تجددت أزمة البوتاجاز والوقود مرة أخري في محافظة شمال سيناء ولكن بشكل أكثر حدة عن ما سبق، إذ تعاني المحافظة من نقص اسطوانات الغاز في المستودعات والمخازن كما تشهد أزمة بمحطات التزود بالوقود، ليقف المواطن بالساعات في الطوابير بأنبوبته الفارغة في انتظار "الفرج" وكذا أصحاب السيارات على المحطات لتزويد سياراتهم بالوقود، والمسئولين لا يرون أن هناك أزمة في هذا أو ذاك . حيث تشهد مدن ومراكز محافظة شمال سيناء أزمة نقص حادة في الوقود بكافة أنواعه وصلت لوضع أغلبية محطات الوقود لافتة "لا يوجد وقود" فوق ماكيناتها، كذلك تفاقمت أزمة نقص أسطوانات البوتاجاز بشكل كبير في المحافظة خلال الأيام الماضية وانتشر بيع الأسطوانات بالسوق السوداء حتى وصل سعر الأسطوانة إلى 50 جنيهًا، فيما تصطف طوابير طويلة أمام المستودعات في انتظار الحصول على أسطوانة بوتاجاز . ويقف العشرات من السائقين في طابور أمام محطات الوقود خاصة بمدينة العريش، منتظرين التزود بالوقود هذا "إن وجد"، فهناك الكثيرين عندما وصلوا إلى قرب الماكينة يفاجئوا بأن البنزين قد نفذ من المحطات، لتنشب العديد من المشاجرات أمام عدد من المحطات بسبب تكدس السيارات أمامها دون تنظيم، وتسبب ذلك في شلل بعض الطرق الرئيسية نتيجة لتكدس السيارات في الشوارع . ويقول "محمود علي" سائق..وقفت أمام محطة البنزين لما يقرب من ال5 ساعات متواصلة حتى أستطيع تزويد سيارتي بالوقود لكي أذهب للعمل حتى أتحصل على قوت أولادي، ناهيًا حديثه بكلمات "يرضي مين وقف الحال اللي إحنا فيه دا؟؟" . وأتهم السائقون أصحاب المحطات بتخزين الوقود لبيعها في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، مما تسبب في غضب أصحاب السيارات، وفى ظل غياب المسئولين بالمحافظة، وغياب مديرية التموين ومباحث التموين في التفتيش على المحطات واتخاذ الإجراءات القانونية ضدها . ومن جانبه نفى اللواء "عبد الفتاح حرحور" ما تردد عن وجود أزمة في محطات البنزين بالمحافظة، مؤكدًا أن الأمور تسير بطبيعتها وجميع المحطات مزودة بالوقود، كما أكد أنه تم توفير 250 ألف لتر من البنزين والسولار، للقضاء على أزمة الوقود بمدينة العريش، منها 190 ألف لتر من السولار و60 ألف لتر من البنزين متعدد الأنواع " 80 و90 و92″ ، وشدد على أنه تم توزيع هذه الكمية من الوقود على محطات التزود بالوقود، لتلبية احتياجات المواطنين، مع تشديد الرقابة على المحطات التي تمتنع عن بيع البنزين . وفي مدينتي رفح والشيخ زويد فالوضع مختلف، حيث تم منع إدخال كافة أنواع الوقود للمدينتين منذ بدء حظر التجوال على شمال سيناء، وذلك بدعوى قيام البعض بتهريبها إلى غزة . وفي سياق متصل شهدت محافظة شمال سيناء أزمة نقص اسطوانات البوتاجاز، كما وصل سعر الاسطوانة بالسوق السوداء نظرًا لعدم توافرها بالمستودعات إلى 50 جنيه، وإن انتظر المواطن ليحصل عليها من المستودع من الممكن أن ينتظر بال5 ساعات وأكثر، فمنذ الساعات الأولى من الصباح نجد مئات المواطنين يصطفون للحصول على أسطوانة بوتاجاز واحدة وفي كثير من الأحيان لا يجدونها بعد انتظار طويل . ويقول "حسين عبد الغني" أن المحافظة تشهد أزمة طاحنة في أنابيب البوتاجاز، مؤكدًا أن المواطنين يصطفون بالساعات أمام المستودعات دون أن يحصلوا على الأنبوبة حتى يضطروا لشرائها ب40 جنيه أو أكثر . فيما قال "فتحي جمعة" مدير التموين والتجارة الداخلية، في محافظة شمال سيناء، أن سعر اسطوانة البوتاجاز اليوم ب 16 جنيهاً " توصيل للمنازل"، بينما في المستودع بسعر 10 جنيهات فقط، مؤكداً أنه تم عقد اجتماع مع اللواء "عبد الفتاح حرحور" محافظ شمال سيناء، بشأن متابعة الكميات التي يتم إرسالها . وأشار "جمعة" إلى أن تلك الكميات تقدر بنحو 60 طنًا لمدينة العريش، و20 طن لمدينة بئر العبد، و10 طن لمدينة رفح، و15 طن لمدينة الشيخ زويد، لافتاً إلى أنه يتم شن حملات مشتركة بين مباحث التموين بالمديرية، مدعومة بقوات من الجيش والشرطة على المستودعات في المحافظة، وذلك لضبط عملية بيع الاسطوانات على المواطنين . يذكر أن محافظة شمال سيناء تشهد منذ أسبوعين أزمة نقص كميات اسطوانات البوتاجاز في قرى ومراكز المحافظة بسبب انخفاض الكميات الواردة بالمستودعات، إضافة إلى تهريب كميات من الأسطوانات وبيعها في السوق السوداء لملاك مزارع الدواجن بنطاق وخارج المحافظة في ظل موجة البرد التي لا تزال تشهدها المحافظة .