أصبحت نماذج المحاكاة Simulation Models أحد الأنشطة الطلابية والآليات التعليمية التي تستخدم فى تشجيع البحث والقدرة على التفكير والإبداع لدى الطلاب في مصر، وبدأت أولى خطواتها بما يسمى لعب الأدوار، من خلال لعب الطلاب أدوار شخصيات معينة أو ممثلى دول بعينها أو أطراف محددة في موقف أو أزمة ما، ومحاولة التصرف بصورة مماثلة للشخص أو الطرف الذي يتم القيام بدوره. علمًا بأن استخدام هذه الآليات كان استنادًا إلى نظريات وطرق بحثية أبدعتها مراكز الدراسات في الشمال، لدراسة كيفية تصرف الأطراف المختلفة فى الأحداث السياسية أو ردود أفعالها تجاه قرارات محددة. نموذج محاكاة نقابة الصحفيين "msj" يحققه شباب آداب برؤية أوسع وعلى الرغم من أن الجامعات المصرية تمتلئ في الفترة الحالية بالعديد من نماذج المحاكاة للمؤسسات السياسية والاقتصادية والدولية، إلا أن السبق يعود في هذا المجال للجامعة الأمريكية بعمل نماذج متعددة لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، تلتها كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ويوجد حاليًّا العديد من نماذج المحاكاة في أغلب الكليات. وعلى الرغم من تعددها إلا أن المميز فيها يظل قليلاً، ولعل أبرزها في الوقت الحالي "نموذج محاكاة نقابة الصحفيين" المتواجد في كلية الآداب بجامعة القاهرة، والذي يهدف إلى إنشاء رابطة للمتدربين بالنموذج وربطهم بصحفيين مزاولين للمهنة ومدهم بالمصادر التي يحتاجونها في مزاولة العمل الصحفي، وتعزيز فرص المتدربين في إيجاد فرصة مناسبة في سوق العمل، والتعريف بدور النقابة وميثاق العمل الإعلامي والصحفي، وحقوق وواجبات الصحفيين. وعن ذلك النموذج تقول ياسمين المساوي رئيس النموذج "إن النموذج يهدف إلى تدريب الطلاب على الفنون الصحفية، وتأهيلهم وربطهم بسوق العمل، وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم أثناء عملهم بمهنة الصحافة، مؤكدة محاضرة عدد من الصحفيين والنقابيين خلال ورش العمل على رأسهم سكرتير عام النقابة الإلكترونية أحمد أبو القاسم، ومدير تحرير المصري اليوم محمد الهواري، ورئيس تحرير موقع "إعلام دوت أورج" محمد عبد الرحمن، ورئيس تحرير موقع "على فكرة" مصطفى علي، ومدير معهد الصحافة المستقلة مصطفى فتحي". وأشارت إلى أن النموذج يقام تحت رعاية عدد من الجهات الرسمية والإعلامية منها "نقابة الصحفيين العامة، ونقابة الصحفيين الإلكترونيين، ومجلة نصف الدنيا، وجريدة الأهرام المسائي، وجريدة الشباب، والأهرام العربي، وموقع إعلام دوت أورج، وعلى فكرة، والمراقب، وجريدة روز اليوسف، والاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية، ومنتدى الصحافة الإلكترونية، وتحت لواء جامعة القاهرة". النماذج تقع في مشاكل الممولين.. وعدم الدعم النقابي والصحافي ومن الناحية الأخرى، رحب دكتور محمود سلمان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بوجود نماذج لمحاكاة الكيانات الكبيرة داخل الجامعة، لافتًا إلى أن تلك النماذج تخرج من الطالب طاقته الإبداعية الداخلية، موضحًا أن أهم ما توفره تلك النماذج دعم المشاركة الطلابية فى العملية التعليمية من خلال مساهمتهم فى تجميع المعلومات وتحليلها وفهمها بصورة نقدية، وذلك فيما يتعلق بالمؤسسات أو الشخصيات التى يتم محاكاتها، وكسر أحد الأسس السلبية السائدة فى العملية التعليمية المتمثل فى قصر دور الطالب على استقبال المعلومات، وعدم بذل جهد فى توليدها وتدعيم السمات القيادية لدى الطلاب، وتدريبهم على كيفية التصدى للمشكلات ومواجهة الأزمات، والعمل تحت ضغط فى أحيان كثيرة، مما يزيد من إعدادهم لسوق العمل. وأوضح أن المشكلات التي تقابل نماذج المحاكاة تتمثل في ضعف مصادر التمويل من داخل الجامعة، مما يضطر الطلاب معه إلى الاجتهاد في البحث عن مصادر تمويل خارجية، وهو ما يعطي دورًا أكبر للممول الخارجي، سواء الوطني أو الأجنبي، للتدخل، أو ارتباط استمرار النموذج بالموافقة عليه، بما يمكن أن يؤثر سلبًا على أداء الطلاب أو حريتهم في التصرف. وإن كان ذلك أمرًا نادر الحدوث، إلَّا أنه ما زال يحمل قدرًا من الإمكانية. فيما أشاد حسين السويدي، الخبير السياسي، بفكرة النموذج الذي أقامه الشباب لمحاكاة نقابة الصحفيين، لافتًا إلى أن النقابة الحقيقية من المفترض أن تدعمهم ويكون هناك دعم من الجامعة، وتابع السويدي أن الأفكار التي يبتدعها الشباب تكون البذرة الأولى في البناء دائمًا، وطالما أن الجامعة توفر لهم المظلة فعليهم العمل بكل طاقتهم ليخرجوا لنا جيلاً صحيحًا من الصحافة القائمة على التدريب والتحقيق وليست الصحافة التي تدرس في كليات الإعلام والتي تعتمد على المواد العلمية فقط دون وجود سبل لتدريب أو تأهيل الطالب.