«زحام شديد، وعربات متهالكة، وانعدام تهوية داخل العربات، وأعطال متكررة»، عبارات تلخص حال الوضع الحالي لمترو الأنفاق الذي أصابه الإهمال، وغابت عنه عمليات الصيانة، فتحولت رحلات الركاب بخطوط المترو إلى رحلة عذاب يومية، ولا عزاء للمسئولين الذين وجهوا ميزانية الهيئة إلى إنشاء الخطوط الجديدة دون أن النظر إلى الخطوط القديمة المهملة. أصبح وضع المترو بشكل عام خطيرا ويدق جرس الإنذار للمسئولين الذين ينبغي عليهم البحث عن التمويل اللازم لإعادة الروح مرة أخرى إلى تلك الخطوط، بدلًا من الخطة التى أعلنت عنها الهيئة القومية للأنفاق، والتى تتضمن إعداد الأسعار الجديدة على تذكرة المترو، التى سيتم تطبيقها بداية العام الجديد، على اعتبار أن هذه الأسعار ستقلل من خسائر شركة المترو، التى وصلت إلى نحو 180 مليون جنيه سنويا، نتيجة الفرق الكبير بين التكلفة الفعلية للتذاكرة والقيمة التى تباع بها. وتقسم المحطات بالخطوط الثلاثة إلى ثلاث فئات، الأولى تبدأ من محطة إلى 15 محطة وسعر تذكرتها جنيه ونصف، والثانية من 15 حتى 25 وسعر تذكرتها جنيهان، والثالثة أكثر من 25 محطة سعرها جنيهان أو 3 جنيهات، على أن تطبق تلك الأسعار على الخطوط الثلاثة ال59 محطة، حيث يضم الخط الأول 35، والثانى 15، والثالث 9 محطات. وعن ذلك، يقول اللواء إسماعيل النجدي، رئيس الهيئة القومية للأنفاق، إن الجميع يعترف بأن هناك العديد من المشكلات التى تواجه الركاب في خطوط المترو، وتحديدًا في الخط الأول، بداية من الماكينات الخاصة بالتذاكر مرورا بالقطارات وأنظمة التشغيل ومشكلات الصيانة، مشيرًا إلى أن السبب في تدنى الخدمة بخطوط المترو، عدم توافر قطع غيار للأنظمة المطبقة بالخطوط، خاصة القديمة كالخط الأول التى عفا عليها الزمن. وأضاف "النجدي" أن خطة رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق، مازلت تدرس حتى الوقت الحالي، وأن ما ينشر فى الصحف مجرد تكهنات، مؤكدا أن الهيئة العامة للمترو تعكف في الوقت الحالي على تغيير نظام تشغيل الخط الأول بالكامل، والدفع بعربات إضافية إلى بقية الخطوط، وتطوير منظومة التذاكر كاملة. وأوضح الدكتور عبد الرحمن الهواري، أستاذ هندسة السكك الحديد بجامعة القاهرة وعضو اللجنة المشتركة لتطوير مترو الأنفاق، أن خطوط المترو جميعها تحتاج إلى حل عملي وجذري وتغيير المنظومة بالكامل، وليس فقط في رفع أسعار التذاكر وجعلها وفقًا لمحطات. وأكد "الهواري" أن اللجنة المشتركة انتهت من إعداد دراسة الأسعار الجديدة بناء على تكليف من المهندس هانى ضاحى، وزير النقل، وتدرس حاليا كيفية تطبيق هذه الأسعار مع نظام تشغيل الماكينات، مشيرا إلى أن هناك اقتراحا بجعل التذكرة التى سعرها جنيه بلون، وذات الجنيه ونصف بلون آخر، وصاحبة الجنيهان بلون ثالث، كما أن هناك اقتراح آخر بتعديل نظام تشغيل الماكينات بشكل كامل مع بدء عام 2015. وفى نفس السياق، قال الدكتور هيثم عاكف، أستاذ النقل بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، إن رفع أسعار تذاكر المترو وتقسيم سعر التذكرة حسب المحطات، أمر طبيعي؛ لأنه سيحل الخلل المتواجد في هيئة المترو، مشيرًا إلى أن تلك المقترحات أفضل بكثير من إنشاء مترو رجال الأعمال، الذي سيصنف المجتمع إلى طبقات. واختتم "عاكف" بأن منظومة المترو بأكملها تحتاج إلى حلول جذرية وسريعة، لكن الحل تقسيم التذاكر وفقًا لمحطات، سيكون جيدا في حالة أن تكون الماكينات المستخدمة في المحطات كلها فعالة وسريعة ومتصلة بالخطة الجديدة.