تصوير : محمد حكيم ذخرت مدينة البهنسا – البقيع الثاني- في العصر الإسلامي بمعالمها التاريخية والأثرية، ولم يكن الأثر الموجود حاليًّا وحده شاهدًا على درة العصور وتاجها، فكثير من الآثار الإسلامية المندثرة كانت على جانب كبير من الأهمية. مدينة الشهداء نزل بها 5 آلاف صحابي و10 آلاف عين رأت المصطفى و1400 من حملة الرايات والجنود، تضم المدينة عددًا كبيرًا من قباب وأضرحة الصحابة وآل البيت والتابعين وشهداء الفتح الإسلامي ممن استشهدوا ودفنوا بها، ومنهم من لم يستدل على موقع دفنه وسط الرمال الطاهرة حتى الآن، ولا تغيب الطقوس والممارسات العقائدية عن البهنسا، خاصة يوم الجمعة من كل أسبوع. جبانة المسلمين والتل الأثري يقول كبير مفتشي البهنسا سلامة زهران ل "البديل" إن البهنسا تتميز بجباناتها وتلالها الأثرية، فهناك تل أثرى عالٍ مقامة عليه جبانة المسلمين غير المستعملة والصادر لها قرار إبطال دفن، وقد أجرى المجلس الأعلى للآثار أعمال حفائر بهذا التل، نتج عنها آثار ثابتة من مبانٍ وجدران بالطوب الأحمر "الآجر" واللبن والحجر وعقود حجرية تزخرفها زخارف هندسية ورسومات نباتية، ونتج عنها آثار وتحف منقولة، منها ما هو معروض بمتحف الفن الإسلامى، ومنها ما هو بمخازن الأشمونين، كما أجريت حفائر بالناحية الشمالية لهذا التل نتج عنها آثار ثابتة. ويضيف أن التلال الأثرية تحتاج للعديد من أعمال الحفائر؛ لتكشف عما تحويه البهنسا من آثار وكنوز. قبة البدريين تضم أضرحة لمجموعة من الصحابة والتابعين، بينهم محمد بن عقبة، والمقداد بن الأسود، وذو الكلاع الحميري، وهاشم بن المرقال، وعبد الله بن الجموح، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وميسرة بن مسرق العبسى، وعبيدة بن الصامت، والقعقاع بن عمرو. قبة "زياد بن أبي سفيان" الأمير زياد بن الحارث بن أبي سفيان بن عبد المطلب، لقب بأمير السرية، وأبوه ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، حمل راية فتح البهنسا من عمرو بن العاص. بنى له مقام أثرى يتبقى منه المدخل، وعلى جدران الضريح شريط كتابي بخط الثلث نصه "هذا مقام المجاهد ابن المجاهد في سبيل الله الأمير زياد، عام 992 ه / 1583″. قبة حفيد سيدنا عثمان أبان بن عفان بن أبان بن عثمان هو حفيد سيدنا عثمان، نزل البهنسا، واستقر بها، وكانت معه نسخة أصلية من المصحف الشريف وجارية واثنان من العبيد و260 دينارًا ذهبيًّا و600 ناقة، وذلك من خلال وثيقة ترجع إلى 937 ه. قبة محمد بن أبى بكر الصديق تولى إمارة مصر فى عهد سيدنا على بن أبى طالب 37ه / 657م، والتقى وجيش معاوية، وانهزم وقتل ودفن بمصر. ويذكر أن جماعة من نسل أبى بكر الصديق وولديه محمد وعبد الرحمن استقروا بالبهنسا. مسجد الحسن الصالح بن على زين العابدين الحسن الصالح بن على زين العابدين بن الحسين بن على بن أبى طالب، هو حفيد الرسول الكريم. بُني مسجده بالبهنسا فى العصر العباسى، وتمت توسعته فى العصر الفاطمى، وبحسب تخطيطه وعمارته الفاطمية يرجع للقرن السادس الهجرى، وهو من أقدم المساجد بمصر، وأقدم من الأزهر الشريف، إذ يزيد عمره على الألف والمائتي سنة. مسجد وضريح قاضي القضاة هو الأسعد أبو البركات عبد القوى بن الجليسبن عبد العزيز والشهير بعلى الجمام قاضى قضاة ولاية البهنسا وإمام المالكية فى عصره، وكان يروى السيرة عن ابن رفاعة، ومات عن عمر يناهز 85 عامًا. له مسجد كبير وضريح كان يوجد بجبانة المسلمين بالناحية الشمالية الغربية، وتم نقله بعد العثور على جثمانه. قبة حسن الأنور هو حسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن على بن أبى طالب، وله قبة متهدمة تمامًا، ونظرًا لعلمه وورعه وزهده لقب بشيخ بنى هاشم، ومن تلاميذه الإمام مالك بن أنس. وذكرت مصادر أنه تولى إمارة المدينةالمنورة عن عمر 67 عامًا، ودفن بريف مصر، وله مشهد باسمه بالقرب من سور مجرى العيون بالبهنسا. قبة خولة بنت الأزور على مقربة من "قبة البدريين" ووسط مقابر الأهالي تقع قبة وضريح خولة بنت الأزور، ويرجع إنشاؤها لعام 733 ه / 1333م. اختلفت الروايات حول بنت الأزور، فذكر الواقدى في كتابه "فتوح البهنسا" أن خولة أنقذت شقيقها الصحابي ضرار بن الأزور من الأسر الروماني فى فتوح البهنسا، عندما تنكرت فى زى فارس ملثم، فيما اعتبرتها بعض المراجع شخصية وهمية لا وجود لها، وأن ضرار بن الأزور ذكر ثلاثة من إخوته الذكور ولم يكن بينهم أي امرأة. ضريح ولدي عقيل وهما مسلم وجعفر ابنا عقيل بن أبي طالب بن عم الرسول، وهما من الأمراء الذين جاءوا البهنسا، وتولى مسلم ولاية البهنسا حتى عهد عثمان بن عفان، وتولى محمد بن جعفر بن أبى طالب البهنسا فى عهد على بن أبى طالب، وحدث مع هذا الضريح نفس ما حدث مع ضريح الجمام عندما تم نقل الجثمان إلى مكان آخر. قبة أبو سمرة وهو عبد الغنى بن سمرة أحد علماء الأزهر فى العصر المملوكى، وهى قبة ضخمة مقامة على تل أثرى عالٍ، وأجريت بهذا التل حفائر البعثة الكويتية عام 1985، ونتج عنها 200 دينار ذهب ترجع لعصر الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله، ويوجد جدران لقصر من العصر الفاطمى لحاكم البهنسا فى هذه الفترة. مئذنة أبو سمرة وهو عبد الحى بن الحسن بن زين العابدين الحسينى البهنسى المالكى، الذى ولد فى 1083 ه وتوفى عام 1181، وكان شيخًا معمرًا منور الشيبة. المئذنة هى الوحيدة المتبقية التى تشهد على أثرية المسجد، وهى مقامة على الأحجار الفرعونية، وبنيت على الطراز المملوكى من قاعدة حجرية مربعة تعلوها قاعدة من الآجر مصمتة، ثم بدن مثمن ثم أسطوانى، ثم الجوسق الذى يتكون من ثمانية أعمدة خشبية، تعلوها قمة المئذنة، وتأخد شكل المبخرة، والجزء العلوى تم إعادته عند الترميم؛ حيث إنه سقط وتهدم بالفعل عام 1956م؛ نتيجة لسقوط الأمطار والثلوج الشديدة. قبة فتح الباب عبد الرازق الأنصاري الشهير ب "فتح الباب"، وهو أحد التابعين. قبة الخرسي "الخرسي" مجموعة قباب تضم السيدة رقية من آل البيت ومحمد الخرسي والحسن بن صالح بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب. ضريح محمد بن ذر الغفارى وهو محمد الغفارى أحد التابعين الذين حضروا فتح البهنسا من قبيلة غفار التي تكونت منها فرق الجيش المسلم. قبة التكرور وهو أبو محمد يوسف بن عبد الله الدكرورى من بلدة الدكرورى المغربية وأحد الأمراء المغاربة. زار البهنسا، واستقر بها حتي وتوفى ودفن بها 674 ه / 1283م. يوجد بالضريح شاهد قبر من الرخام ولوحة حجرية مكتوب عليهما بخط النسخ بعض الآيات القرانية وتاريخ وفاة الشيخ التكرور. أبناء الزبير بن العوام استقر بالبهنسا جماعة من بني العوام، وهم من أبناء الزبير بن العوام، وتفرعت منهم بطون كثيرة، وتسمت بهم بلاد عديدة، مثل قرية بنى على ببنى مزار وقرية بنى غنى بمغاغة. آثار إسلامية دارسة ومن الآثار الإسلامية المندثرة بالبهنسا مسجد المقدم مصطفى حريب والمسجد المعلق ومسجد عبد الحى بن زين العابدين وزاويتا أبى السعود وعلى الجمام ومدرسة وسبيل القاضى عبد الرحمن بن الشريف وحمام يرجع للعصر الفاطمى وقبة حسن الأنور وقبة جعفر بن عقيل ومشهد الأربعين وقبة على أبو العودين. بالصور..البهنسا القبطية.. آثار وجذور.. وبداية الوحدة الوطنية بالصور والفيديو.. في البهنسا.. «السبع بنات».. مقاصد وطقوس.. وأضرحة تستغيث (1) بالصور والفيديو.. «البهنسا».. طقوس فرضتها شمس«البقيع الثاني» ورمال ارتوت بدماء الصحابة (2) بالصور والفيديو.. الحقوها قبل ما يفوت الأوان.. بقية آثار «البهنسا» تحتضر (3) البهنسا.. حكايات وأساطير بلا تفسير (4)