق دون وجود مبرر واضح، مشيرًا إلى أنه لا بد من العمل على تحصين الأقمار ضد أي محاولات من الدول المعادية للسيطرة على القمر الصناعي الخاص بمصر. وأوضح خبير الاتصالات أن إسرائيل دائمًا ما تحاول اختراق الأقمار الصناعية في كافة البلدان المجاورة، فهي لديها تقنية معينة تستطيع من خلالها استخدام أسلحة الميكرويف وإتلافها في القمر؛ مما يؤدي إلى فقدان السيطرة عليه، مشددا على أن الجانب المصري لا بد أن يأخذ احتياطاته كاملة؛ حتى لا يحدث خطأ مثل الذي نقع فيه حاليًّا.