جار طباعة الأسئلة.. "تعليم الجيزة": أكثر من 2 مليون و500 ألف طالب يؤدون امتحانات نهاية العام    بكري: تكتم شديد حول التغييرات الوزارية المقبلة.. واستمرار مدبولي في منصبه محل دراسة    "مستثمرو السياحة": نسب إشغال الفنادق تصل ل 85%.. وإقبال من السائحين العرب    الإفراج الجمركي.. قبلة حياة لإنعاش الاقتصاد ومحاصرة التضخم    بايدن: سنعاقب إيران بعد هجومها على إسرائيل    رئيس دفاع النواب: توافق مصر والبحرين يخدم المصالح الأخوية ويرسخ الأمن الإقليمي    تشكيل باير ليفركوزن في مواجهة وست هام في الدوري الأوروبي    الجفاف يدفع الملايين إلى "الجوع الحاد" في الجنوب الأفريقي    أخبار الأهلي: الأهلي يخاطب وزير الرياضة للسماح بالسعة الجماهيرية الكاملة في المباريات المحلية والإفريقية    محمد صلاح يسجل هدف ليفربول الأول أمام أتالانتا في الدوري الأوروبي.. فيديو    أخبار الأهلي: قرار من "كاف" يهدد مشاركة الأهلي والزمالك في الدوري الأفريقي    «افعل الخير وارحل».. كهربا يوجه رسالة غامضة بعد تغريمه مع الأهلي    رعب أعلى الدائري.. ميكروباص معلق "بين السما والأرض" (صورة)    علاقة في الظل تنتهي بجريمة.. فضيحة يوتيوبر خليجي بأكتوبر    3 أيام دون طعام وبلا والدين.. مصدر أمني يكشف تفاصيل جديدة في واقعة "طفلي الغربية"    مباحث المنزلة تضبط المتهم بإنهاء حياة مسن داخل إحدى الأفراح الشعبية ب الدقهلية    أزمة أرقام الإيداع على طاولة الحوار بين اتحاد الناشرين ومسئولي "الثقافة"    تكريم سيد رجب وإسلام كمال وأحمد عرابي في مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    بعد 6 أشهر من التوقف.. ماذا قالت ياسمين عز في أول ظهور لها؟    فيلم السرب.. تعرف على الأبطال وتوقيت العرض في السينمات    أدهم السداوي يكشف موعد تصوير الجزء الخامس لمسلسل اللعبة مع هشام ماجد    بالفيديو.. خالد الجندي: عمل المرأة فى بيتها "عبادة".. وسعى زوجها "جهاد"    إحالة 11 عاملًا بالوحدة الصحية في عزب النهضة بدمياط للتحقيق    في طريقها إلى مصر.. كيف تتجنب رياح الخماسين وأضرارها؟    نائب محافظ أسوان تتفقد منظومة الحريق والإطفاء بالسوق السياحى    هل يجوز تفويت صلاة الجمعة بسبب التعب؟.. اعرف الأعذار الشرعية لتركها    خالد الجندي ل الزوجات: اعتبرى إنك فى حالة عبادة بتأخدى عليها أجر    برنامج التعليم المتعدد يشارك في منتدى التعليم الفني التكنولوجي بالقاهرة    "بطلب جوارديولا".. نجم بايرن ميونخ على رأس اهتمامات مانشستر سيتي في الصيف    رئيس مدينة منوف يتابع الخدمات الطبية المقدمة للأشقاء الفلسطينيين    صحة كفر الشيخ: تقديم خدمات طبية مجانية ل1433 مريضا بقرية تيدة بسيدي سالم    بعد موافقة الحكومة.. التفاصيل الكاملة بشأن زيادة الحد الأدنى لرأس مال شركات التمويل العقاري    البحوث الزراعية تستقبل وفدًا عسكريًا من تنزانيا الإتحادية    نائب رئيس جامعة عين شمس تتفقد أعمال التطوير بقصر الزعفران    جوتيريش: علينا التزام أخلاقي بدفع جهود التهدئة في الشرق الأوسط    الشرقية.. إحالة 30 من العاملين المقصرين بالمنشآت الخدمية للتحقيق    وزارة التضامن تفتح باب سداد الدفعة الثانية للفائزين بقرعة حج الجمعيات الأهلية    وزير قطاع الأعمال: القطاع الخاص شريك رئيسي في تنفيذ مشروعات التطوير وإعادة التشغيل    البنك الأهلى.. إصابة" أبوجبل" اشتباه في قطع بالرباط الصليبي    «القومي لثقافة الطفل» يحتفل باليوم العالمي للتراث غدا    مدرب شيفيلد يونايتد يهاجم الاتحاد الإنجليزي بسبب مباريات الإعادة    الأردن.. 7 إنزالات جوية لمساعدات إنسانية وغذائية على قطاع غزة    تعاون ثقافي بين مكتبة الإسكندرية والمكتبة الوطنية البولندية    يسهل إرضاؤها.. 3 أبراج تسعدها أبسط الكلمات والهدايا    شوقي علام يفتتح أول معرض دولي بدار الإفتاء بالتعاون مع روسيا (صور)    وكيل الأزهر يتفقد التصفيات النهائية لمشروع تحدى القراءة في موسمه الثامن    طقس سئ.. غبار رملي على الطرق بالمنيا    تأجيل محاكمة حسين الشحات في واقعة ضرب الشيبي لجلسة 9 مايو    الحصول على تأشيرة عمل للمصريين في الكويت 2024.. تعرف على الشروط وطريقة استخراج التأشيرة    5 خطوط جديدة خلال الربع الأول من العام تستقبلها موانئ دبي العالمية السخنة    زاخاروفا: مطالب الغرب بتنازل روسيا عن السيطرة على محطة زابوروجيا ابتزاز نووى    وكيل صحة قنا يجتمع مديري المستشفيات لمناقشة اللائحة الجديدة وتشغيل العيادات المسائية    فى الجيزة.. التعليم تعلن جدول امتحان المستوى الرفيع والمواد خارج المجموع لطلاب النقل والإعدادية    "الوزراء" يوافق على تعديل بعض أحكام قانون إنشاء المحاكم الاقتصادية    وثائق دبلوماسية مسربة.. البيت الأبيض يعارض الأمم المتحدة في الاعتراف بدولة فلسطينية    دعاء العواصف.. ردده وخذ الأجر والثواب    ردد الآن.. دعاء الشفاء لنفسي    بيان عاجل من اتحاد جدة على تأجيل لقاء الهلال والأهلي في دوري روشن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النووي الإيراني بين السعودية وإسرائيل .. تطبيع قاب قوسين أو أدنى
نشر في البديل يوم 05 - 03 - 2015

في ظل سعي دؤوب من السعودية لتحويل صراعها السياسي مع إيران إلى صراع طائفي يتجاوز حدود تصادم مصالح الدولتين في المنطقة إلى تصادم هَوية على أساس مذهبي تحشد الأولى من خلاله دول وجماعات على أساس الطائفة فيمسي الخلاف السياسي وتصادم المصالح صراع وجود، ألتقط رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو هذا الأمر مبكراً، وعمل على تغذيته أولاً عند الجانب الأميركي منذ بداية العام الماضي، وعزز ذلك بدعوة صريحة للرئيس الأميركي في يونيو الماضي ومن خلال وسائل إعلام أميركية، وثانياً عند ما أسماه بالدول "السُنية المعتدلة"، وهو المصطلح الذي لم ينفك عن تكراره مؤخراً حتى في خطابه أمام الكونجرس الأميركي منذ يومين.
أول أمس وقف نتنياهو ملقياً خطاب على أعضاء الكونجرس الأميركي، في ظل توتر يشوب علاقة الحكومة الإسرائيلية بإدارة الرئيس باراك أوباما، على خلفية تناقض ثانوي ما بين الاثنين فيما يتعلق بملف إيران النووي، وهو تناقض ليس بالجديد، وممتد منذ 2012، وقتها كان الخلاف ما بين واشنطن وتل أبيب يكمن في كيفية معالجة القضية النووية الإيرانية؛ واشنطن كانت ترى الضغط بسلاح العقوبات بينما تل أبيب تريد ضربة للمنشآت النووية الإيرانية تشارك فيها وتدعمها الولايات المتحدة. وقتها دعم نتنياهو وبشكل صريح منافس أوباما في الانتخابات الرئاسية، مرشح الحزب الجمهوري، ميت رومني. والأن يكرر نتنياهو ذلك بدعم متبادل بين حكومته وبين أعضاء الكونجرس الأميركي ذو الغالبية المنتمية للحزب الجمهوري، وهو الأمر الذي تسبب بقطيعة أوباما وخارجيته لمؤتمر لجنة "ايباك" السنوي، التي نادراً ما يغيب عنه رئيس أميركي منذ تدشين اللجنة في خمسينيات القرن الماضي، وكذلك عدم حضور أوباما وغالبية نواب حزبه لخطاب نتنياهو.
خطاب نتنياهو لم يخلو من إشارات إلى أن الخطر الإيراني من وجهة نظره لا يخص إسرائيل وحدها، ولكن أيضاً المصالح الأميركية، وكذلك مصلحة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة من دول المنطقة. ملمحاً إلى "دول سُنية معتدلة" توافق وجهة نظرها حيال البرنامج النووي الإيراني وجهة النظر الإسرائيلية والتي بالضرورة توافق وجهة نظر الإدارة الأميركية التي تخوض حرب مع حلفاءها من هذه الدول "السُنية المعتدلة" ضد تنظيم "داعش"، ملخصاً طرحه هذا بقوله: "عندما نأتي إلى إيران وداعش فعدو عدوك هو عدوك أيضاً".
ليس بغريب أو جديد على نتنياهو القيام بمثل هذا الأمر، فهو ومنذ تصدره للعمل العام في دولة الاحتلال منذ منتصف التسعينات ويسعى شأنه شأن أي سياسي إلى توظيف أخطاء الخصوم لمصلحته، ولكن الجديد هذه الأيام أن التوظيف السياسي يتعدى مرحلة الاستفادة من أخطاء عشوائية وغير متكررة، ولكنها سياسة عدد من دول عربية على رأسها السعودية تسعى لتقليص مساحات التباين بينها وبين الكيان الصهيوني منذ مطلع الألفين، سواء فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وقتها، أو حالياً بالتحالف مع إسرائيل لمواجهة إيران على أساس تقاطع مصلحة الدولتين فيما يتعلق بالنووي الإيراني على اختلاف وسائل التقارب بينهم سواء إعلامية أو دبلوماسية أو حتى عسكرية.
مراحل التقارب –الذي قد يكلل قريباً بتطبيع رسمي- بين السعودية وإسرائيل شهدت ذروتها خلال السنوات الثلاث الأخيرة أصبح هناك أكثر من مبرر وأكثر من فرصة لتطبيع معلن وشرعي بين الرياض وتل أبيب، وهو الأمر الذي ينظر له بعض الأطراف في العاصمتين كضرورة حتمية عن أي وقت مضى، وتجدر الإشارة هنا إلى ما أعلنته شبكة سي.إن.إن الأميركية في ديسمبر العام الماضي أن نائب وزير الدفاع السعودي وقتها، الأمير سلمان بن سلطان زار إسرائيل برفقة وفد عسكري سعودي، وربط ذلك بتوصيات مؤتمر هرتسليا الأخير التي شملت على وثيقة أمنية أعدها عشرات الخبراء العسكريين والأمنيين والسياسيين، نص بندها الأول على أنه يجب على إسرائيل خلق مجال تحالف إستراتيجي جديد في الخليج، عن طريق إقامة علاقات رسمية أو غير رسمية مع دوله وعلى رأسها السعودية، انطلاقا من مبادرة السلام العربية واتفاق كل من السعودية وإسرائيل على خطورة البرنامج النووي الإيراني. وهو ما أكدت عليه صحيفة هآرتس في افتتاحيتها قبل أسبوع من خطاب نتنياهو أمام الكونجرس.
ومع تفاقم ظاهرة "داعش" ومحاولة توظيفها من جانب السعودية وإسرائيل في صراعهم مع إيران، زاد التقارب بين الرياض وتل أبيب إلى الحد الذي يراهن فيه الإسرائيليين على العرب "السُنة" سيحلوا محل الولايات المتحدة إذا أنجزت الاخيرة اتفاق نووي مع إيران، من باب أن كل من إسرائيل وهذه الدول العربية "السُنية" تجد أن إيران "الشيعية" إذا تمكنت مع انجاز اتفاق نووي فأن ذلك سيعزز من نفوذها في المنطقة، وهو ما جعل هذه الدول العربية تعرب عن قلقها للولايات المتحدة، مما حدا بصحيفة "جيروزليم بوست" الإسرائيلية أن تبرهن بذلك على وحدة موقف إسرائيل وهذه الدول العربية حيال النووي الإيراني. فيما ذهب استاذ العلاقات الدولية بجامعة نيويورك ومدير وحدة الشرق الأوسط بمعهد السياسي الدولية، ألون بن مائير، إلى أن كل من موقفي إسرائيل والسعودية حيال البرنامج النووي الإيراني واحد وذلك بدافع أن كل من الدولتين يعتبرون حلفاء إيران في لبنان وسوريا واليمن والعراق أعداء لهم. وذلك في مقال له نشره موقع سي.إن.إن. بعنوان "مخاطر إيران النووية وتداعياتها على السعودية وإسرائيل".
إعلاميا، نشرت قناة "العربية" السعودية في موقعها باللغة الإنجليزية -دون نشره في النسخة العربية- مقالاً لكاتب سعودي يدعو أوباما إلى الإصغاء لخطاب نتنياهو، مسهباً في شرح تفاصيل الضرورة التي توجب على واشنطن وحلفاءها في المنطقة مع إسرائيل للوقوف ضد الخطر الإيراني. وغني عن الذكر أن هذا المقال وجد اهتمام بالغ من صُحف إسرائيلية اعتبرته يمثل وجهة النظر السعودية، وهو ما أكدت عليه صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية التي قالت -حسبما أورد موقع "المصدر" الإسرائيلي- أن ما قاله نتنياهو عن خطر تمدد النفوذ الإيراني للعواصم العربية كان يجدر أن يقوله رؤساء دول عربية.
دبلوماسيا، وسعياً لتعزيز طرح نتنياهو والذي مفاده وحدة الخطر الإيراني على إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاءها "السُنة"؛ سريعاً إلى الأمام، تتكرر هذه الأيام المساعي الإسرائيلية في ظل مرحلة حاسمة وصلت إليها المفاوضات النووية، وكالسابق تتقاطع كل مصلحة إسرائيل والسعودية. أمس نشرت مجلة "ذا أتلانتك" الأميركية أن نتنياهو عن طريق السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، وجه دعوة رسمية إلى عدد من سفراء الدول الخليجية في الولايات المتحدة لحضور خطاب نتنياهو أمام الكونجرس، بدعوى أن هذه "الدول السُنية" لها مصالح مشتركة مع إسرائيل ضد إيران "الشيعية"، أهمها اهتمام هذه الدول مع إسرائيل بإيقاف البرنامج النووي الإيراني.
أما عسكريا، فتكررت هذه الأيام أنباء عن تعاون سعودي- إسرائيلي مشترك لضرب منشآت نووية إيرانية، حيث تسمح السعودية للمقاتلات الإسرائيلية بعبور مجالها الجوي إلى إيران. وجدير بالذكر أن هذه الأمر سُرب إلى الإعلام أول مرة عام 2012، وتكرر مجدداً منذ أيام على لسان مسئول أوربي قال أن لديه معلومات تؤكد امكانية حدوث ذلك.
بعيداً عن أصداء خطاب نتنياهو، التي تراوحت بين التقليل من أثره كون جوهره لم يأتي بجديد بالنسبة للولايات المتحدة ويستخدم لأغراض دعائية انتخابية، أو الاحتفاء به كونه ينم عن رؤية جذرية لمواجهة خطر إيران ككل وليس برنامجها النووي؛ فأن اللافت والجديد عن حق هذه المرة هو مطابقة علنية لرؤية الدولتين تجاه طهران، وهي الرؤية التي قاربت على نحو غير مسبوق بينهم، وقد تكون كافية لتطبيع العلاقات بين الحكومتين في تل أبيب والرياض –حتى دون حل للقضية الفلسطينية طبقاً لمبادرة السلام السعودية- ليس فقط فيما يخص البرنامج النووي الإيراني، ولكن أيضاً لتوافق العاصمتين في موقفهم تجاه إيران وحلفاءها في المنطقة، حتى وإن استدعى ذلك إسباغ مسوح مذهبية على الصراع السياسي بين السعودية وإيران، المستفيد الأول من ذلك هي إسرائيل.
موضوعات متعلقة:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.