تعتبر قلعة قايتباى أبرز المعالم الأثرية والسياحية بمحافظة الإسكندرية، فوضعها بمقدمة البرامج السياحية لكل الوفود القادمة من كل بلدان العالم يجعلها شامخة بين باقى معالم الإسكندرية الأخرى، إلا أنه ظهرت بالآونة الأخيرة عدة عوامل مناخية تهدد أجزاء كبيرة من أسوارها، ومن هنا لا بد من سرعة تحرك مسئولى الآثار للحفاظ على هذا الأثر الشاهد على التاريخ المصرى منذ إنشائه وحتى الآن. فقد ظهر تجمع كميات من المياه الجوفية أسفل أسوار الجانب الشرقى لمبنى القلعة، مما يعرض أسوار القلعة للانهيار بعد عدد من السنوات اذا لم تنتبه هيئة الآثار لذلك. ولم ينفِ الدكتورنبيل سنبل رئيس هيئة ترميم الآثار وجود المياه الجوفية، حيث قال إنه بالفعل هناك تجمعات من المياه الجوفية التى تحتوى على مادة تؤدى إلى تشبع الأحجار بكلوريد الصوديوم؛ مما يؤدى إلى بعض التشققات، وأكد أنه سيتم تشكيل لجنة لمعرفة أسباب ظهور المياه الجوفية ومعالجة الوضع. وتأخذ هذه القلعة شكل مربع تبلغ مساحته 150م X 130 م، يحيط به البحر من ثلاث جهات. وتحتوي هذه القلعة على الأسوار والبرج الرئيسي في الناحية الشمالية الغربية. وتنقسم الأسوار إلى سور داخلي وآخر خارجي. فالسور الداخلي يشمل ثكنات الجند ومخازن السلاح. أما السور الخارجي للقلعة فيضم في الجهات الأربعة أبراجًا دفاعية ترتفع إلى مستوى السور باستثناء الجدار الشرقي الذي يشتمل على فتحات دفاعية للجنود. ويتخذ البرج الرئيسي في الفناء الداخلي شكل قلعة كبيرة مربعة الشكل طول ضلعها 30 مترًا وارتفاعها 17 مترًا، وتتكون القلعة من ثلاثة طوابق مربعة الشكل، وتوجد في أركان البرج الأربعة أبراج نصف دائرية تنتهي من أعلى بشرفات بارزة. وهذه الأبراج أعلى من البرج الرئيسي، وتضم فتحات لرمي السهام على مستويين، ويشغل الطابق الأول مسجد القلعة الذي يتكون من صحن وأربعة إيوانات وممرات دفاعية تسمح للجنود بالمرور بسهولة خلال عمليات الدفاع عن القلعة. و كان لهذا المسجد مئذنة، ولكنها انهارت مؤخرًا. أما الطابق الثاني فيحتوي على ممرات وقاعات وحجرات داخلية. ويضم الطابق الثالث حجرة كبيرة (مقعد السلطان قايت باي) يجلس فيه لرؤية السفن على مسيرة يوم من الإسكندرية، يغطيه قبو متقاطع، كما يوجد في هذا الطابق فرن لإعداد الخبز، وكذلك طاحونة لطحن الغلال للجنود المقيمين في القلعة. وقد جدد السلطان قنصوه الغورى القلعة، وزاد من حاميتها، وقد أهملت هذه القلعة في فترة الاحتلال العثماني لمصر. أنشأ هذه القلعة السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي المحمودي سنة 882 ه / 1477 م مكان فنار الإسكندرية القديم عند الطرف الشرقي لجزيرة فاروس في أواخر دولة المماليك، وهو عبارة عن بناء مستقل طوله 150 مترًا أو أقل، ومكون من ثلاثة طوابق: الطابق الأول ذو شكل مربع، والثاني مثمن، والثالث دائري، ويغطي قمة الفنار قبة، ويعلوها تمثال الإله "بوسيدون" إله البحار والمحيطات ذو الشوكة الثلاثية الشهيرة عند الإغريق، وكان يزينه تماثيل من الرخام. والفنار عمومًا كان مبنيًّا بأحجار ضخمة للغاية، وطريقة الإضاءة به كانت تتم عن طريق كتلة هرمية أو متعددة الأضلاع من البرونز مصقولة بشكل متقن ذي سطح ناعم للغاية، تعمل عمل المراّة، معلق أسفلها موقد نيران، وتعكس الضوء المنبعث من النيران على امتداد حوالي 20 كيلو مترًا فى الماء؛ لتهتدي به السفن القادمة للإسكندرية، وسُمْك أسواره 4.5 مترًا. وكان هذا الفنار قد تهدم إثر زلزال عام 702 ه أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون الذي أمر بترميمه، إلا أنه تهدم بعد ذلك بعدة سنوات، حتى تهدمت جميع أجزائه سنة 777 ه / 1375 م.