بعد اندلاع الأزمة السورية عام 2011، توجه أبومحمد الجولانى، قائد فصيل جبهة النصرة، الفرع الرسمى لتنظيم القاعدة نحو سوريا من أجل مقاتلة الجيش الوطنى والقوات الأمنية هناك، وفى التاسع من شهر أبريل عام 2013، أقدم أبوبكر البغدادى، على حل جبهة النصرة وإعلان قيام تنظيم داعش الإرهابى، سبقهما فى ذلك الأردنى أبومصعب الزرقاوى، الذى غادر إلى العراق بعد إطلاق السلطات الأردنية سراحه من السجن عام 2004، وأسس جماعة التوحيد والجهاد، وتلا ذلك مبعايته لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، ليصبح تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين، ثم بدأ بتكثيف عملياته وتحول إلى قوة ضاربة، واستولى على مساحات من العراق، وتطور الأمر عام 2006، استمرت التطورات فى بلاد الرافدين حتى سيطر تنظيم داعش على محافظات عدة مثل الموصل، ودخلت العراق فى صراع مع داعش، وبدأ الجيش العراقى خوض معاركه ضد التنظيم الإرهابى. أصبح كل شىء واضحا بعدما كشف عنه الموظف السابق فى وكالة الأمن القومى الأمريكية إدوارد سنودن، عن تعاون الوكالة مع نظيرتيها البريطانية والإسرائيلية لتمهيد ظهور تنظيم «داعش»، لخلق تنظيم إرهابى قادر على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم فى مكان واحد عبر عملية يرمز لها بعش الدبابير. الجميع يعلم جيدا أن تنظيم داعش صناعة أمريكية إسرائيلية يمهد لتقسيم الشرق الأوسط، باستخدام تكتيك رفع الدين شعارا له لتنفيذ مخططاتهم، واستخدام فئة من الشباب المتشددين والمتهورين لمقاتلة الشعوب العربية وإعلان الحرب ضدهم، هذا ما نشاهده اليوم من خلال دعم بعض الدول الإقليمية والدولية للتنظيمات التكفيرية الإرهابية فى العراق ومساندتها بالمال والسلاح لتنفيذ مخططاتهم لرسم خارطة الشرق الأوسط الجديد، ولذلك منذ أن بدأ ما يسمى بالتحالف الدولى غاراته الجوية على داعش فى العراقوسوريا لم يحرز تقدما يذكر، مقارنة بما يفعله الجيش العراقى على أرض الواقع، ومقاومته للتنظيم الإرهابى، فهناك بعض الأخبار تشير لتورط الولاياتالمتحدة والتحالف فى مساعدة داعش فى العراق ودعمه بالأسلحة المتطورة لمحاربة الجيش العراقى. ذكر موقع جلوبال ريسيرش الكندى، أن الجيش العراقى أطلق النار على طائرتين بريطانيتين لأنهما كانتا تحملان أسلحة للإرهابيين فى محافظة الأنبار، مشيرا إلى أن البرلمان العراقى لديه صور تتضمن لقطات للطائرات، وطلب البرلمان العراقى من لندن تفسيرات فى هذا الصدد، وكشف نائب عراقى أن الحكومة فى بغداد تتلقى تقارير يومية تفيد بأن طائرات التحالف التى تقودها الولاياتالمتحدة تسقط أسلحة وإمدادات للمناطق التى يسيطر عليها تنظيم داعش فى محافظة الأنبار، وأوضح النائب العراقى أن المساعدات الغربية إلى التنظيم الإرهابى تؤكد أن الولاياتالمتحدة تفضل حالة الفوضى فى محافظة الأنبار التى تقع بالقرب من مدينتى كربلاء وبغداد لأنها لا تريد أن تنتهى الأزمة. يحقق الجيش العراقى انتصارات قوية على أرض الواقع، فقد أوضحت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن هذه الانتصارات والهجوم الذى ينفذه الجيش هو بمثابة بارقة أمل لاقتلاع جذور الإرهاب التى تجتاح البلاد منذ الصيف الماضى بعد استيلاء داعش على مساحة تقدر بثلث العراق، فى أسوأ نكسة أمنية شهدتها البلاد منذ سنوات. نجحت القوات العراقية فى استعادة محافظة تكريت بعد عشرة أيام من بدء المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابى لاسترجاع المدينة والمناطق المحيطة بها، رغم الصعوبات النفسية التى لاتزال تواجه الجيش العراقى متمثلة فى عمليات القنص والألغام التى يلجأ إليها داعش، حيث قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إن القوات الحكومية العراقية التى يدعمها آلاف من المتطوعين ومقاتلى القبائل استعادت السيطرة على مساحات واسعة شمال شرقى مدينة تكريت.