من المقرر أن تشهد الخرطوم انتخابات الرئاسة في عام 2015 الجاري، وهي خطوة أثارت العديد من الخلافات بين الحكومة بقيادة الرئيس "عمر البشير" والمعارضة السودانية بزعامة "الصادق المهدي"، حيث تم فتح باب الترشح للانتخابات 31 ديسمبر الماضي، ومن ثم تبدأ الحملة الانتخابية من 13 فبراير القادم حتى إبريل المقبل. أعلنت السودان أن أكثر من 40% من ميزانية انتخابات 2010 دفعها المجتمع الدولي، وأنهم لا يتوقعون الدعم الذي حصلت علية السودان في انتخابات 2010 خلال انتخابات الرئاسة المقرره 2015 الجاري، حيث قال الأمين العام لمفوضية الانتخابات "جلال محمد أحمد" إن ميزانية الانتخابات القادمة تبلغ 796 مليون جنيه سوداني. وعلى الرغم من حالة التجاذبات التي تشهدها الخرطوم بين الحكومة والمعارضة السودانية، أكد الرئيس السوداني "عمر البشير" أن سلامة البلاد تستوجب إجراء الانتخابات العامة في ميقاتها أبريل المقبل، مؤكدا أن من يرفض الانتخابات سيعيق عملية الحوار، مضيفا أن الحوار الوطني هدف استراتيجي وليس مناورة كما يروج البعض ولن نقبل فيه مساومات أو مزايدات، أو نسمح بتعطيله أو إيقافه. من جانبها، ترفض قوى المعارضة إجراء الانتخابات في موعدها وتطالب بإرجاء العملية لحين تشكيل حكومة انتقالية لفترة محددة تشرف خلالها على تعديل القوانين والدستور ومن ثم إجراء انتخابات معترف بها دوليا وإقليميا، تكون الشفافية والمصداقية عنوانها الأول. أكد البشير في خطاب وجهه للمواطنين من باحة القصر الرئاسي بمناسبة العيد الوطني للبلاد، الأسبوع الماضي، أن الحوار الوطني يشمل كافة القوى السياسية والمجتمعية في البلاد، لا يستثنى أحداً إلا من يمتنع، بهدف التوصل إلى توافق وتقارب للآراء حول قضايا الوطن المحورية، وتعزيز الثقة بين أبناء الوطن، وتوحيد الصف، لمجابهة التحديات الداخلية والخارجية. أطلق البشير مطلع عام 2014 الماضي، دعوة للحوار الوطني، حث فيها معارضيه بلا استثناء على الإنضمام لطاولة حوار، تناقش كل القضايا الملحة، لكن دعوته واجهت تعثرا بعد نفض حزب الأمة يده عنها ورفض الحركات المسلحة التجاوب معها من الأساس. وبرغم أن المفوضية القومية للانتخابات السودانية، ستبدأ بالفعل إستلام طلبات ترشيح الأحزاب السياسية في البلاد لمنصب رئيس الجمهورية يوم 11 يناير الجاري، لكنه حتى الآن لا يوجد شخصيات بارزة يمكنها منافسة الرئيس الحالي "عمر البشير" الذي اعتمده المؤتمر العام الوطني خلال أكتوبر الماضي مرشحا لرئاسة الجمهورية عن الحزب الحاكم بالخرطوم. المعارضة السودانية تحاول عرقلة الانتخابات وبطلانها بكل الوسائل والطرق الممكنة، حيث تجمع الشباب السوداني المعارض لحشد أكبر عدد من الشعب السوداني واقناعهم بمقاطعة الانتخابات، وأنشأوا صفحة على موقع التواصل الاجتماعي ،فيس بوك، تحت اسم "حملة مقاطعون للانتخابات الرئاسية السودانية 2015 "، كما بدأت حركة تغيير السودانية المعارضة بتكثيف نشاطها في فضح قضايا الفساد الخاصة بنظام البشير وتشجيع الشعب السوداني على تغيير النظام، ومن أبرز ما قامت به المعارضة لتقويض النظام اتفاق المعارضة وتوقيع "الصادق المهدي" زعيم المعارضة السودانية في 8 أغسطس 2014 إعلان باريس مع الجبهة الثورية وهي تحالف لحركات دارفور والحركة الشعبية شمال، التي تحارب الحكومة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، لكن الحكومة السودانية رفضت الإعلان بشدة، وتمسكت بمبادرة الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس عمر البشير في يناير 2014 أطلق المهدي نداءً للمجتمع الإقليمي والدولي لدراسة إعلان باريس، وإدراك وتقدير الاختراق الذي يمثله بالنسبة للسلام والتحول الديمقراطي في السودان ومن ثم مباركته، ولم يكن لجوء المعارضة لباريس هو الأخير، بل في 21 أغسطس 2014 اجتمع قادة المعارضة والحركات المسلحة في برلين بوجود وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر، مطالبين بالتحاور مع النظام السوداني لدعوتهم للحوار الوطني.