تقول صحيفة "جلوبس" الإسرائيلية إن القيادة التركية الحالية جعلت الدولة في موقف صعب، وقد بدأ حلمها بالعظمة في الانحسار، موضحة أنه لم يوجد وقت من قبل منذ انهيار الإمبراطورية العثمانية وإعلان الجمهورية التركية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، كانت تركيا في هذه الشبكة من المصالح المتضاربة والضغوط والأحداث مثل الوقت الحالي، وهذا بسبب قراراتها الكارثية المتتالية. والآن سلسلة من القرارات السياسية مما لا يوجد لها أي أساس منطقي، ساقت البلاد لحالة من التجمد، فأي انعطاف الآن قد يكون كارثة. وتضيف أن تركيا كعضو في حلف "الناتو" لديها حق الوصول لجميع الوثائق الخاصة به بما فيهم أكثرها سرية، ولكنها أيضا لديها مسئوليات تجاه الحلف، مثلها مثل غيرها من الأعضاء، لكن حكومة "أردوغان" في السنوات الأخيرة قد خرجت عن مسارها وبدأت في العمل ضد مصالح الحلف، وأخرهم تعاونها مع "داعش"، وهذا أدى للعديد من الدعوات لرد تركيا من الحلف، وبعد هذا الضغط الشديد على تركيا بعد أن كانت رافضة للقتال ضد "داعش" أعلنت أنها ستسمح لمقاتلي البشمركة بالعبور من كردستان العراق عبر الحدود التركية السورية حتى يدعمون أكراد سوريا في كوباني ضد "داعش"، ويبقى رؤية إذا ما كان سيتم تنفيذ هذا القرار. وتبين أيضا أن رفض تركيا للتدخل في كوباني ضد "داعش" على الرغم من نشرها لقوات كثيرة على الحدود، أدى لمظاهرات واسعة من الأكراد ضد الحكومة، وهذا أوقف محادثات السلام مع زعيم الأكراد الأتراك، والآن تركيا تواجه مجددا كابوس تجدد العنف الكردي داخل البلاد فضلا عن عمليات أكراد تركياوسورياوالعراق عبر الحدود. وتشير إلى أن الحكومة مستمرة في استعداء قطاعات كبيرة من سكانها مثل الأكراد والكماليين والعلويين والجولانيين، ومستمرين أيضا في تضييق الخناق على المعارضين والمنتقدين المحليين، وكل هذا يقتل أي احتمال لانضمامها للاتحاد الأوروبي، مضيفة استمرارهم في استعداء أمريكا ومصر والسعودية والإمارات وغيرهم من خلال السياسات والتدابير التي تتعارض مع مصالح تلك البلدان، مثل استمرار دعم تركيا لجماعة الإخوان المسلمين. وتتساءل هل سيستمرون في إظهار عدائهم لإسرائيل ودعمهم لحماس على الرغم من حاجتهم المتزايدة للغاز الإسرائيلي، أو هل سيستمرون في إعطاء القوات المسلحة مزيد ومزيد من المسئوليات، رغم أن الجيش قد يميل لمحاولة استعادة مركزه السياسي السابق في المجتمع التركي.وتختتم بأن كل هذا وسط وضع اقتصادي متدهور،في زمن نظام "أردوغان" النظام الذي كان واعدا في بدايات حكمه، لكنه أصبح الآن سلسلة من مفترقات الطرق، كلها مؤدية لطرق مسدودة.