يبدو أن مسلسل الإهمال في الكباري لن يتنهي في مصر، فغياب الصيانة والإهمال وصل إلى حد الوقوع في كوارث، فعلى الرغم من أن كوبري "محمد نجيب" بالمرج أنشئ في الأساس من أجل التسهيل على المواطنين عبور الطرق الفرعية ومترو الأنفاق، إلا أنه تهالك بسبب افتقاره لأي أعمال صيانة منذ إنشائه في الثمانيات. «كوبري المرج» أغلق بأمر المحافظ والإهمال لاحقه بعد عام وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة التي وجهت إلى الهيئة العامة للطرق والكباري والشكاوي التي أرسلت إلى محافظة القاهرة وتوضح احتمالية وقوع كوارث بانهيار ذلك الكوبري، إلا أن أحدا لم يتحرك. يبدأ الكوبري من شارع البترول، ويخرج منه فرعين، أحدهما متجه إلى المرج الجديدة، والآخر إلى المرج القديمة، بالتوازي مع شريط مترو الأنفاق، ويحيط به العديد من المنشآت الحيوية، والسكنية المهمة، كشركة المياه، وشركة الكهرباء، ومحطات توليد الكهرباء، ومباني سكنية. لا يوجد بالكوبري أية لوحات إرشادية أو تحذيرية سواء بإشارة ضوئية أو علامات على مسافة كافية للتحذير، فضلا عن عدم تواجد سور حديدى لتجنب الكوارث أعلاه أو حماية السيارات خشية الاصطدامات، ووجود فوارغ بين فواصل الكوبرى فى مقدمته ونهايته، فإذا وقع حادث بالكوبرى فسوف يسبب أزمة كبرى أحدهما توقف حركة المرور فى الاتجاهين، ثانيًا تعطل الحركة فى الاتجاهات المؤدية إلى المرج والطريق الدائرى، الذى يعتبر شريان حياة سكان المنطقة الشرقية. ولم يتوقف الإهمال المتواجد في الكوبري عند ذلك، بل أن هناك تشققات وتصدعات متواجدة بين فواصل الكوبري، بالإضافة إلى أن أسلاك الضغط العالى والكهرباء، تمر أسفل الكوبرى مباشرة، وتتلامس مع أطرافه الحديدية المتهالكة، التى لا تحمى سيارات النقل والأجرة من السقوط من أعلى الكوبرى. كان محافظ القاهرة قد أصدر تعليماته الفورية منذ ما يقارب عام وتحديدًا في مارس 2014، بغلق كوبري محمد نجيب بالمرج باتجاهاته الثلاثة؛ للبدء في أعمال الصيانة العاجلة للكوبري المعدني، وذلك بناء على تقرير مهندسي مديرية الطرق والكباري بشأن الكوبري المذكور. وجاء قرار المحافظ بعد قرابة شهرين من الاستغاثة التي أطلقها رئيس حي المرج، لنجدة الأهالى من كارثة حال انهيار الكوبري نتيجة لشدة الأحمال عليه، ورغم أن رئيس الحي حذر وقتها من انهيار الكوبري خلال أسبوع واحد، إلا أن المحافظ لم يستجب إلا بعد سبعة أسابيع. وبعد مرور ما يقارب عام، عاد الكوبري على ما كان عليه، وتستمر أوضاع الكوبري في الوقت الحالي ما بين الغلق والفتح لإكمال مسيرته الطبيعية، إلا إنه يهدد بكارثة حقيقية. الأهالى: الكوبري عصب منطقة المرج.. والنقل الثقيل يهدد بسقوطه قال محمد على، سائق، إن الكوبري أجرى فيه العديد من الإصلاحات والترميمات، ثم عاد مرة أخرى إلى الإهمال من قبل حي المرج، لافتًا إلى أن الكوبري تسير عليه سيارات النقل الثقيل، التى تهدد بسقوطه. وأضاف "علي" أن رئيس حي المرج الجديد والقديم، لم يستجيبا لشكاوي الأهالى من الكوبري، فضلا عن سائقي التوك توك الذين يسيرون في الاتجاه العكسي. من جانبه، يؤكد خالد محمد، أحد سكان المنطقة، أن كوبري محمد نجيب يعاني من إهمال متكرر من قبل السائقين والحي، فالكل مسئول عن الإهمال الذي يقع على الكوبري، مشيرًا إلى أن المحافظة بين الحين والآخر تغلق الكوبري، ووقتها لا يجد الطلاب مواصلات لنقلهم، فيسيروا حتى موقف الميكروباصات الذي يبعد عن الكوبري ما يقارب 15 دقيقة، مطالبا المحافظة والهيئة الخاصة بالكباري بالتحرك السريع لترميم الكوبري وإنقاذه. ومن الناحية الأخرى، قال محمد سامي، مدير قطاع التطوير بوزارة النقل، إن كوبري محمد نجيب بمنطقة المرج أصبح لا يعاني من الضغط الكبير مثلما كان في بادئ الأمر، لافتًا إلى أن الهيئة العامة أصدرت توصيتها بمنع سير النقل الثقيل على الكوبري، ومضيفا أن ترميمات الكباري تحتاج إلى لجان فنية تمتلك أساليب حديثة، موضحًا أن الأهالى لا يتحملون ترميمات الهيئة التي قد تستغرق بضعة أشهر. في الوقت الذي أكد فيه اللواء سعد الجيوشي، رئيس هيئة الطرق والكباري، إن الهيئة تقوم في الوقت الحالي بعمل صيانة شبه دورية لأكتر من 400 كوبري على مستوى الجمهورية، لافتًا إن الكباري في مصر تحتاج إلى الكثير من التقدم، وأن هناك خطة لتطوير 1704 كباري في مصر خلال عام 2015، وفقًا لما تم الاتفاق عليه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
