عدوان حلف شمال الأطلسي "الناتو" ضد "داعش" تحت قيادة الولاياتالمتحدة كان مخططا له منذ سنوات لإعادة السيطرة على العراقوسوريا، ورغم فشل هذه المحاولات خلال الأعوام الماضية، إلا أنها استمرت في المحاولة حتى نجحت في هجوم الناتو على سوريا وبغطاء وتمويل عربي. وظيفة داعش خلط الأوراق لصالح الولاياتالمتحدة، علما بأن داعش كانت جزء من كل، فهي خليط من المقاتلين التكفيريين تشكلت في دراما الحرب، وفي هذا السياق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن أحد مذيعي الإذاعة الألمانية "دويتش فيله" أوضح أن مئات الشحنات اليومية المحملة بمليارات الدولارات، تصل إلى سوريا وتقع مباشرة في أيدي تنظيم داعش الإرهابي. ويضيف الموقع أن تركيا عضو حلف شمال الأطلسي منذ عام 1952، تلعب دورا محوريا في زعزة استقرار وتدمير جارتها سوريا، فمنذ عام 2011 سمحت باستخدام أراضيها كنقطة عبور وانطلاق للإرهابيين الطائفيين، الذين يأتون من أنحاء العالم للانضمام إلى الحرب، وهذا ما يمكن وصفه بغزو الناتو بالوكالة. ويشير الموقع الكندي إلى أنه في عام 2011، وبعد أن تدخل حلف الناتو في ليبيا، وزود المسلحين ووفر لهم الغطاء الجوي، تدفق المسلحون على وجه السرعة إلى تركيا ثم تسللوا إلى سوريا لقتال الحكومة السورية وجيشها، ومنذ ذلك الحين صدرت تركيا عددا غير معروف من الإرهابيين باعتبارها نقطة انطلاق، بالإضافة إلى لبنان والأردن. ويلفت الموقع إلى أن الدور التركي تمركز في فتح الأراضي والحدود لدخول الإرهابيين إلى سوريا، أما الولاياتالمتحدة وبريطانيا يعملان على تمويل ما يسمى بالمعارضة المعتدلة، والتي هي على صلة مباشرة بداعش والجماعات الإرهابية الأخرى مثل تنظيم القاعدة. ويرى "جلوبال ريسيرش" أن تقرير الإذاعة الألمانية لا يعني توريط تركيا، ولكنه يفضح حقيقة خطوط التمويل لداعش، والأسلحة القادمة من حلف الناتو، وبعبارة أخرى فإن داعش هي وكيل حلف الناتو داخل سوريا، موضحا أنه على عكس الدعاية الغربية، تم إنشاء تنظيم القاعدة من قبل الولاياتالمتحدة وإسرائيل لمواجهة إيران وقوتها الرامية في المنطقة، وقد كشف ذلك الصحفي الأمريكي "سيمور هيرش"، حيث قال إن إدارة الرئيس "جورج بوش" ترغب في تقويض إيران، لإعادة ترتيب أولوياتها في الشرق الأوسط، وفي لبنان تقوم السعودية بعمليات سرية لإضعاف حزب الله، وتقوم واشنطن ببعض العمليات لإضعاف سوريا وحليفتها طهران من قبل الجماعات المتطرفة التي تعتنق رؤية متشددة للإسلام ومتعاطفة مع تنظيم القاعدة. ويؤكد الموقع الكندي أن داعش تدين بالولاء التام للولايات المتحدة، بتوثيق الصراع الدائر في سوريا، مشيرا إلى أن عناوين الصحف خلال الثلاث أوالأربع سنوات الماضية، تضمنت إرسال المخابارات الأمريكية لأسلحة متقدمة للمعارضة السورية، مشيرا إلى أن الناتو يغذي تهديدات داعش لمنطقة الشرق الأوسط سواء في سوريا أو العراق، حيث لا يقطع التمويل عن التنظيم الإرهابي، ومن الواضح أيضا أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل وقطر، ليس لديهم النية أيضا لقطع الامدادات. ويضيف "جلوبال ريسيرش" أنه حسب تقرير "دويتش فيله" يحاول الأكراد على الجانبين التركي والسوري وقف تدفق امدادات حلف شمال الأطلسي إلى الأراضي السورية، موضحا أنه يتوجب على حلفاء سورياوإيران طلب فرض قيود صارمة لتأمين الحدود ووقف تدفق السلاح والمال للتنظيم الإرهابي، وحال صدور قرار شديد اللهجة مثل هذا، سيظهر التواطئ الأمريكي الأوروبي بشكل أوضح، بالإضافة إلى كشف طبيعة العلاقة الحقيقية بين أمريكا وداعش. في مطلع الشهر الجاري، نشرت الإذاعة الألمانية تقريرا حول طرق إمداد وتموين تنظيم داعش عبر تركيا، حيث إن هذا يعزز الشكوك المثارة منذ أعوام بأن دولة عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" لا يمكن أن تسهل عبور المقاتلين والتمويل إلى داعش دون غض النظر من جانب الناتو، كما يضم التقرير شهادات سكان مناطق الحدود التركية/السورية حول عبور الشاحنات المحملة من "غرب تركيا" للحدود بعد توقف السياحة والتجارة التي كان سكان البلدات الحدودية يقومون بها. وينقل تقرير "دويتش فيله" عن إحدى القنوات الكردية صورا لمن يوصفون بأنهم مقاتلو داعش يعبرون من تركيا إلى سوريا وتستهدفهم نيران، يعتقد أنها لمقاتلين أكراد سوريين، وخلاصة التقرير الألماني أن تنظيم داعش لا يعتمد فقط على بيع النفط وأموال الفدية لإطلاق سراح من يختطفهم في التمويل، بل هناك إمدادات مباشرة عبر تركيا، وكانت تحليلات سابقة قد أشارت إلى أن دول الناتو الرئيسية تستغل الجماعات الإرهابية مثل داعش لتنفيذ استراتيجيات محددة من ليبيا إلى العراق.