داعش ليس تنظيما إرهابيا.. الحرب على داعش حرب على الإسلام.. ظهور التنظيم قد يكون رد فعل لعمليات تعذيب من جانب القوات الأمريكيةبالعراق.. نماذج من التصريحات التي أدلى بها يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن لجريدة "مونيتور" الأمريكية والخاصة بوجهة نظره تجاه تنظيم داعش. والغريب، أن تصريحات حماد تنافي تماماً ما يتحدث به طوال الوقت الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور والذى أكد أكثر من مرة على خطورة تنظيم داعش واعتباره تنظيما لا يمت للدين الإسلامي بصلة، ووجوب التصدي له ومحاربته فكرياً. هذا التناقض في تصريحات حماد ومخيون يوحي بتخبط الأحزاب الإسلامية ذات الفكر السلفي في الفترة الأخيرة، بالتودد للنظام الحالي ومحاولة الحفاظ على أرضيته وشعبيته بين السلفيين والتي بدأت فى التناقص خلال الفترة الأخيرة. أما حديث نائب رئيس الحزب عن أن داعش ليس تنظيما إرهابيا والحرب عليه حرب على الإسلام، دليل على أن أفكار السلفيين قد تتشابه مع فكر التنظيم الإرهابي ولكن مايحول بينهما هو تنفيذ الأمر على أرض الواقع، إلى جانب اختلاف الايديولوجية المصرية عن العراق وسوريا من حيث التراكم الثقافي للشعب ووسطيته الدينية ووجود مؤسسة الأزهر. بينما يرى الخبراء أن تصريحات حماد تؤكد أن السلفيين بطبيعتهم إرهابيون ويسيرون على وتيرة واحدة مع الإخوان، فسياستهم لا تختلف كثيراً عن سياسة الولاياتالمتحدة من حيث استخدام أسلوب المراوغة للوصول لهدفهم المنشود. وعن ذلك يقول الدكتور جمال زهران البرلماني السابق:"تصريحات حماد الأخيرة تظهر الوجه الحقيقي للجماعات السلفية والمتأسلمة من توحد خلفيتهم وطبيعتهم الإرهابية، مشيراً إلى أن حزب الوطن جزء من الجبهة السلفية التي دعت للنزول في الثامن والعشرين من الشهر الحالى، ولكن أعضاء الحزب يحاولون الظهور بمظهر الوطنيين أمام الإعلام في حين أنهم يخططون في الخفاء للقضاء على الدولة والسيطرة عليها. وأضاف زهران، أن القوى الثورية من البداية رفضت شراكة الأحزاب الإسلامية باعتبارها نصيرة لجماعة الإخوان، مطالباً بضرورة حلها ومعاملتها كما تتم معاملة الإخوان كأعداء للوطن. وأشار الدكتور عثمان محمد عثمان، أستاذ العلوم الساسية، إلى أن تصريحات حماد الخاصة بداعش تسيء للإسلام أكثر من الأفعال الهمجية التي يقوم بها التنظيم الإرهابي، مشيراً إلى أن دول العالم أجمع استقرت على محاربة التنظيم لتطرفه. وأكد الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية، أن الأحزاب ذات المرجعية السلفية كشفت عن وجهها القبيح خلال الفترة الأخيرة، بتلك التصريحات المؤيدة لتنظيم إرهابي كداعش، وأن ما يحدث خطوة في طريق المؤامرة المدبرة من جانب جهات خارجية تعاون الجماعات السلفية المتواجدة بمصر لتدمير الحضارة المصرية والعربية.