اتجهت أنظار العالم العربي اليوم الاثنين إلى «تونس» التي شهدت انتخابات البرلمان في اليومين الماضيين ، حيث ظهرت النتائج شبه النهائية التي تؤكد فوز حزب «نداء تونس» العلماني بأغلبية في مقاعد البرلمان على حركة النهضة المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين التي جاءت في المرتبة الثانية في تحول جديد للمشهد التونسي منذ اندلاع ثورة "الياسمين" التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي في 2011. ويترتب على هذا المشهد تكليف «نداء تونس» بتشكيل حكومة تونسية بصفته أكثر الأحزاب حصولا على الأصوات في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأحد. وعلى خلفية هزيمة حركة النهضة الإخوانية التي أعتبرها البعض مفاجئة في ظل سيطرته علي معظم مقاعد البرلمان السابق يري محللون أن نتيجة الانتخابات التونسية جاءت بعد انهيار التجربة الإخوانية في أغلب البلدان العربية التي شهدت ثورات الربيع العربي، في ظل تحدي جديد لتونس بمواجهة فلول الرئيس الأسبق "بن علي"، بالاضافة إلى مواجهة المشاكل الاقتصادية مع العمل على بناء دولة ديمقراطية. ومن جانبه قال السفير عادل العدوي مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق إن نتيجة الانتخابات التونسية تؤكد أن «جميع شعوب الدول العربية بدأت في الانفتاح والانطلاق وذلك بعد انهيار مشروع الأخوان في مصر مؤكدًا أن جميع دول المنطقة في اتجاها إلى التقدم والتنمية». وتمنى العدوي في تصريحات خاصة أن تكون هذه النتيجة بداية لتحقيق أمال الشعب التونسي المهدرة منذ سنوات عديدة مؤكدًا أن تجربة الإخوان وسقوطها بالمنطقة قدم تجربه حية للمشروع الإخواني مما أدي إلى تزويد الوعي لدى الشعب التونسي للإتجاه نحو الطريق الصحيح والديمقراطية الحقيقية. في نفس السياق قال السفير «رخا حسن» عضو المحلس المصري للشئون الخارجية إن المؤشرات الأولية التي توضح فوز حزب «نداء تونس» بالاغلبية في البرلمان التونسي تعتبر مؤشر مشجع جدًا للدول العربية الأخرى، وأيضًا مؤشر جيد لجماعات الإخوان في الدول الأخرى لإعادة موقفها على ضوء موقف حزب «النهضة التونسي» الذي استند إلى فشل تجربه الإخوان في مصر وتعلم منها وعمل على عدم الانفراد بالحكم. وأضاف رخا في تصريحات ل«البديل» أن هذه النتيجة تظهر رغبة الشعب التونسي في الاتجاة إلى الدولة المدنية مؤكدًا أن الرئيس الراحل «بورقيبة» كان يريد تونس قطعة أجمل من أوروبا ، مشددًا أن هذه الانتخابات هي بادرة إيجابية نحو الديمقراطية الحقيقية في تونس لأن التعاون أبدى من المواجهة. وحذر رخا من صعود فلول النظام الأسبق مرة أخرى في السلطة بعدما شهدت البلاد حكم أستمر أكثر من ثلاثين عامًا سبب في تراكمات أفسدت الحياة السياسية في تونس.