تصاعدت وتيرة عمليات الدهس في القدس والضفة الغربية خلال الفترة الأخيرة، حيث شهدت الأراضي الفلسطينية الشهور الماضية عدة عمليات دهس على خلفية الانتهاكات الصهيونية واقتحامات المستوطنين المتكررة للمسجد الأقصى، وفي كل مرة تسارع إسرائيل بتحميل مسئولية العملية إلى حركة "حماس" حيث ذكرت الأجهزة الأمنية الصهيونية مؤخرًا أن 80% من الأحداث الأمنية التي جرت في الفترة الأخيرة نفذها نشطاء مقربون من حماس. أصيب مستوطنان بإصابات خطيرة، قتل أحدهما لاحقا، منتصف الليل الفائت، وذلك في حادث دهس، تحقق الشرطة باحتمال أن يكون قد حصل "على خلفية قومية"، بسبب كون السائق مقدسيًا، وقالت مصادر إن السيارة يقودها سائق مقدسي انحرفت عن مسارها، في التلة الفرنسية بالقدس، ودهست مستوطنان كانا يقفان في محطة للحافلات، وتبين أن المصابين شاب في الثلاثين من العمر، وشابة في العشرين من العمر، قد أصيبا بجروح خطيرة، وتم نقلهما إلى مستشفى "هداسا عين كارم"، كما أصيب في الحادث سائق السيارة نفسه، وقامت الشرطة باعتقال السائق الذي تبين أنه عربي ويسكن في شمالي القدس. من جانب آخر تسود الأوساط الصهيونية حالة من الدهشة والهستيريا بعد عملية الدهس، ولا سيما أن القتيل هو أبن حاخام، وهو ما جعل السلطات الأمنية تقوم بعدة إجراءات عقابية، حيث شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة النطاق، حيث اعتقل 29 ناشطا في حركة حماس، بينهم أسرى محررون في منطقة نابلس، وجاءت الحملة بمشاركة قوات الاحتلال والشرطة والشاباك، بذريعة تصاعد نشاط حركة حماس في منطقة نابلس بهدف تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية. ادعت قوات الاحتلال أن المعتقلين نشطوا بتمويل وتوجيه قيادة حماس في الخارج، وتم نقلهم إلى الشاباك للتحقيق معهم، من جهتها قالت مصادر فلسطينية إنه تم اعتقال 31 شخصا، بينهم 20 من نشطاء حماس وأسرى محررون، وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن أكثر من 50 دورية عسكرية إسرائيلية اقتحمت نابلس عند الساعة الثانية من فجر الأربعاء من كافة مداخل نابلس دون إبلاغ السلطة الفلسطينية بعمليات الاقتحام، كما تنص عليه الاتفاقيات، بل تم إبلاغها بعد وقت من دخول الاحتلال إلى المدينة، وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم بلاطة ومنطقة النمساوي وشارع عصيرة والبلدة القديمة والجبل الشمالي ومنطقة الضاحية العليا وعدة أحياء أخرى في المدينة. وعلى صعيد متصل؛ هدمت جرافات إسرائيلية 3 منازل لفلسطينيين ببلدة دهمش الواقعة بين مدينتي اللد والرملة، بحجة أن الأرض غير مسموح بالبناء عليها رغم أنها ملك خاص لأصحابها كما تقول الصكوك، ويقول أحد المسئولين في اللجان الشعبية إن 30 منزلا عربيًا آخر مهددة بالهدم في مدينة الرملة، ويقول سكان البلدة إن تل أبيب ترفض تصديق خريطة هيكلية للبلدة تمكن سكانها من البناء في ممتلكاتهم، وبعد ما خلفته مطارق الهدم الإسرائيلية، عاد سكان البلدة ليبدأوا بإعادة بناء المنازل.