أصبحت مصر حديث الصحف العالمية بعدما قررت شن هجمات على معاقل داعش والإرهابيين في ليبيا، بعد ذبح 21 مصريا على يد التنظيم الإرهابي، حيث قالت شبكة "سي بي أس" الإخبارية الأمريكية إن مصر أرسلت طائرتها الحربية على الحدود مع ليبيا لقصف أهداف لتنظيم داعش الإرهابي، يوم الإثنين، انتقاما للهجوم الوحشي من قبل التنظيم الإرهابي ضد العمال المصريين، موضحة أن الطائرات "اف 16″ حلقت في الظلام وضربت مستودعات الأسلحة على طول ساحل درنة، والتي تعد مقر لكثير من التكفيريين. وتشير الشبكة إلى أن عملية قتل المصريين هي الأولى لداعش خارج سورياوالعراق، مما يثير مخاوف من إقامة روابط جديدة للتنظيم الإرهابي عبر ليبيا، وهنا يعني أن مصر تحارب الإرهاب على جبهتين، الغرب في ليبيا والشرق في شبه جزيرة سيناء. من جانبها، تدعي إذاعة "صوت أمريكا" أن مصر شنت غارة ثانية على الأراضي الليبية، في رد سريع على مجزرة ذبح 21 مصريا من قبل داعش، ووفقا لمسؤولين ليبيين اسفرت الغارة عن مقتل عشرات المسلحين، وتضيف الإذاعة أنه بدعم من الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، انضمت القوات الجوية الليبية للضربات التي استهدفت مخابيء للأسلحة المسلحة ومعسكرات التدريب، أما البرلمان المنافس في طرابلس، وهو مدعوم من قبل بعض الجماعات الإرهابية، استنكر الضربات الجوية باعتبارها انتهاكا للقانون الدولي والسيادة الليبية. وتلفت الإذاعة الأمريكية إلى أراء بعض المحللين الذين أكدوا أن الحملات ضد داعش في الماضي لم تنجح ولكن الدعم المصري قد يحول قواعد اللعبة ويقوم بعملية مد وجزر، كما أن مصر لها أسباب اقتصادية وأمنية قوية لمحاربة المتشددين في ليبيا. وفي هذا السياق، قالت مجلة "ذي دايلي بيست" الأمريكية إن القوات الجوية المصرية انتقمت لأبنائها، كما أن هذه الضربة الجوية لن تكون الأخيرة، فهناك المزيد في الأيام المقبلة، ولكن ذلك قد يجر ليبيا لمزيد من الفوضى بعد الاطاحة ب"معمر القذافي" في عام 2011. وترى المجلة أن الإعدام الجماعي للمصريين دق ناقوس الخطر المتزايد في روما وباريس، خاصة في ظل غياب القانون في ليبيا لا سيما مع التوسع السريع لداعش في بلد يبعد مسافة صغيرة من جنوب أوروبا، فيما قالت صحيفة "هآرتس" الصهيونية إن الهدف من الغارة الجوية المصرية على ليبيا إيصال رسالة لداعش، وفي نفس الوقت وفي المقام الأول طمئنة المصريين، وخاصة المسيحيين. من جانبها، قالت صحيفة "تيليجراف" البريطانية إن مصر تدخل بشكل أعمق في الرمال المتحركة للحرب الليبية، ولكن من المهم أيضا فصل دور تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا من السياق الأوسع للحرب الأهلية في البلاد. وتؤكد الصحيفة أن مدينة درنة التي استهدفتها القوات الجوية المصرية لها ارتباطات وثيقة بتنظيم القاعدة في العراق، وداعش أيضا، وفي الربيع الماضي، قامت بنقل مئات المحاربين من لواء البتراء الذي كان يقاتل في دير الزور شرق سوريا والموصل في شمال العراق إلى المدينة الليبية.