حالة من الهلع أصابت عددًا كبيرًا من المواطنين بمختلف محافظات الجمهورية، وذلك بعد حدوث حالات تسمم كثيرة داخل محافظة الشرقية، فقد بلغت أعداد الحالات التى أعلنت وزارة الصحة عن إصابتها بالتسمم حتى الآن 379 حالة، وأشارت التقارير إلى أنها فى تزايد، وذلك دون معرفة الأسباب الحقيقية حتى هذه اللحظة، فقد توجه وفد من وزارة الصحة بقيادة الدكتور عادل العدوى إلى المحافظة؛ لأخذ عينات من مياه الشرب لتحليلها؛ للوصول إلى الأسباب التى أدت إلى تسمم هذا العدد الكبير من المواطنين. يأتى ذلك فى الوقت التى أخرجت فيه الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف تصريحاتها على لسان المتحدث باسم الشركة العميد محيى الصيرفى أن جميع المصابين بالتسمم بمركز الإبراهيمية يشربون مياهًا تباع فى "جراكن"، وجارٍ تحليل عينات من المياه التى يستخدمها المواطنون، وأشار إلى أنه فور سماع الخبر، تم إرسال نائب رئيس الشركة لتحليل العينات اللازمة، والتى أثبتت جودتها. المتحدث باسم الصحة: ارتفاع فى عدد الحالات المصابة بالتسمم وأبرز الأعراض القيء والتقلصات وتعليقًا على هذا الموضوع يقول الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة إن غرفة الأزمات بوزارة الصحة تلقت تقارير بارتفاع عدد حالات الاشتباه بالتسمم إلى 379 مواطنًا بقرى ومدينة الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، تم نقلهم وتوزيعهم على عدد من المستشفيات داخل المحافظة بالأرقام الآتية: 141 حالة بمستشفى الإبراهيمية المركزى، 150 حالة بمستشفى ههيا المركزى، 60 حالة بمستشفى ديرب نجم المركزى، 60 حالة بمستشفى أبو كبير المركزى. وأضاف عبد الغفار أن المرضى جميعهم يعانون من قيء وتقلصات معدية وإسهال، خرج منهم أربعون حالة خروج تحسن، ومازالت بقية الحالات تتلقى العلاج بمستشفيات وزارة الصحة، مشيرًا إلى أن وزير الصحة أمر بإرسال فريق من الطب الوقائي بالوزارة وفريق من الرصد البيئي إلى محافظة الشرقية، وأخذ عينات من مياه الشرب وإرسالها إلى المعامل المركزية لتحليلها، بالإضافة لتحليل عينات من قيء المصابين. كما أصدر تعليماته بالدفع بعشرين سيارة إسعاف ورفع درجة الاستعداد بمستشفيات الإبراهيمية – ههيا- أبو كبير- ديرب نجم – الأحرار بمحافظة الشرقية فور علمه بالحادث. عضو نقابة الأطباء: حالات التسمم كارثة.. والسبب الرئيسى زيادة نسب الكلور والمواد السامة في المياه وقال الدكتور خالد الأمين عضو مجلس نقابة الأطباء إن وقوع العدد الكبير من حالات التسمم بمحافظة الشرقية نتيجة تلوث مياه الشرب يعد كارثة حقيقية، ومن المفترض أن تسخر لها كل إمكانيات الدولة؛ وذلك لوجود حالة من الهلع عند المواطنين، وصلت لدرجة أنهم بدءوا فى استخدام الأساليب البدائية فى الشرب، مثل الطلمبات الحبشية. وأكد الأمين أن المشكلة الرئيسية الخاصة بمياه الشرب ترجع إلى نسب الكلور العالية واختلاط المياه بالصرف الصحي، بالإضافة إلى وجود ترسبات كثيرة للعديد من المواد السامة والتى تؤدي لكثير من المضاعفات والأمراض، على رأسها الفشل الكلوي والذى انتشر بنسبة كبيرة جدًّا، مشيرًا إلى أنه "للأسف نرى كل فترة نفس المشهد، فحسبما أتذكر أنه قد وقعت من عدة أعوام حادثة انتشار حالات الإصابة بالكوليرا؛ نتيجة لتلوث المياه في محافظة من محافظات الدلتا أيضًا، وطبعًا تم معالجة الموقف، ولم تتم معالجة المشكلة". وردًّا على تأخر الصحة فى الإعلان عن نتائج التحاليل لعينات المياه، أجاب أنه متوقع؛ لأن المشكلة ليست في معرفة السبب، بل في معالجته والوقاية منه بشكل استراتيجي وعلى مستوى الجمهورية كلها، مؤكدًا أهمية الاستفادة من خبرات الدول المتقدمة واتباع المعايير وعدم الاستهانة بملف خطير، مثل معالجة المياه؛ لأنها من أبسط حقوق الإنسان.