كانت مدينة كوباني حتى الماضي القريب، مجرد بلدة صغيرة تأوي ما لا يزيد عن 50 ألف شخص، معظمهم من الأكراد، مجرد اسم على الخارطة، ولكن بعد ثلاثة أسابيع من الحصار والمعارك الضارية بين الأكراد وداعش، ذكرى كوباني ستبقى إلى الأبد دون شك، حيث قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن رحى الحرب تدور الآن من أجل السيطرة على كردستان الغربية والمناطق الشمالية من سوريا، متضمنة ثلاثة من المناطق الكردية هناك، فالقتال في كردستان الغربية هي وسيلة لتحقيق غاية وليس هدفا في حد ذاته، السيطرة على كردستان السورية أو شمال سوريا سيكسب الولاياتالمتحدة دعما قد يقود لتغير النظام السوري في دمشق. ويضيف الموقع أن كردستان الغربية تتحدث نفس لهجة الأكراد في تركيا، وعلى الرغم من ابتعاد الجيش السوري عن منطقة كوباني المحاصرة من قبل تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن الولاياتالمتحدة وحلفائها، تحديدا الحكومة "العثمانية" في تركيا المتمثلة في الرئيس "رجب طيب أردوغان" ورئيس الوزراء "أحمد داود أوغلو" يعرضون الأهداف الحقيقية الخاصة بهم في كوباني وسوريا. ويشير الموقع الكندي إلى أنه مع حلول الوقت، ومحاصرة داعش للسوريين الأكراد شمال محافظة حلب، كان واضحا أن قوات التحالف الأمريكية وهمية، فهم يستخدمون التنظيم لإعادة رسم الخرائط الاستراتيجية العرقية والطائفية في سورياوالعراق، حيث بذلك سيتم إجبار الأكراد السوريين على التوجه شرقا إلى كردستان العراق والاستسلام للسيطرة التركية. ويوضح الموقع أن تركيا الآن تشترك في النزوح الجماعي للأكراد كما اشتركت في النزوح الجماعي للبلدة الأرمنية السورية "كسب" في اللاذقية بمساعدة جبهة النصرة في مارس 2014. ويرى الموقع أن موقف الولاياتالمتحدة ضد كوباني يفضح أهداف واشنطن، فبدلا من المساعدة في عدم سقوط المدينة وتسليح المدافعين المحليين الذين يخضون معارك عنيفة ضد داعش، لم تتحرك واشنطن، ذلك التصرف من الحكومة الأمريكية يوضح أهدافها الوهمية والتي تخفي السبب الحقيقي وهو الحصول على موطئ قدم استراتيجي داخل الأراضي السورية من خلال داعش. ويلفت الموقع الكندي إلى أنه عندما هاجمت داعش حكومة إقليم كردستان العراق في شهر أغسطس الماضي، تحركت الولاياتالمتحدة على وجه السرعة لمساعدة قوات الإقليم، بينما تشاهد الحكومة الأمريكية توغل داعش في العراق وسيطرتها على مدينة كركوك النفطية، بالإضافة إلى حصارها للمدينة السورية. ويرى الموقع أن أدلة الولاياتالمتحدة أصبحت واضحة، وبدأت في الإصرار على المزيد من الخطوات الغير قانونية التي تتخذها تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، وطالبت بدخول جنود أتراك لكوباني وشمال سوريا، ولكن "أردوغان" رفض هذه الخطوة، ولكنه انشأ منطقة حظر جوي فوق سوريا. تتخذ الولاياتالمتحدةوتركيا كوباني فرصة لحزم خططها لغزو سوريا منذ عام 2011، فسابقا دعوا لأنشاء منطقة عازلة في الشمال تسيطر عليها تركيا وإقامة حظر جوي فوق الأجواء السورية، هذه المرة تم تنفيذ الخطة تحت الذريعة الإنسانية لحفظ السلام، هذاهو سبب تمرير البرلمانيين في الجمعية الوطنية التركية الكبرى التشريع الذي يجيز غزو الجمهورية العربية السورية وكردستان السورية في 2 أكتوبر 2014. ويوضح الموقع الكندي أنه رغم تمرير تركيا للمشروع، إلا أن أنقرة بقيت حذرة، ولكنها فعلت ما بوسعها لاسقاط كوباني في أيدي داعش، بالإضافة إلى العمل ضد المقاتليين الأكراد، ونظرا لعدم وجود تنسيق كاف بين منظمة الاستخبارات الوطنية التركية والمسؤولين عن إنفاذ القانون، ظهرت الفضيحة المحلية بعد ضبط المخابرات التركية شاحنات أسلحة من قبل الدرك التركي، محملة بالأسلحة ومتجهة سرا إلى الجماعات الإرهابية في سوريا، وقد دفعت الصحفية "سيرنا شيم" حياتها في محاولة توثيق ذلك، فقد قتلت في حادث سير غامض في 19 أكتوبر، بعدما تعرضت للتهديد من قبل المخابرات التركية بتهمة التجسس لصالح المعارضة. ولإخفاء أساليبها القذرة، بدأت الحكومة التركية في القول بإنها أغلقت حدودها في وجه الجماعات الإرهابية ومنعت تسلل المقاتلين الأجانب إلى سورياوالعراق، ولكنها لاتزال تدعم رفيقتها جبهة النصرة لمحاربة الجيش السوري، وبدأت أيضا منع الأكراد من عبور الحدود لمحاربة داعش في كوباني، ولكن بعد ضغوط دولية سمحت ل150 من قوات البشمركة العراقية العبور إلى كوباني من خلال أراضيها في 1 نوفمبر. ويلفت الموقع إلى أن الحكومة السورية رفضت اقتراحا من أنقرةوواشنطن للسماح لقوات أجنبية برية الدخول إلى أراضيها، وإقامة منطقة عازلة وهو ما اعتبرته نوايا العدوان السافر ضد سوريا، وأصدرت بيانا في 15 أكتوبر يوضح أنها ستتشاور مع أصدقائها بشأن ذلك. وفي رد فعل لأصدقاء سوريا، أوضح نائب وزير الخارجية الروسي والمتحدث باسم وزارة الخارجية رفض موسكو لدعوات إقامة منطقة عازلة في شمال سوريا، حيث إن لا تركيا ولا واشنطن لديهما السلطة أو الشرعية لإقامة تلك المنطقة ضد إرادة دولة ذات سيادة، ومن جانبها، حذرت طهران الحكومة التركية ضد أي مغامرة ضد سوريا. ويرى الموقع الكندي أنه ليس من قبل الصدفة سيطرة داعش على كوباني وسط إعلان الولاياتالمتحدة حربها على التنظيم، وليس أيضا من قبل الصدفة احتواء كوباني على غالبية احتياطي النفط السوري. ويقول الموقع أن بعد ضغوط دولية شديدة بدأت الولاياتالمتحدة في اسقاط المساعدات الطبية وشحنات رمزية من الأسلحة على المقاتلين الأكراد في كوباني، بالتوازي مع سماح الحكومة التركية للبشمركة العراقية الكردية العبور إلى المدينة المحاصرة من خلال أراضيها، ولكنها لم تسمح بعبور الأكراد إلى كوباني، مما سيضر بعملية السلام القائمة بين الطرفين. ويؤكد الموقع أن حملة القصف الوهمية التي تقودها واشنطن ضد داعش تهدف إلى تدمير أقمشة المجتمع السوري، بالإضافة إلى تدمير سوريا كدولة فعالة، وهذا هو السبب في أن الولاياتالمتحدة تفجر منشآت النفط والبنية التحتة للدولة السورية، بما في ذلك أنابيب الغاز، بذريعة منع داعش من بيع النفط وجمع الإيرادات. ويرى الموقع أن نهج وزارة الدفاع الأمريكية في سورياوالعراق هو نفسه، ولكن هنا تريد واشنطن من تركيا تحجيم الأكراد السوريين أو نقلهم إلى كردستان العراق. ويضيف أن مقاتلي داعش يحملون الأسلحة الأمريكية والتي يستهدفون بها المدنيين في كوباني، كما أن الحكومة السورية تعرف أن تحالف الولاياتالمتحدة ضد داعش مجرد مهزلة للوصول إلى دمشق، ولذلك طالب وزير الخارجية السوري "وليد المعلم" روسيا بسرعة تسليم منظومة الصواريخ اس 300 المضادة للطائرات، للتصدي لأي هجوم أمريكي.