تمر محافظة شمال سيناء بظروف عصيبة تحول دون إمكانية فتح معبر رفح البري في الوقت الراهن حفاظًا على أرواح المسافرين الفلسطينيين من المواجهات المسلحة وتفخيخ طرق رفح والشيخ زويد بالعبوات الناسفة، إلا أن أزمة العالقين الفلسطينيين تلزم السلطات المصرية لإيجاد حل سريع لها، وهو أمر محل دراسة الآن في مصر، خاصة بعد أن وصل عدد العالقين ل 6 آلاف فلسطيني من الجانبين منذ غلق المعبر لمدة تجاوزت ال30 يومًا . حيث وصل عدد العالقين الفلسطينيين في القاهرة لأكثر من 2500 عالق، يرغبون في دخول قطاع غزة، إذ تقطعت بهم السبل في مصر، إضافة إلى أكثر من ألف فلسطيني آخر ما زالوا عالقين في دول أوروبية وعربية، إذ رفضت السلطات المصرية السماح بدخول المزيد منهم إلى القاهرة بسبب غلق المعبر، ليصل إجمالي عدد العالقين الذين يرغبون في الدخول إلى غزة إلى أكثر من 3500 عالق، إضافة إلى آلاف الفلسطينيين الذين يرغبون في الخروج من غزة، سواء للعلاج أو الدراسة أو العمل . وكشفت مصادر أن هناك اتصالات مكثفة تجري لفتح معبر رفح البري ليومين خلال الأسبوع الجاري، حيث تهدف الاتصالات للسماح للعالقين في مصر بالعودة إلى غزة، وتمكين بعض الحالات الطارئة في غزة بالسفر، وأشارت إلى أن الاتصالات ما زالت جارية مع السلطات المصرية بهذا الصدد وأنه لم تصل لاتفاق نهائي حتى اللحظة لتحديد موعد فتح المعبر . ورغم كل هذه التصريحات والمناقشات عن وجود اتصالات بين السلطات المصرية والفلسطينية، إلا أنه لا يوجد حتى الآن حل لأزمة العالقون في الجانبين المصري والفلسطيني، مع تفاقم الأزمة وتظاهر بعض العالقين في الجانب المصري أمام السفارة الفلسطينية في القاهرة، ليشعر المسئولين بحجم معاناتهم . ومع عدم التوصل لحل للأزمة منذ ما يقرب من ال30 يومًا، ازدادت الأخبار ومانشيتات الصحف عن وجود أزمة بين الجانبي المصري والفلسطيني حول إعادة فتح معبر رفح، وهذا ما نفته السفارة الفلسطينية، واستهجن بيان صادر عن السفارة ما ورد في الصحف حول فشل الاتصالات مع الخارجية المصرية وجهاز المخابرات العامة لفتح معبر رفح، مؤكدة أن الاتصالات مع الخارجية المصرية والجهات المعنية في مصر متواصلة ومستمرة، ولم تنقطع من أجل فتح المعبر، وإنهاء مشكلة المواطنين العالقين في مصر . وقالت السفارة في بيانها، إن الادعاءات المنسوبة إلى "مصادر مطلعة" باطلة جملة وتفصيلاً، مؤكدة أن السفارة في انتظار إخطار الجهات المصرية بموعد فتح معبر رفح، فور استقرار تأمين الطريق بين العريش ورفح، على حد قولها . يأتي ذلك في وقت نسبت به صحف مصرية إلى مصادر سياسية مطلعة، تأكيدها أن مسئولي السلطة الفلسطينية والسفارة الفلسطينية بالقاهرة يشعرون بالاستياء الشديد نتيجة إصرار الجانب المصري على استمرار غلق معبر رفح البري بين مصر وقطاع غزة لأكثر من شهر، مما تسبب في تفاقم أزمة العالقين الفلسطينيين الذين وصلت أعدادهم لأكثر من 3500 عالق يرغبون في دخول القطاع . وبحسب الصحف، فقد قالت المصادر إن "المسئولين المصريين تجاهلوا عشرات الاتصالات والمخاطبات من الجانب الفلسطيني، وأصروا على عدم فتح المعبر منذ اتخاذ قرار بإغلاقه في أعقاب حادث كرم القواديس"، مشيرة إلى أن السفير الفلسطيني "جمال الشوبكي" خاطب المسئولين المصريين في الخارجية وجهاز المخابرات العامة من أجل السماح بفتح المعبر ولو لفترة محدودة، إلا أن كل محاولاته باءت بالفشل حتى الآن، إذ تصر الأجهزة الأمنية، وهي صاحبة القرار الفعلي في فتح المعبر، على تجاهل كل الاتصالات والطلبات التي قدمتها السفارة، بحسب قول بعض الصحف . ومن جانبها نفت مصادر في السفارة الفلسطينية بالقاهرة إبلاغ الجهات المصرية المختصة لهم بموعد فتح معبر رفح لإعادة العالقين، وأوضحت المصادر أن كل الأحاديث التي تناقلتها وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي غير حقيقية وتُعقّد المشكلة وتزيد من صعوبتها . وأشارت المصادر إلى أن الوضع الأمني في سيناء هو من يتحكم بموعد فتح معبر رفح، ولو تمكنت الجهات المختصة المصرية من فتح المعبر فلن تنتظر لنهاية الأسبوع لفتحه، إلا أن الأوضاع الأمنية غير المستقرة هي السبب في استمرار إغلاق المعبر، مشيرة إلى أنه فور صدور إشارات من الجيش المصري للجهات المصرية المختصة بإمكانية تأمين عودة العالقين فسيتم إبلاغ الجميع بموعد فتح المعبر . وترجح المصادر أن يتم الإعلان رسميًا عن موعد فتح معبر رفح لعودة العالقين فقط باتجاه واحد، خلال الأيام القليلة القادمة خاصة بعد استقرار نسبي للأوضاع الأمنية في سيناء . ومن جانبه قال رئيس هيئة العامة للمعابر والحدود في قطاع غزة "ماهر أبو صبحة" إن الهيئة لم تبلغ بشكل رسمي بفتح معبر رفح حتى هذه اللحظة، خاصة بعد ورود معلومات غير مؤكدة عن نيته فتحه يومي الثلاثاء والأربعاء القادمين . وأكد "أبو صبحه" في تصريحات صحفية أن لا جديد بخصوص فتح معبر رفح، لافتًا أنه لو تم إبلاغهم بجديد سيتم إعلانه فوراً عبر وسائل الإعلام، وأشار إلى أنه في حال فتح المعبر للمغادرة سيتم تخصيصه فقط للتحويلات المرضية "مرضي السرطان – الكبد الوبائي – الفشل الكلوي"، وكذلك أصحاب الإقامات للمقيمين فقط بالخارج للعودة حيث إقامتهم . يشار إلى أن المعبر مغلق منذ 30 يومًا على التوالي بسبب الأوضاع الأمنية في سيناء، وجاء ذلك القرار من السلطات المصرية عقب استشهاد 25 جنديًا وإصابة نحو 26 آخرين، بتفجير سيارة مفخخة في منقطة "كرم القواديس" بالشيخ زويد في شمال سيناء .