يعتبر مضيق باب المندب شريان رئيسي للحركة الاقتصادية والتجارية العالمية، فمن يسيطر عليه يمسك مفتاح البحر الأحمر بالكامل، فهو من أهم الممرات المائية العالمية باعتباره رابع أكبر عنق زجاجة شحن فى العالم، الذي يتحكم في الطرق التجارية بين الشرق والغرب، حيث تتخذ كافة البضائع القادمة من الشرق باتجاه القارة الأوروبية مضيق باب المندب مسارًا للعبور، كما أن كافة السفن التي تعبر قناة السويس تمر عبر مضيق باب المندب، وتسيطر اليمن على مضيق باب المندب من جانب، ومن الجانب الآخر تسيطر عليه دولتي إريتريا وجيبوتى، وبالتالى السيادة للدول الثلاث. يربط مضيق باب المندب خليج عدنوالبحر الأحمر والمحيط الهادى، لذلك له أهمية استراتيجية قوية جدًا لعدة دول على مستوى نقل النفط والبضائع ودول شرق آسيا، والاتفاقيات الدولية التى تتحكم فى عملية عبور المضيق، فهو بمثابة الأنبوب الذى يتدفق من خلاله البترول الخليجى وبضائع شرق آسيا. يبلغ عدد سفن النفط التي تمر فيه 25 ألف قطعة بحرية سنويًا، بما يعادل أكثر 57 قطعة يوميًا، أي أن الشحنات التجارية التي تمر عبر الممر تعادل عشرة بالمئة من الشحنات التجارية العالمية، كما أنه يمر عبر باب المندب يومياً ما نسبته ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف برميل نفط، بما نسبته 4 بالمائة من الطلب العالمي على النفط، وتمر عبره إحدى وعشرون ألف سفينة سنوياً، هذه الخصائص جعلت باب المندب يحتل المرتبة الثالثة عالمياً بعد مضيق هرمز، ومضيق ملقا من حيث كمية النفط التي تعبره يومياً، مما زاد أهميته الاستراتيجية، وزاد من قيمته الاقتصادية. يمثل مضيق باب المندب أهمية قصوى لكافة دول العالم، فهو بمثابة بوابة عبور السفن عبر قناة السويس، فإغلاق مضيق باب المندب يمنع الناقلات والسفن من الوصول إلى قناة السويس وخط أنابيب سوميد، مما يجبرها على تحويل مسارها للإبحار حول الطرف الجنوبى لإفريقيا وهى رحلة تستمر 40 يومًا على الأقل. ظلت أهمية باب المندب محدودة حتى افتتاح قناة السويس عام 1869، فتحول إلى واحد من أهم ممرات النقل والمعابر على الطريق البحرية بين بلدان أوربية والبحر المتوسط، وعالم المحيط الهندي وشرقي أفريقيا، ومما زاد في أهمية الممر، أن عرض قناة عبور السفن، وتقع بين جزيرة "بريم" والبر الإفريقي هو 16 كم وعمقها 100-200م، مما يسمح لشتى السفن وناقلات النفط بعبور الممر بيسر على محورين متعاكسين متباعدين. يتمتع مضيق باب المندب بحماية خاصة وعمليات تأمين مكثفة من مختلف بحريات العالم، من أجل تأمين عبور ناقلات النفط والبضائع إلى أوروبا وأمريكا، ومواجهة عمليات القرصنة، التى تتم قبالة السواحل الصومالية، وهناك قواعد عسكرية أمريكية وفرنسية على أرض دولة جيبوتى لحماية مضيق باب المندب. تبقى أهمية باب المندب مرتبطة ببقاء قناة السويس أولاً وممر هرمز ثانياً مفتوحين للملاحة، أمام ناقلات النفط خاصة، وتواجه دول العالم مخاطر إغلاق مضيق باب المندب، والذي تسعى دول العالم لمنعه، لأن تجارة النفط العالمية سوف تتأثر مما سيؤدى لارتفاع النفط ب5 دولارات لكل برميل، وارتفاع فى تكاليف الشحن بإضافة 6 آلاف ميل بحرى زيادة بالنسبة للنقالات التى ستعبره، وتوقعات بوصول التكاليف الإضافية للنقل لأكثر من 45 مليون دولار يوميًا. أدى تفاقم الأوضاع الأمنية والعسكرية في اليمن خلال الأشهر الماضية إلى توجه الأنظار بشكل متزايد نحو المخاطر المحدقة بالتجارة العالمية في حال حدوث مواجهات عسكرية تؤدي إلى تعطيل حركة الملاحة البحرية من خلاله، ومع انطلاق الضربات الجوية التي تقودها السعودية تحت اسم "عاصفة الحزم" تزداد هذه المخاوف يومًا تلو الآخر. يمثل مضيق باب المندب أهمية بالغة لمصر، خاصة أن جميع البضائع والسفن الداخلة عبر قناة السويس تمر في مضيق باب المندب، بمعنى آخر فإن تعطل عملية المرور في المضيق يدفع السفن للإحجام عن استخدام قناة السويس، ما يؤثر على الاقتصاد المصري، لاسيما أن مداخل قناة السويس تمثل جزءا مهما من الدخل القومي لمصر. أما بالنسبة لدول الخليج التي تقوم اقتصادياتها بشكل رئيسي وبنسب تتراوح بين 60 إلى 95 بالمائة على عائدات النفط فإن دخولها الطويل الأمد في ميدان الحرب اليمنية لن يجعلها في منأى عن شظاياها، ففي حال تعرض حقول ومنشآت نفطية سعودية لهجمات عسكرية ستلحق أضرار فادحة باقتصاديات السعودية ودول الخليج الأخرى بسبب ارتفاع تكاليف العمليات العسكرية والتأمين والنقل وعزوف المستثمرين والسياح وشركات الخدمات الدولية عن منطقة الخليج.