أوشك عام 2014 على الانتهاء، ليطوى صفحة مليئة بالمآسى والآلام، ويفتح المصريون أخرى يحدوهم فيها الأمل والتفاؤل بغد أفضل، تتحسن فيه الأحوال الاقتصادية والأمنية للبلاد، والعبور لمرحلة الاستقرار الاجتماعي، وحصد ثمار المعاناة والشقاء خلال السنوات الأربع الأخيرة، خاصة أهالي سيناء لمعاناتهم المستمرة من العمليات الإرهابية التى تشنها الجماعات الجهادية، حتى أصبحت جزءًا من الحياة اليومية للسيناوية. وترصد «البديل» التفجيرات التي وقعت بمنطقة سيناء، فضلا عن العمليات الإرهابية التي اغتالت بعض من مشايخ القبائل السيناوية بالإضافة إلي استهداف المنشآت العسكرية والجنود؛ لإيضاح الوضع المؤلم الذي يعانيه السيناوية في سبيل استقرار البلاد وعودة الأمن. في بداية العام الحالي، فجر مسلحون مجهولون يستقلون سيارتين دفع رباعي، خط الغاز المغذي لمصنع أسمنت القوات المسلحة بقرية "الريسان"، بالقرب من منطقة الصناعات الثقيلة بوسط سيناء، على بعد 40 كم جنوب مدينة العريش، حيث زرعوا عبوة ناسفة علي أنبوب الغاز، وفجروها من علي بعد، وفروا هاربين، لتكون المرة ال 18 لتفجير الغاز من بداية الثورة المصرية، فضلاً عن الهجمات المتتابعة التي استهدفت المنشآت العسكرية وأقسام الشرطة والأكمنة والمؤسسات العامة والحيوية، سواء بإطلاق النيران أو قذائف "آربي جي، وهاون"، أو زرع عبوات ناسفة وألغام أرضية، ولم يسفر عنها خسائر بشرية، بل تسببت فقط بخسائر مادية. وشهد العام 2014 استهداف العديد من قيادات الجيش والشرطة والشخصيات العامة والوطنية وشيوخ القبائل والأقباط بشكل متعمد على رأسها مفتش الداخلية العميد محمد هاني، الذي استهدفوه في سيارته، وأيضاً استهداف سيارة اللواء أحمد وصفى، رئيس أركان الجيش الثاني الميداني بمدينة الشيخ زويد، لكنه لم يصبه مكروه، فضلاً عن اغتيال الشيخ عبد الحميد السلمي، أحد كبار عائلة "الفواخرية" بالعريش ونائب المحافظة بمجلس الشورى الأسبق وأحد الداعمين لثورة 30 يونيو، ومحاولة قتل الشيخ عيسي الخرافين، والذي أصيب بطلق ناري فى الرأس ومازال يتلقى العلاج بأحد المستشفيات العسكرية بالقاهرة. ومن بين الحوادث الأمنية التي لا تنسى، سقوط طائرة عسكرية بمنطقة الخروبة بالشيخ زويد بعد استهدافها بصاروخ من العناصر المسلحة ومقتل 6 عسكريين بها، في 24 يناير 2014. ويوم 16 فبراير 2014، انفجرت قنبلة في حافلة تضم ركابًا من كوريا الجنوبية بمدينة طابا، وتسبب الانفجار في مقتل 4 كوريين جنوبيين وإصابة ثلاثة آخرين، بالإضافة لسائق الحافلة المصري، وبعد هذا التفجير ببضعة ساعات أطلق مسلحون النار على قوات للجيش بمدينة العريش فقتلوا 3 جنود آخرين. وفي 26 فبراير 2014، تم تفجير خط الغاز جنوب مدينة العريش المتجه إلى منطقة الصناعات الثقيلة بوسط سيناء، وفي 3 مايو، شن الإرهابيون هجمة جديدة علي قوات الشرطة والمواطنين بجنوبسيناء، أسفرت عن استشهاد شرطيين وإصابة 15 آخرين من المواطنين وأفراد الشرطة، بينهم ضابط بالمرور، ولم ينته إرهاب ذلك اليوم عند ذلك، بل استهدف انتحاري كمين بطريق الطور، ما أسفر عن استشهاد جندي وإصابة أربعة من الشرطة والقوات المسلحة، وبعدها بلحظات استهدف انتحاري آخر أتوبيس بنفس الطريقة، مما أدي إلي احتراق الأتوبيس وإصابة مستقليه بإصابات بالغة. وفي يوم 28 يونيو، وقعت مذبحة رفح الثالثة، التي نُفذت على الحدود بين مصر وإسرائيل، عن طريق مسلحين مجهولين، وأسفرت عن استشهاد أربعة جنود أمن مركزى مصريين بمنطقة سيدوت، فى أولى ليالى شهر رمضان الكريم، بعد أن نصبت مجموعة من العناصر الإرهابية كميناً وهمياً عند منطقة باب سيدوت. أما في يوم 14 يوليو، سقطت قذيفة من طراز "هاون" على سوق حي الضاحية بالعريش بطريق الخطأ، بعدما كانت تستهدف وحدة عسكرية مجاورة، ما أسفر عن مقتل 10 من المدنيين وإصابة 32 آخرين بجراح عميقة. وفي 21 أغسطس، أصيب ستة مجندين بالأمن المركزي إثر انفجار عبوة ناسفة في حافلة كانوا يستقلونها بمنطقة رفح بشمال سيناء، وفي 27 أغسطس، قتل شابين في مدينتي رفح والعريش شمال سيناء المصرية برصاص مجهولين. وفي 28 أغسطس، أعلنت جماعة أنصار بيت، مسؤوليتها عن قطع رؤوس أربعة رجال من أهالي شمال سيناء، اتهمتهم بالعمالة والخيانة، وفي 2 سبتمبر، قتل 11 شرطيا وأصيب اثنان آخران على الأقل في هجوم بقنبلة على رتل للشرطة بشبه جزيرة سيناء المصرية. وفي 3 سبتمبر، أسفر هجوم جديد على أفراد الشرطة في محافظة شمال سيناء، عن سقوط قتيل، وفي 4 سبتمبر، أصيب ضابط وجندي تابعان لقوات أمن شمال سيناء، عند تعرضهما لحادث إرهابي على طريق الشيخ زويد بمنطقة "الخروبة" شمال مدينة العريش على إثر انفجار عبوة ناسفة في مدرعة شرطة أثناء تواجدهما بداخله. وفي 12 سبتمبر، قتل مجند في الجيش المصري برصاص مسلحين في منطقة الزهور بالعريش بشمل سيناء، وفي 16 سبتمبر، قتل ضابط وخمسة جنود بالشرطة المصرية في انفجار عبوة ناسفة استهدف دورية أمنية في مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء. وفي 18 أكتوبر، قُتل ثلاثة جنود في الشرطة، وجُرح 7 آخرون بانفجار استهدف حافلة كانت تقلهم في شمال سيناء، وفي يوم 24 من نفس الشهر، انفجرت سيارة مفخخة في كمين أمني للجيش جنوب الشيخ زويد، أسفرت عن مقتل 26 جنديًا وإصابة 28 آخرين، وفي يوم 23 ديسمبر، تم استهداف خط الغاز بالعريش للمرة 27 وتفجيره. ومازالت سيناء تعاني حتي اللحظة من العمليات الإرهابية، بالرغم من التواجد الأمني المكثف ومحاولات الدولة المستمرة لتغيير الوضع إلي الأفضل.