الحاجة "حياة" امرأة في الستين من العمر تحصل على معاش هزيل ومصابه ب " فيروس سي "، إضافة إلى الفشل الكلوي، وخضعت لعمليات حقن مجهري لتخليصها من ألم المرض ،لينتظرها مصير مجهول نتيجة تجاهل محافظ الاسماعيلية استغاثتهم الدائمة ، لتوفير عمارات بديلة من التى تم تشريدهم منها بناء على قرار المحافظة . اضطرت الحاجة حياه او " أم وائل " في شهر إبريل الماضي لترك بيتها الآيل للسقوط بأحد عمارات الكوكاكولا بالإسماعيلية تحت ضغط المحافظة في مقابل هدمه وبناء برجين سكنيين يتم تعويض سكان العمارات بوحدات سكنية فيه، فيما يؤل الباقي إلى إسكان محافظة الإسماعيلية . لتلجأ "أم وائل" بعد ذلك لاستجار شقه لها بمبلغ 800 جنيه لمدة عام، وهو ما يحملها أعباء إضافية، خاصة وأنها تدفع تكاليف علاجها فيتبقى مبلغ هزيل للطعام ومتطلبات البيت من فواتير الكهرباء والماء على أمل تسلم تلك الشقة من جديد، إلا أنه لم يتم اتخاذ أي خطوات جدية للبدء في بناء تلك العمارات من جديد حتى هذه اللحظة . تقول "أم وائل" وهى تكاد تلتقط أنفاسها بصعوبة "لم نجد صدى من محافظ الإسماعيلية أبداً، كنا قد انهينا إيجار شققنا وتملكناها وندفع إيجارات بسيطة 41 جنيه أو أقل، والآن أتحمل أعباء المرض وأعباء السكن الإضافي، ولا أعرف مصيري مع تضارب تصريحات المسئولين.. ليتهم تركونا نموت بكرامتنا تحت تلك العمارات" . المشكلة لا تخص " أم وائل " فقط، حيث أنه قد أزيل 6 عمارات بواقع 20 شقة بالعمارة الواحدة تحمل 120 أسرة، وذلك من أصل 34 عمارة لأنها كانت الأكثر تهديداً لأرواح الناس . يقول أستاذ "حسن معالي" أمين اتحاد ملاك العمارات، إنهم عانوا حتى حصلوا على عقوداً موقعة من محافظ الإسماعيلية تثبت أحقيتهم بشقق بدلاً من التي تم هدمها، مستطردًا "فيما لم نقابل محافظ الإسماعيلية، وكنا قد حاولنا لمرات عديدة دون جدوى، وفى آخر مرة حصلنا على محضر جلسة لإثبات أننا طالبنا حقنا بالقانون ولجئنا للاعتصام داخل المحافظة" . بينما يقول "حسن يعقوب" أحد سكان العمارات المزالة " اخبرونا أن الاعتمادات المالية جاهزة، واخبرونا أنهم سيشرعون في البناء على الفور، وقالوا إن رئيس الوزراء الذي كان وقتها وزير إسكان يتابع الموضوع بنفسه لكن كلها جاءت وعود جوفاء غير صادقة، ولم ينفذ شيء على أرض الواقع . وأكدت "أم ياسر" إحدى مالكي الشقق أيضاً، إن اللواء "أحمد بهاء الدين القصاص" محافظ الإسماعيلية، قام بتحرير محاضر ضد الأهالي بدعوى تبديد مكونات الشقق من أبواب وحديد وغيره، على الرغم من أن العمارات تعرضت للنهب وتعرض الأهالي للخطر حين جاء بلطجية وتجار "الخردة" يخلعون الأبواب والشبابيك، وكل "الخردة" التي تصل يدهم إليها . وأضاف "مينا ماهر منير" محامي الأهالي، إنهم لم يحصلوا على ضمانات تكفي لترك المنازل، فيما أجبروا على تركها بعد قطع المياه والنور والغاز عن العمارات، مما اضطرهم للرحيل، وجاءت وعود المسئولين عبارة عن كلمة شرف بأن مدة الهدم والبناء لن تزيد على عام فقط، ومن حق هؤلاء التعويض . ترجع قصه عمارات "الكوكاكولا" إلى إبريل الماضي، حين كان المهندس "إبراهيم محلب" وزيراً للإسكان في حكومة الدكتور "حازم الببلاوي"، وجاء في زيارة للإسماعيلية وأقر بوجود مبلغ 85 مليون جنيه لإزالة 34 عمارة، وإعادة بنائها بعد سقوط إحدى الشقق بها ليحصل أهلها على شقق مجهزة، ويتم بيع الباقي لصالح محافظة الإسماعيلية .