تشير الإحصائيات إلى أن عدد الباعة الجائلين في مصر يقترب من 6 ملايين شخص، ويصل إجمالي الاستثمارات التي يتعاملون فيها لنحو 40%، وتم اختيار 5 محافظات بها اتحادات فرعية للاتحاد النوعي لجمعيات التنمية الاقتصادية وتنمية الدخل: القاهرة والجيزة والإسكندرية وبورسعيد والمنيا، حيث تتميز هذه المحافظات بوجود تجمعات كبيرة من الباعة الجائلين وتجار الأرصفة، تمثل أكثر من 70% من الباعة الجائلين بمصر. وبين الحين والآخر تظهر هذه المشكلة، حيث تحاول الحكومة إخلاء ميدان رمسيس منهم وتخصيص أماكن بديلة لهم، وتأتي كحلقة جديدة من أزمة الباعة الجائلين والحكومة، بعد أن تم تجاهل مشكلات الباعة الموجودين حالًا بمنطقة الترجمان بوسط القاهرة، ويرجع لزيادة نسب الفقر بين المواطنين نتيجة لارتفاع الأسعار وعدم توافر فرص العمل وانتشار ظاهرة البطالة وتسريح العديد من العمال من مصانعهم وأماكن عملهم، مما اضطرهم لمحاولات البحث عن فرص عمل شريفة. أغلبهم يتحمل عبء إعالة عائلاتهم ويعمل جزء كبير من النساء كبائعات جائلات للمواد الغذائية والشاى والخردوات ولعب الأطفال، وينظر لهم المجتمع أحيانًا باعتبارهم كيانًا طفيليًّا ينمو في الشوارع، ويتعاملون معهم باعتبارهم بلطجية يفرضون تواجدهم من منطلق القوى والبلطجة دونما حق، ورغم ذلك فهم يقبلون على شراء السلع منهم، حيث إن أسعار سلعهم غالبًا ما تكون أرخص بكثير من أسعار المحلات؛ نتيجة لقلة النفقات الإدارية التي تتحملها المحلات ،وتتلخص مطالبهم في مكان آمن ومظلة تأمين صحي وإلغاء مادة الحبس من القانون رقم 33 لسنة 1957، بشأن الباعة المتجولين. من جانبه قال محمد عبد الله، نقيب الباعة الجائلين: أزمة الباعة الجائلين لن تنتهي قريبًا؛ لوجود مشكلات كثيرة في هذا الموضوع، خاصة أن هناك حالة من التخبط في كشوف البائعين الموجدين حاليًا بميدان رمسيس، الذين من المفترض أن يستلموا أماكن بعد أن تم إقصاؤهم عن الميدان، وتخصيص أماكن من أمام مجمع الجلاء إلى السوق الجديدة في أحمد حلمي. وأشار إلى أن المشكلة موجدة في كشوف الباعة، حيث تم تغيير هذه الكشوف التي كانت موجدة في المحافظة والتلاعب بها، وهذه المشكلة تم اكتشافها أثناء استلام الأماكن الجديدة، حيث لاحظ اختلاف الكشف الموجود مع البلدية التابعة لجهاز الأمن مقارنة بالكشف الذي خرج من المحافظة. وأضاف محمد إبراهيم، أحد الباعة الجائلين، أن الدولة تتعامل معنا كبلطجية وتخوفنا بالحملات التي تشنها وزارة الداخلية، في حين أننا نسعي للكسب "لقمة عيش"بالحلال وبشكل قانوني، لكن يتم مطاردتنا بشكل مهين، مشيرًا إلى أن الأماكن التي وفرتها الحكومة بعيدة جدًّا عن الناس، وهي إحدى المشكلات الموجودة، سواء في الباعة الذين كانوا موجديدن بمنطقة الإسعاف وتم نقلهم في الترجمان أو مع الباعة الموجودين في رمسيس.