أكد موقع "جلوبال ريسرش" في تقرير له مطلع الأسبوع الجاري أن ضربات الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تنفذها في سوريا هدفها تدمير خطوط أنابيب الغاز في البلاد، مضيفا أنها تبرر هذه الضربات التي تستهدف النفط السوري بأنها محاولة لقطع الأموال الضخمة التي يحصل عليها تنظيم داعش الإرهابي من حقول النفط التي يسيطر عليها. ويضيف الموقع البحثي أن صحيفة الإندبندنت البريطانية اقتبست قول "جوليتا فالس نويس" نائب مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية الآسيوية خلال زيارتها إلى لندن، حيث قالت إن داعش تحصل على نحو 2 مليون دولار أمريكي يوميا من مبيعات النفط ما يجعل الولاياتالمتحدة تركز ضرباتها الجوية ضد بعض الأنابيب لوقف التدفق المالي لداعش، على حد قولها. ويوضح "جلوبال ريسيرش" أن المشكلة في استخدام المبررات لضرب أنابيب النفط السورية ليس له أي صلة باستخدام داعش تلك الأنابيب لنقل النفط، حيث إن داعش تنقل النفط مسروقا إلى الأسواق على ظهر الشاحنات، وتبيعه في السوق السوداء ببعض دول الجوار وعلى رأسها تركيا. ويشير الموقع الكندي إلى أن داعش باعت بعض الوقود من خلال الصفقات المحلية في سوريا، ولكنها ترسل غالبية الشاحنات إلى تركيا للسوق الوداء، حيث إن إدارة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" تغض الطرف عن تلك العمليات غير المشروعة. ويرى "جلوبال ريسيرش" أنه لو كانت الولاياتالمتحدة تسعى حقا لوقف تدفق أرباح النفط إلى داعش، فإنها قادرة على استهداف القوافل النفطية المهربة من خلال رصدها بسهولة عن طريق الرحلات الجوية المراقبة كجزء من العمليات الغربية القائمة ضد داعش، ولكن جدول أعمال واشنطن يتركز على تدمير خطوط الأنابيب السورية والإضرار ببنية دمشق التحتية وليس استهداف داعش كما تدعي. ويلفت الموقع إلى أن الإدارة الأمريكية دون أدنى شك اختارت ذلك المبرر وهو وقف تدفق الأموال على داعش، وغضت طرفها عن الجهات الممولة لهذا التنظيم الإرهابي مثل تركياوقطر والدول الخليجية الأخرى، من أجل إيجاد ذريعة لإستهداف البنية التحتية للنفط السوري، حيث خلال الشهر الماضي استهدفت الولاياتالمتحدة عبر غارتها الجوية مصاف نفطية في الرقة، دون بذل أي جهد لإثبات استخدام داعش لتلك المصافي من عدمه، موضحا أن ما يعرف ب "المرصد السوري لحقوق الإنسان" الموالي للمعارضة السورية أكد أن داعش لم تستخدم مصافي النفط التي تم قصفها جوا. ويؤكد "جلوبال ريسيرش" أن تدمير البنية التحتية للنفط في سوريا من شأنه فتح الباب أمام شركات النفط الأمريكية والبريطانية للفوز بعقود إعادة بنائها لرفع ديون الدولة السورية، كما أنها ستمنع سوريا من تأميم مواردها الذاتية لتصبح دولة مستقلة مزدهرة، الأمر الذي سينتهي بإرباك الدولة السورية وتقليل التهديد الذي تشكله على إسرائيل وتركيا، حلفاء واشنطن في منطقة الشرق الأوسط. ويوضح الموقع الكندي أنه هناك المزيد من الجهود الأمريكية للاستفادة من النفط السوري، حيث تسعى للتحكم في بيعه لبعض الدول الأخرى وهو أمر أكثر أهمية لتحقيق الهيمنة العالمية، وقد يكون هدف واشنطن أبعد من ذلك ويتمثل في احتياطات الغاز التي توجد في إيران وروسيا، فطبقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية رفض الرئيس السوري "بشار الأسد" في عام 2009 التوقيع على اتفاق مقترح مع قطر من شأنه تشغيل خط أنابيب من حقل شمالي في الدوحة يتجاور مع حقل جنوب بارس الإيراني يمر من خلال المملكة العربية السعودية والأردن وسوريا ومنها إلى تركيا بهدف تزويد االأسواق الأوروبية لضرب الغاز الروسي، مشيرة إلى أن ما فعله الرئيس السوري "الأسد" منطقي، فهو يحمي مصالح الحليف الروسي أكبر مورد للغاز الطبيعي في أوروبا. وتواصل الصحيفة البريطانية كشف المخططات العربية الغربية لتدمير البية التحتية السورية، قائلة إنه في العام التالي واصل "الأسد" المفاوضات حول خطة بديلة بقيمة 10 مليون دولار تسمح بمد خط أنابيب من إيران عبر العراق إلى سوريا، الأمر الذي من شأنه السماح لطهران بتزويد أوروبا بالغاز من خلال حقل فاس المشترك مع قطر، حيث تم التوقيع على مذكرة تفاهم للمشروع في يوليو 2012، ولكن الحرب السورية وقفت عائقا أمام تنفيذ الاتفاق، مؤكدة أن وجود خط أنابيب إيران-العراق-سوريا، يُعد ضربة مؤلمة لخطط الدوحة الاستثمارية في المنطقة. ويختتم "جلوبال ريسيرش" تقريره بأن اهتمام قطر بتمويل المتمردين السوريين يهدف إلى إسقاط النظام السوري بقيادة "الأسد" وصعود المعارضة التي ستسمح لها بإنشاء خط الأنابيب، وهذا يناسب الولاياتالمتحدة لتقويض وإضعاف النفوذ الروسي في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن عدم الإطاحة بالنظام السوري يجعل الولاياتالمتحدةالأمريكية تستهدف ما لا تستطيع السيطرة عليه.