كشفت الحملة المجتمعية للرقابة على التراث والآثار عن نية وزارة الآثار ردم منطقة آثار مسرح العبد الأثرية التي تم الكشف عنها بكامب شيزار بالإسكندرية، وتسليمها ليتم البناء عليها، مشيرة إلى أن الموقع أنتج قطعًا أثرية فريدة من الألباستر والفخار من العصر الهيلينستي. وناشدت الحملة المجتمعية وزارة الآثار والأجهزة المعنية الرجوع عن هذا القرار الذي سيدمر جزءًا مهمًّا من تاريخ الإسكندرية الذي لم يتبقَّ منه الكثير. وقال أمير جمال منسق حركة "سرقات لا تنقطع" إن هذا جزء مما هو متبع منذ زمن بعيد فى وزارة الآثار، خاصة منطقة الإسكندرية التى لا تمانع من البناء على المواقع الأثرية عندما يتم دفع الرشاوى. وأضاف جمال أن الإسكندرية تعانى منذ زمن من الإهمال، وتعتبر كنزًا للمسئولين المستفيدين؛ لأنه لا أحد يستطيع أن يبنى أو يهدم إلا بموافقة وزارة الآثار، حتى تتأكد أن الموقع ليس به آثار، وهنا تحدث المخالفات، حيث يتم عمل إجراءات شكلية وورقية لا وجود لها على الأرض، ويظهر التقرير النهائى، فيتم تسليم الأرض التى تحتوى على آثار وتضيع مقابل أموال معدودة تدفع للمسئولين. وأوضح أحمد شهاب، نائب رئيس جمعية "حماية آثار مصر"، أن أضخم اكتشاف تم مؤخراً بالإسكندرية سيتم تدميره وتسويته بالأرض باللوادر وبأمر من الإدارة الهندسية، والغريب أن اللجنه الدائمه قالت إن الموقع لا يحتوي على عناصر هامة مع نقل العناصر المميزة إن وجدت. وتساءل شهاب: منذ متى, وكيف نعتبر أن آثارًا ترجع للعصر الرومانى والهيلينستى ويرجح أيضًا أننا أمام بعض شواهد العصر القبطى عناصر غير هامه؟! ولماذا لا نعطى الفرصة لنقل الهام منها بواسطة المفتشين والعاملين بالموقع؟! ومن أعطى الإدارة الهندسيه الحق في التدخل السريع لتسوية هذا الاكتشاف الهام باللوادر التى دمرت معظم الآثار أثناء الردم؟! وتابع "نعيب على الدواعش أنهم يهدمون الآثار بالعراق، وندين تصرفاتهم، ونرى المسئولين يفعلون مثلهم"، مؤكداً إدانته لما يحدث؛ لأنه كارثة، مطالبًا بتحويل كل من تورط فيها إلى التحقيق، محملاً وزير الآثار المسئولية المباشرة عما تم فى مسرح العبد الأثرى. وأكد الدكتور محمد عبد المقصود مدير آثار الوجه البحري أنه شاهد الصور الخاصة بالمنطقة، مطالباً وزير الآثار بتشكيل لجنة لبحث الأمر وعمل تقرير عن الواقعة. وشدد عبد المقصود على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة تجاه هذا الموضوع إن صحت هذه الصور، بالإضافة إلى تقرير اللجنة التي يطالب بتشكيلها للنظر في الأمر.