انعدام التطوير وغياب البوابات وسلوك المارة وراء الأزمة تشكل المزلقانان بمحافظة المنيا خطرًا يهدد حياة المواطنين، حتى أصبح المرور عليها شبحًا يطاردهم من حين لآخر، ويتربص بأرواحهم ليقطفها ويغرقها في الدماء، ونتيجة غياب عوامل الأمن والسلامة، وإنشاء الأهالي مزلقانات عشوائية مخالفة مترامية بطول، تستمر حوادث القطارات. رصدت "البديل" كوارث العبور الخطر على عدد من مزلقانات المحافظة، بعد سلسلة الحوادث المتلاحقة أودت بحياة العشرات خلال الفترة الأخيرة، كما تسببت في حوادث انقلاب عربات القطارات أثناء سيرها في أكثر من واقعة. كانت البداية أمام مزلقان كوبري معصرة سمالوط، الواقع خلف محطة قطار المدينة، لم يكتمل إنشاء الكوبرى منذ سنوات، وبعد الانتهاء منه والسماح للمواطنين بالمرور عليه، والسيارات على المزلقان من الجانب الغربي، لم تستكمل الجهات المختصة بالمشروع إنشاء ممر من الجانب الشرقي، مما تسبب في عدد من الحوادث، بسبب مرور المواطنين عليه، رغم خطورته وموقعه الحيوي.. وأوضح رجب محمد، مسؤول مبادرة تحسين سمالوط ل"البديل" أن نحو عشرة أشخاص لقوا مصرعهم خلال عام 2014. إهمال الموظفين ومن مزلقان سمالوط إلى مزلقان الحبشي بمدينة المنيا والشهير بمزلقان الموت لكثرة الحوادث به، ولا تزال سلسلة حديدية رفيعة تفصل بين ضمير الدولة وقضبان الموت، ورصدت "البديل" إهمال موظفي الهيئة بتركهم السلسة وعدم غلقها أثناء مرور القطارات، خاصة فترات المساء، ليشهد المزلقان حوادث عدة أسفرت عن مصرع العشرات، كان أشهرها الحادث الذي وقع في 8 أغسطس الماضي، حيث قطعت سيارة ربع نقل السلسلة، لتصطدم بالقطار فتحصد أرواح 5 أشخاص وتسفر عن إصابة 8 آخرين. وقال أسامة نصيف، مراقب البلوك: إن جميع المزلقانات الموجودة غير قانونية، وتتسبب في كثير من حوادث المرور، وخصوصًا مزلقان الحبشي، معتبرًا أنه يشكل الخطر الأكبر, وكان من المزمع إلغاؤه فور إنشاء الكوبري، وهو ما لم يحدث، بسبب تقاعس الحكومة عن دورها الرقابي والتنفيذي. وأضاف سيد محمد ماضي، رئيس اللجنة النقابية للسكك الحديد بالمنيا، أن عوامل الأمن والسلامة غير متوفرة بشكل كاف، وهناك خروقات وتقصير لعوامل الأمن، من خلال الهيئة، تتمثل في عدم تطوير الهيئة المزلقانات, وعدم توفير العمالة الكافية على المزلقانات, فجميع المزلقانات بها عامل واحد فقط، في حين أنه من الضروري توافر عاملين اثنين على الخطين، وكذا عدم وجود بوابات إلكترونية وإلغاء المزلقانات العشوائية, كما أوضح أن سلوك المواطنين جزء كبير من المشكلة عندما يتعجل بعضهم المرور على المزلقان ولا يبالي بالأجراس التحذيرية. عشوائية تسبب الحوادث وأوضح "ماضي" أن المزلقانات العشوائية مترامية بطول القضبان، وتنتشر معظمها أمام أماكن الزراعات وفي الأرياف، وهي من صنع الأهالي، إذ يتعمد بعضهم ردم قضبان السكك الحديدية بالتراب؛ ليتسنى له المرور بالسيارات الكارو و"الكارتة" إلى حقله, وأشار إلى أن هذه المزلقانات تسبب خطرًا كبيرًا وتتسبب في حوادث انقلاب عربات القطارات خلال سيرها، كنتيجة ردم ارتفاع 10 سم بين القضبان وأرضيته. وكان القطار رقم 1201 قد انقلب بمركز بني مزار وأسفر عن إصابة 14 شخصًا كانوا يستقلونه، بعدما فوجئ السائق بانفصال إحدى عرباته، وأكد مصدر بالهيئة ل"البديل" أن الحادث يرجع إلى تعدد المواقع الخاصة بالزوايا والمساجد على شريط السكة الحديد، مما يعد خطرًا واضحًا يهدد حياة العديد, لكونها تعوق الرؤية خاصة في فترات المساء، وفي يوم 10 سبتمبر المنقضي تم تشكيل لجنة لفحص تلك الزوايا لتحديد إمكانية نقلها إلى أماكن بديلة، وهو ما لم يحدث. خطة للتطوير وفي 6 فبراير الماضي اجتمع سكرتير عام المنيا اللواء أسامة ضيف، مع لجنة مشكلة لوضع خطة لتطوير مزلقانات المرحلة الثانية "خط القاهرة/أسوان" وعددها 24 مزلقانًا بهدف إجراء توسعات بمداخل المزلقانات ومخارجها، وإزالة التعديات على حرم السكة الحديد ومنع الأسواق العشوائية وتطوير البوابات، إلَّا أن الأسواق العشوائية لا زالت متواجدة كسوق الحبشي المطلة على مزلقان الحبشي، ويفد إليها آلاف المواطنين من القرى ومدينة المنيا, وأكد رئيس اللجنة النقابية أن المحافظة لم تقم بأي من أعمال التطوير خلال الفترة الماضية. ويتسبب المرور الخاطئ لسائقي الدراجات البخارية والسيارات الأجرة وعربات الكارو في مزيد من حوادث المزلقانات؛ لعدم المبالاة بالأجراس التحذيرية عند مرور القطارات، كما تسبب في إعاقة عملية المرور على المزلقانات بوجه عام. وتجدر الإشارة إلى آخر كارثة وقعت بمنطقة بني مزار فى المنيا، وأسفرت عن 7 مصابين تم نقلهم إلى مستشفى بني مزار المركزي، لعلاجهم من كدمات ونزيف واشتباه ما بعد الارتجاج. وتوقفت حركة قطارات الصعيد، المتجهة شمالًا والقادمة باتجاه محافظة المنيا، بعد خروج عربة قطار "مميز" عن القضبان، قبالة مركز سمالوط، شمال محافظة المنيا، وتسبب الخروج المفاجئ للعربة الثالثة من الخلف الملحقة بالقطار رقم 2201 القادم من أسيوط، في طريقه للقاهرة، في إصابة 7 من ركاب القطار، ليستمر مسلسل دماء المصريين على قضبان قطارات الصعيد، فيما تغض الحكومة الطرف عنهم، لتضع نصب أعينها على قضايا الدولة والمدن فقط، فيما يغرق أهالي الصعيد فى أزمة التهميش ولامبالاة الحكومة.