بمجرد النظر إلى جسدها النحيف وصوتها الرقيق، ينتابك الغضب، وتقول: كيف تجرأت "مصرية" على أن تعذب "ميار" بنت العشر سنوات المتفوقة دراسيًّا وأخلاقيًّا، تلميذة الصف الرابع الابتدائى بمدرسة الأندلس والحجاز الابتدائية الصباحية بإدارة المنتزه التعليمية بالإسكندرية؟!! حكاية "ميار" يشيب لها الوجدان. بدأت منذ أسابيع بمشاجرة على رفع إشارة رابعة وهتافات ل "السيسى ومرسى"، وانتهت أول أمس الأحد بتهديد الطالبة بالقتل. وتسرد "البديل" فى السطور القادمة تفاصيل الواقعة؛ لتكون نصب أعين الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم. بداية يقول طارق أحمد محمد والد "ميار": "بدأت المهزلة منذ العام الماضى، حين قامت نجلة مدرس يعمل بذات المدرسة يدعى "م." ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين بتجميع التلاميذ يرفعون علامة رابعة، ويتم تصويرهم، ورفع الصور على الفيس بوك. وعندما حاولت نجلة المدرس استقطاب ميار للتصوير معهم، رفضت ميار وقالت لها: أنا مع السيسى. وبعد ذلك قام هذا المدرس بضربها وتعذبيها بقوة، وقال لها: خلى السيسى ينفعك، وأرسلنا الواقعة إلى الاتصال السياسى، وتم التأكد من صحة الواقعة ومجازاة المدرس ونقله هو وابنته من فصل ميار. وحررنا له محضرًا بقسم الشرطة، ولكن بعد ضغط علينا وخوفًا من اضطهاد البنت، تنازلنا عن هذا المحضر". وأضاف طارق "ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، حيث قام هذا المدرس بتوصية زميلته ذات نفس الاتجاه والمنتمية للإخوان المسلمين بأن تضطهد ميار؛ انتقامًا منا على تحرير المحضر ضده. ومع بداية هذا العام الدراسى وهذه المعلمة التى تدعى "مصرية" وتدرس مادة الدراسات الاجتماعية تضرب البنت ضربًا مبرحًا، وعندما ذهبت إليها والدتها وسألتها عن السبب، رغم أن البنت مستواها الدراسى ممتاز، وهى الأولى على الإدارة التعليمية كل عام، قالت لها: علشان تحرروا محاضر ضد الإخوان كويس". وتابع طارق أنه منذ ما يقرب من شهر تقريبًا، وأثناء اليوم الدراسى دخلت ميار دورة المياه، وعند عودتها للفصل، كانت تستند على الجدران لمرضها، فقابلتها "مصرية"، وقالت لها اصعدى إلى الفصل بسرعة، فقالت البنت "ما أقدرش أجرى يا مس.. أنا تعبانة"، فقامت "مصرية"بضربها بالخرطوم على وجهها عدة مرات، ثم قالت لها "خلى أمك تعمل محاضر للإخوان كويس"، ثم دفعتها بقوة على السلم؛ مما جعلها تسقط دورًا كاملاً، وهذا أمام مرأى وسمع بعض المدرسين، ومدير المدرسة على علم بالواقعة ولم يحرك ساكنًا. وقالت كريمة حسن محمود والدة التلميذه "ميار": "فوجئت بنجلتى عند عودتها للمنزل بنهاية اليوم الدراسى مصابة بجرح قطعى بالرقبة وسحجات بالجانب الأيمن للجبهة وتحت عينها وكدمة كبيرة بجبهتها، وعلى الفور ذهبت بها إلى مستشفى الطلبة بسبورتنج، وقام الطبيب بإبلاغ الشرطة عن الواقعة، وذهبت إلى قسم شرطة سيدى جابر، وحررت محضرًا رقم 27 أحوال بتاريخ 26 نوفمبر، وتم إرفاق التقرير الطبى بالمحضر، والذى يفيد أنها تعانى ما بعد الارتجاج بالمخ وسحجة بالجانب الأيمن سم x نصف سم، وكدمة بالجبهة من الأمام وسحجات متعددة صغيرة بالجانب الأيمن من الجبهة، ولم تتحدد مدة العلاج". وتطالب والدة " ميار" مدير أمن الإسكندرية بحمايتهم من بلطجية الإخوان، حيث قام زوج المدرسة التى تدعى "مصرية" بالاتصال بها هاتفيًّا، وقام بتهديدها إذا لم تتنازل عن المحضر. وتضيف "امتنع أبنائى الأربعة عن الذهاب إلى المدرسة؛ خوفًا من التهديدات، وتركنا منزلنا بعد محاولة التعدى علينا، ومنذ ما يقرب من أسبوع وبعد نقل المعلمة إلى مدرسة أخرى، اطمأن قلبى قليلاً، وأرسلت أبنائى إلى المدرسة. وعندما عادت ابنتى ميار، وجدت فى شنطتها ورقًا مكتوبًا عليه تهديدات للبنت، بالإضافة إلى أن أربعة مدرسين ممن ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين دخلوا إلى فصل ميار، وطالبوا التلاميذ بالهتاف للمعلمة مصرية قائلين: عاوزين مصرية.. بنحب الإخوانية". وتابعت "وفى اليوم التالى جاء موعد عودة ميار من المدرسة، ولم تحضر إلى المنزل. وبعد البحث عنها وجدناها عند خالتها وقد تبولت من الخوف، وقالت لنا إن فردين قالا إنهما محققان من مديرية التعليم دخلا الفصل أمام زملائها ومعهم إخصائية اجتماعية من المدرسة، وجعلاها تكتب اسمها على ورقة بيضاء، وقالا لها: لو ماما وبابا لم يتنازلا عن المحضر سوف نقتلهما". وأكدت أنها ذهبت إلى مديرية التعليم بالإسكندرية، وسردت الواقعة لوكيل الوزارة، والذى أجرى اتصالات هاتفية لمعرفة من هما المحققان، وكانت المفاجأة أن الشخصين اللذين دخلا المدرسة ليسا من الإدارة التعليمية بتاتًا. وطالبت وزير التربية والتعليم بالتدخل الفورى لإيقاف إيذاء بعض المعلمين معدومى الضمير لأبنائنا، وتوقيع أقصى عقاب عيهم؛ ليكونوا عبرة لمن يعتدى ويعذب أى تلميذ، والتحقيق الكامل في هذه الواقعة بلجنة مشكلة من الوزارة وليست من وكالة الوزراة بالإسكندرية.