استحوذت الانتخابات الإسرائيلية على اهتمام الصحف العالمية، حيث سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على العلاقات بين البيت الأبيض وتل أبيب بعد هذه الانتخابات، قائلة إن الإدارة الأمريكية تجنبت بشكل كبير التعليق على الانتخابات الإسرائيلية فهي تتخذ موقف حيادي إلى حد كبير، ولكنها أيضا تعد من أهم الانتخابات الخارجية على أجندة الرئيس "باراك أوباما" منذ توليه السلطة قبل 6 سنوات. وتضيف الصحيفة أن عدد قليل من قادة البيت الأبيض كانوا يريدون خسارة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، موضحة أن هذه الرغبات زادت مع ظهور المعسكر الصهيوني بقيادة زعيم حزب العمل "اسحق هرتسوج" ورئيسة حزب الحركة "تسيبي ليفني". وتشير "وول ستريت جورنال" إلى أن هذه التحالفات بين قادة إسرائيل، على الحد الأدنى تحدد نبرة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية في الفترة المتبقية من ولاية "أوباما"، كما أن نتائج الانتخابات يمكن أن يكون لها تأثير على السياسات المتبعة، ومحادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، والجهود الدولية فيما يتعلق بملف النووي الإيراني. من جانبه، قال "آرون ديفيد ميلر" مسؤول سابق في وزارة الخارجية والآن مدير مركز وودور ويلسون الدولي للباحثين:" إنه التغير الأكبر في طبيعة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية"، ويضيف:" لو كان فاز هرتسوج، لكانت الاختلافات بين البلدين صامتة إلى حد كبير، وهذا يعني أن عملية السلام والنشاط الإستيطاني وإيران، سيكونوا القضايا الرئيسية المختلفة بين البلدين، ولكن ربما بطريقة أو بأخرى سيتم تحسينهم". وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أن علاقات "أوباما" و"نتنياهو" شهدت عدة اضطرابات خلال الفترة الماضية، كما أن الأخير فقد أي أمل متنبقي بعد القاء خطابه في الكونجرس الأمريكي، وانتقد محادثات الولاياتالمتحدة النووية مع إيران هذا الشهر. وتشير "وول ستريت جورنال إلى أن البيت الأبيض قد يأس من إحراز تقدم بشأن عملية السلام والملف النووي مع إسرائيل، لأن "نتنياهو" متصلب ويمتلك وجهة نظر حادة تجاه "أوباما"، خاصة حين صرح أنه لن يكون هناك دولة فلسطينية حال ظل في منصبه، وهو الرأي المضاد ل"أوباما" حيث يعتقد في فكرة حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وتؤكد الصحيفة أن فوز "نتنياهو" يعني استمرار حالة الجمود في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، وربما يزيد من تعقيد جهود الرئيس "أوباما" للحفاظ على الكونجرس وإصدار التشريعات التي من شأنها تتطلب موافقة مجلس الشيوخ بشأن الاتفاق النووي مع إيران، كما أن فوز "نتنياهو" سوف يجعله يشعر بأنه قادر على الضغط ودفع المشرعين لمنع الاتفاق"، مضيفة " قد يشعر أنه الملك مرة أخرى، ويذهب للعمل مع الجمهوريين لدفن هذا الاتفاق".