حدائق المعادى ودار السلام من الأحياء المثقلة بالمشاكل والهموم، يعيش أهلهما حياة قاسية، ويفتقرون لأبسط الخدمات. وتعد حدائق المعادى ودار السلام من أكبر التجمعات السكنية بالقاهرة، ويبلغ عدد السكان التقديرى لهما حوالى 2 مليون نسمة من الطبقات المختلفة، وتعتبران عشوائيتين؛ لعدم وجود تخطيط مسبق للمرافق والخدمات؛ مما أدى لكثافة سكانية شديدة وقصور أو ضعف في الخدمات من كهرباء ومياه وصرف صحى وطرق. ومن مشاكل الحي فوضى المرور وانتشار الباعة الجائلين واستغلالهم لمساحات هائلة من الطرق العمومية وعدم وجود مكتبة عامة أو مركز شباب أو أي نشاط حزبى يرسخ قيم الولاء والانتماء والوطنية ويوجه طاقات وحماس الشباب. وفى جولة ل "البديل" لنقل الصورة.. يقول عصام عبد الرحمن من أهالى حدائق المعادى "نعيش معاناة يومية مريرة، يوجد أمام محطة مترو حدائق المعادى مقلبان للزبالة، فضلاً عن فوضى السيارات والتكاتك والباعة الجائلين والمشاحنات.. كل ذلك فى شارع ضيق هو شارع 9، وهو عبى ضسقه اتجاهان، وهذا يعطلنا عن الوصول إلى أعمالنا، إضافة إلى الكثير من الخناقات التى تنشب بسبب هذه الفوضى التى لا تنقطع عن المنطقة، ولا أعلم هل منطقة حيوية مثل تلك بعيدة عن أعين المسئولين إلى هذه الدرجة؟ المعاناة يومية والشكوى لا تجدى نفعاً". ويقول محمود فوزى موظف من أهالى حدائق المعادى "لا بد من دراسه مشكلات المباني العشوائية المنتشرة فى جميع الأنحاء، فهي بمثابة كارثه مستقبلية وإيجاد حلول جذرية لمشاكل القمامة التى تتراكم فى كل مكان وتسبب الكثير من الأمراض؟. ويصرخ محمد فلفل موظف من حدائق المعادى قائلاً "من يرحمنا وينقذنا من التوك توك المنتشر كالنمل فى شوارع 9 و حسنين الدسوقي و الحرية و عبد الحميد مكي؟ حتى شارع الحدائق الذى نضرب به المثل فى الهدوء والجمال التوك توك لم يرحمه ويعيث فيه الفساد، حتى أطلال الحدائق أصبحت مأوى للبلطجية والمجرمين". ومن أهالي دار السلام يشكو شكرى عبد الوهاب من انتشار المقاهى التي تملأ الشوارع، وليس هناك موضع لقدم، والتوك توك الذي يقضى على ما تبقى من الشارع، فلم يعد هناك طريق ولا شارع ولا حارة يمكن أن نسيروا فيها، فالسيارات تسد الشوارع، وتقف صفًّا ثانيًا وثالثًا. ويضيف عبد الحليم أمين أنه "لا بد من تغييرمواسير المياه غير الصالحة للشرب؛ حتى لا تتسبب فى انتشار الأمراض، ونطالب برصف الشوارع المملوءة بالأتربة". وتطالب سناء محمود بضرورة إيجاد حلول لانتشار الورش بكثافة فى كل الشوارع والحوارى وما تسببه من تلوث وضيق وأمراض، وإيجاد حلول لمنع طفح المجارى الذى يملأ الشوارع. وأشار عماد الدسوقى محاسب إلى أن "جبال القمامة تسد الشوارع من جميع الاتجاهات والحفر والأتربة والمخلفات فى كل مكان. نطالب المسؤلين بإنقاذنا ووضع حلول جذرية، مع إنشاء مصانع لتدوير القمامة؛ للقضاء على مشكلة انتشارها فى كل مكان". وقال أحمد عبد الفتاح إن مقالب القمامة المتراكمة والحيوانات النافقة تملأ شارع أحمد زكى، وعمال النظافة يأتون مرة واحدة لرفع القمامة، ولا يعودون مرة أخرى. كم جانبه قال الدكتور جلال مصطفى سعيد، محافظ القاهرة، إنه شدد على رؤساء أحياء المعادى ودار السلام بتكثيف حملات النظافة المستمرة للمتابعة بالشوارع ومنع عودة التراكمات والمخلفات مرة أخرى وتوصيل خطوط المياه، وتجديد شبكة الصرف الصحي، والتنسيق الدائم مع إدارة المرور لشن حملات متتابعة لرفع وسحب السيارات المتهالكة والمتروكة على جانبي الشارع وبالجزيرة الوسطى باستخدام أوناش المرور، وضبط مواقف السرفيس، وسحب رخص الميكروباصات المخالفة المتوقفة في الانتظار الخاطئ، لتحقيق السيولة المطلوبة. وطالب المحافظ رئيس حي دار السلام بسرعة رفع كفاءة الشوارع والأرصفة وصيانة الإنارة ومستوى النظافة وإزالة الإشغالات والأكشاك المخالفة ورفع الحواجز والسلاسل الحديدية، مع إعادة ترميم بعض أجزاء الجزيرة الوسطى للشارع وإدراجه ضمن خطة الرصف العاجلة عقب الانتهاء من توصيل شبكات الغاز الطبيعي بالمناطق المحيطة وإعادة الشيء لأصله.