في تجربة جريئة ولافتة يستكمل المايسترو سليم سحاب حاليا مشروعه الطموح "كورال مصر" الذي يضم مجموعة كبيرة من أطفال الشوارع والمتسربين من التعليم بهدف تغيير مسار حياتهم وإعادة تأهيلهم مجتمعيا ومشاركتهم بالغناء من خلال فرقته الجديدة. وقال سليم سحاب ل "البديل" إن أطفال الشوارع ورواد دور الرعاية الاجتماعية من الأطفال بلا مأوي والأيتام من حقهم ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، ومن الواجب اكتشاف موهبتهم والعمل علي الاستفادة من طاقتهم، في محاولة العمل علي تنشئة جيل بلا عنف، ينتمي لوطنه مع تأكيد الانتماء لمصر. وأوضح سحاب أنه فكر في تنفيذ هذا المشروع قبل عدة سنوات، لافتا أن رؤيته لحال الأطفال المتردي في الشوارع يصيبه بالحزن، وهو ما دفعه للتفكير في كيفية تحويل هؤلاء الأطفال إلي مواطنين صالحين بواسطة الموسيقي، لا سيما مع علمي بوجود أوركسترا لأطفال الشوارع بدولة فنزويلا تعمل فعليا منذ 30 عاما، وقدمت عددا كبيرا من الحفلات في مختلف دول العالم. ومن هنا كانت الانطلاقة بتكوين نواة عمل المشروع الذي قدم بالفعل عدة حفلات في دور الرعاية الاجتماعية ببعض المحافظات، وذكر سحاب أنه اختار 70 طفلا تتراوح أعمارهم بين 8 إلي14 عاما من بين 800 طفلا تم الاستماع إلي أصواتهم لاختيار الأفضل، وتم إقامة معسكر تدريبي مغلق للمشاركين، والانتهاء من إعداد برنامج مدته 30 دقيقة لتقديمه خلال الفترة المقبلة في عدة مناسبات تبدأ بحفل خاص بموقع حفر قناة السويس الجديدة. وذكر سحاب أن المشروع لم يدخل فى حيز التنفيذ الجاد إلا بعد تدعيم وزارة الشباب له، خاصة بعد تحمس وزير الشباب لفكرة المشروع، وهو ما سهل عدة إجراءات تتعلق بدعم المشروع في مراحل عمله المختلفة . وقال سحاب أنه لم يواجه عقوبات خلال تنفيذ خطوات المشروع باستثناء مرحلة اختيار الأطفال، نظرا لعددهم الكبير، لذلك بذلت مجهودا لاختيار العدد الذي نحتاجه للمشاركة معنا في الفريق، ومازالنا نجري حتي الآن اختبارات لاختيار أطفال جدد من كافة محافظات مصر. ويري المايسترو سليم سحاب أن مشاركة الأطفال ساعدت كثيرا في رفع حالتهم المعنوية وساهمت في تغير تصرفاتهم وسلوكياتهم، مؤكدا أن الفن يمكنه القضاء علي كافة ظواهر التعصب، ويمكنه تقويم أخلاق الفئات المشاركة فيه.