يعد التطعيم ضد مرضى "الحصبة والحصبة الألمانية" إجباريًّا فى النظام الصحى المصرى، وذلك عن طريق الحقن بالمصل المضاد لفيروسات "الحصبة والحصبة الألمانية والغدة النكافية"، والذى يعرف ب "MMR"، ويؤخذ هذا المصل الذى يسمى بثلاثى الحصبة فى 3 جرعات: الأولى من سن 12 إلى 15 شهرًا، والثانية من 4 إلى 6 سنوات أو 11 إلى 12 سنة، والجرعة الثالثة تكون للسيدات قبل الحمل؛ وذلك كإجراء وقائى لحماية الأجنة. وعلى الرغم من تلك الإجراءات التى يتبعها الروتين المصرى منذ سنوات، إلا أنه ما زالت المنظومة الصحية فى مصر تحتاج للكثير من البحث والتدقيق للوصول إلى الخدمة الأفضل وللارتقاء بالمستوى الصحى للمواطنين والفقراء فى الأماكن البعيدة والنائية. ففى الوقت الذى أكد فيه عدد كبير من أهالى سيوة رصد 12 حالة من الوفيات بين أطفال المدينة تتراوح أعمارهم بين السنة والنصف إلى أربع سنوات؛ نتيجة للإصابة بمرض الحصبة والذى انتشر بصورة كبيرة خلال اليومين الماضيين، حيث تراوحت أعداد المرضى المصابين بالمرض بين 400 إلى 600 مريض فى المدينة، مؤكدين أنه تم تنقل عدد كبير من الإصابات إلى مستشفى الحميات بمطروح والتى أعلنت عن عدم قدرتها على استقبال المزيد من الحالات. المركز المصرى للحق فى الدواء: كارثة صحية فى سيوة يقول محمود فؤاد المدير التنفيذى للمركز المصرى للحق فى الدواء إن المركز سيتقدم بطلب إلى المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزارء بسرعة تشكيل لجنة لمعرفة أسباب سرعة انتشار المرض والوباء الذى أدى لإصابة ما يقرب من 600 حالة حتى الآن، توجد 155 منها بالمستشفى المركزى و58 فى الوحدات الصحية. أطباء الحميات ينفون أن تكون الحصبة سبب الأعداد الكثيرة للوفيات وأوضح فؤاد أنه بعد التواصل مع عدد كبير من أطباء الحميات وصل عددهم إلى اثنى عشر طبيبًا؛ للتحقق من معلومة إمكانية تسبب مرض الحصبة فى وفاة 14 حالة حتى هذه اللحظة، جاءت جميع الردود نافية لذلك، مؤكدين أن ما تروجه الوزارة بوفاة الأطفال بسبب مرض الحصبة ليس له أساس من الصحة؛ لأنه لا يمكن للمرض أن يؤدى بحياة المريض خلال "12 أو 24″ ساعة، بالإضافة إلى أنه تم التأكد من أن 6 حالات من الوفيات قد تلقت التطعيم ضد مرض الحصبة من قبل، مشيرًا إلى أن المعلومات التى جمعها المركز حتى الآن أن عدد الوفيات من الحصبة قليل، والباقى نتيجة لأمراض أخرى لم تكشف بعد. والوزارة: لا صحة لشائعات انتشار المرض.. وحالات الوفاة لعدم الاهتمام بالتطعيم أكد الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الإعلامى باسم وزارة الصحة فى حديثه ل "البديل" أن الإجراءات الوقائية التى ستتخذها الوزارة فى الفترة القادمة لمواجهة مرض الحصبة هى التطعيم، وأن الإجراءات الوقائية مستخدمة من فترة طويلة؛ لأن التطعيم ضد الحصبة إجبارى، وأن الوزارة شكلت لجنة برئاسة الدكتور عمرو قنديل ومعاونة عدد من أعضاء قطاع الطب العلاجى؛ للمرور على جميع منازل القرية؛ للتأكد من تطعيم جميع الأطفال الموجودين، وتطعيم من لم يأخذ الطعم. كما أكد عبد الغفار أن الوزارة أرسلت 75 ألف طعم للقرية؛ لأن المرض أدى لوفاة 4 حالات كما أعلنت الوزارة؛ نتيجة لعدم الاهتمام بتطعيم الأطفال، موضحًا أنه لا صحة للشائعات التى تفيد بانتشار المرض بصورة سريعة، ومؤكدًا أن الإصابة بالمرض لم تنتقل سوى بين أطفال وأهالى مدينة سيوة؛ وذلك نتيجة لكثرة تنقلهم من مكان لمكان وعدم تلقيهم التطعيمات المفروضة؛ ولذلك تقوم الوزارة فى الوقت الحالى بالتأكد من تطعيم كافة المواطنين المتواجدين والذين لم يتم تطعيمهم من قبل، نافيًا أية معلومات تروج لأن المرض منتشر بصورة كبيرة.