استقبلت قناة السويس في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، أكبر سفينة حاويات في العالم في أول رحلة بحرية ضمن قافلة الجنوب لأول مرة لها عقب إنشائها، وقال الربان "محمد فوزي" رئيس حركة الملاحة إن السفينة " أوسكار " عبرت قناة السويس وهى ترفع علم بنما قادمة من اندونيسيا عبر البحر الأحمر ومتجهة إلى ميناء روتردام في هولندا عبر البحر المتوسط . وأضاف "فوزي" أن السفينة عبرت وفى إثرها 4 من القاطرات العملاقة واستغرق عبورها 12 ساعة كاملة، ما أخر حركة الملاحة في قناة السويس لمدة 4 ساعات بسبب حجمها الكبير والذي كاد أن يجعلها تجنح بمنطقة الكيلو 54 ترقيم قنال قبل عودتها للمجرى الملاحي واستكمال رحلتها من جديد . وتعتبر " أوسكار " من الجيل الرابع ومصنوعة في ورش شركة "سامسونج" العالمية يناير الماضي، وهي تعتبر أكبر سفينة حاويات في العالم ويبلغ حمولتها 193 ألف طن وتحمل 13 ألف حاوية . وسبق واستقبلت قناة السويس سفينتين عملاقتين كأكبر سفن حاويات في وقت بنائهما قبل أن تنتزع " أوسكار " الرقم القياسي بتدشينها في يناير الماضي . حيث كانت السفينة " CSCLGLOBE " الصينية تعتبر هي أكبر سفينة في العالم وعبرت في 31 ديسمبر الماضي، كما دفعت مبلغ 934 ألف و451 دولار، رسوم مرورها عبر قناة السويس ورسوم الخدمات التي قدمت لها أثناء العبور، ويبلغ طول تلك السفينة 400 متر، فيما يبلغ عرضها 60 متر، وتستطيع حمل 19000 حاوية بإجمالي حمولة كلية 189.5 طن، كما يصل غاطسها إلى 16 متر . وسجلت قناة السويس رقماً قياسياً باستقبالها لأكبر سفينة حاويات عبرت قناة السويس منذ ما يقرب العامين حين عبرت ناقلة الحاويات " ميرسك مكاني مولر " بحمولة 18 ألف طن ليبدأ بعدها تدشين سفن أكبر . وقال تقرير ملاحي صادر عن بيت الخبرة العالمي " هيلنيك شيبينج " في اليونان أواخر العام الماضي، بأن القدرة الاستيعابية لقناة السويس هي ما يحدد تطورات السفن حول العالم باعتبارها أهم مجرى ملاحي عالمي . وأشار التقرير إلى أنه يمكن للسفن ذات العرض أقل من 60 متر والغاطس 16 متر أن تعبر قناة السويس، ومثل تلك الاشتراطات تضع قيودًا على مصممي السفن حول العالم، وتسعى إدارة هيئة قناة السويس لتحسين مواصفات مجراها الملاحي ليبلغ عمق الغاطس 66 قدماً وتحقيق ازدواجاً في ممر العبور لاستيعاب أكبر قدر من السفن في أقل وقت زمني، وتقليل زمن انتظار السفن بالقنال، وهو المشروع المعروف باسم قناة السويس الجديدة . ومشروع قناة السويس الجديدة، سيمثل نقلة نوعية للقنال، حيث لن تعاني السفن المارة من الانتظار لمدة طويلة لعبور مثل تلك السفن العملاقة ذات الغاطس العملاق .