تصاعدت حوادث الموت على طرق المنيا ليتلون الأسفلت بحمرة دماء الضحايا والجرحى، وبين متسبب ومتجاوز في رد السبب يدفع الأبرياء حياتهم ثمنًا رخيصًا، وما إن بدأت حملة أمنية طبية لتحليل دماء السائقين كشفت النتائج ما وراء تلك المصارع، حيث تُسقَى بسموم الكيف أجساد من تحملوا على عاتقهم أمانة أرواح البشر، ويستمر نزيف الأسفلت، وما عليك إلا أن تكتب وصيتك قبل ركوب الطريق. وتصدرت معدلات حوادث السيارات على الطرق الصحراوية والسريعة بمحافظة المنيا المركز الأول خلال الأسابيع الأربع الماضية، وكان أشهرها حادثة الحافلة السياحية التي أودت بحياة 8 أشخاص وأصيب 23 آخرين بينهم أمريكي وروسي الجنسية، وذلك بعد أن تفحمت على طريق "الشيخ فل" بمركز بني مزار. وكشفت نتائج الحملات الأمنية بالتعاون مع مديرية الصحة بالمنيا للكشف على السائقين طبيًّا خلال الأسبوعين الماضيين أن نسبة متعاطي المواد المخدرة وصلت إلى 50 في المائة، ففي يوم 9 سبتمبر تم فحص 20 عينة على الطرق السريعة، أسفرت عن 5 حالات تتعاطى لعقار «الترامادول» المخدر والحشيش، وفي يوم 11 سبتمبر تم فحص عدد 26 حالة بالطرق السريعة والإقليمية، تبين تعاطي 17 سائقًا منهم, وفي يوم 18 سبتمبر تم فحص 20 عينة أسفرت عن 15 حالة، وفي يوم 19 سبتمبر تم فحص 20 عينة، وأكدت التحاليل المعملية تعاطي 6 منهم للمواد المخدرة. وأدى التركيز على تطبيق بنود قانون المرور الجديد الخاصة بالسرعة الزائدة وكسر الإشارة والسير في الممنوع أو الاتجاه المعاكس وإهمال حملات الكشف على السائقين المتعاطين للمخدرات بتنفيذ المادة 26 والمادة 263 من اللائحة التنفيذية التي تجرم القيادة تحت تأثير مخدر، إلى انتشار ظاهرة حوادث الأسفلت، ولكن بدأ الاهتمام أخيرًا يتجه إليها بعد أن أثبتت الحملات المرورية التي بدأتها محافظة المنيا أن 50% من سائقي المحافظة يقودون الطريق تحت تأثير المواد المخدرة. وتتسبب المواد المخدرة التي يتعاطاها سائقو السيارات النقل وبالأخص الميكروباص "النعش الطائر" إلى عدم الإدراك السليم وصعوبة تقدير المسافات لدى السائق وبطء رد فعله أثناء محاولة تفاديه الحوادث والمخاطر والمطبات، وكذا الهلوسة والصداع والميل للنوم في أثناء القيادة، وأن بعض السائقين يعتقدون في أن تعاطيهم للمواد المخدرة يزيد من قدرته على تحمل مشقة السفر لمسافات طويلة مع الاحتفاظ باليقظة، وهو ما شدد عليه الدكتور محمد صابر. وأكد مصدر أمني بالمنيا ل "البديل" أن القيادة تحت تأثير المخدر تتسبب في حوادث جمة مضيفًا أن الحملات الطبية الأمنية للكشف على السائقين تبدأ ليلاً وتشمل كل الطرق وتتركز على تحليل عينات بول وأحيانًا دم، حيث يوجد في الحملات طبيب من وزارة الصحة مع ضباط من إدارتي البحث الجنائي والمرور، مشيرًا إلى أنه يتم إعداد تقرير طبي للسائق متعاطي المخدرات، وتحرير محضر فوري ضده.