قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بنشاط دبلوماسي وسياسي مكثف منذ وصوله أمس الأول الأحد إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأعمال قمة المناخ التي يلقي اليوم الثلاثاء كلمة فيها نيابة عن الوفود العربية. وقالت مصادر في الوفد المصري: إنه بات في حكم المؤكد أن السيسي سيلتقي الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال الاحتفال الذي سيقيمه الأخير على شرف القادة والزعماء المشاركين في أعمال الجمعية العامة. كما شهدت رحلة السيسي إلى نيويورك بداية عمل السفير علاء يوسف زكريا كمتحدث رسمي باسم رئاسة الجمهورية، خلفًا للسفير إيهاب بدوي الذي سيتولى عمله سفيرًا لمصر في فرنسا. وقال يوسف: إن الرئيس السيسي التقى عقب وصوله إلى نيويورك الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، والسفير عمرو أبو العطا، مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة. وخلال اللقاء، اكتشف السيسي وجود بعض المفاهيم المغلوطة لدى مون حول الشأن الداخلي المصري وبصفة خاصة العلاقة بين السلطات، حيث أكد له «الاستقلال التام للسلطة القضائية، طبقًا لمبدأ الفصل بين السلطات، وتوافر كافة الضمانات القانونية للمتهمين، فضلا عما يكفله الدستور المصري من حقوق وحريات أساسية». واستعرض السيسي التطورات المختلفة في المنطقة، محذرًا من تصاعد قوى الإرهاب والتطرف، حيث أكد أن استمرار القضية الفلسطينية دون حل على مدار عقود طويلة وفر بيئة خصبة ومناخًا مواتيًا لهذه القوى، مستعرضًا الجهود التي تبذلها مصر لتثبيت الهدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تمهيدًا لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين. وفي الشأن الليبي، قال مون: إنه سيترأس اجتماعًا دوليًّا بشأن ليبيا يشارك فيه عدد كبير من الدول، مشددًا على أهمية استعادة الاستقرار السياسي والاستتباب الأمني في ليبيا، كما حذر من خطورة الأوضاع على منطقة الشرق الأوسط بأسرها، مستفسرًا عن رؤية مصر لتسوية الأزمة الليبية. فأوضح السيسي أن مصر تتمسك بضرورة دعم البرلمان الليبي، وجهود دول الجوار المبذولة لتحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا، وضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لاجتثاث جذور التطرف، فضلا عن وقف توريد السلاح إلى الجماعات المتطرفة وعدم التدخل في الشأن الداخلي الليبي. وذكر السفير علاء يوسف أن مون أعرب في بداية اللقاء عن تعازيه في ضحايا التفجير الإرهابي الذي شهده محيط وزارة الخارجية، أمس الأول الأحد، مؤكدًا دعم الأممالمتحدة الكامل لمصر في المرحلة المقبلة وجهودها لمكافحة الإرهاب. كما أشاد الأمين العام بالجهود الدءوبة التي تقوم بها مصر في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما التوصل لوقف إطلاق النار في غزة وإقرار الهدنة، معربًا عن أمله في أن يتم تثبيت هذا الاتفاق بحيث يصبح مستقرًّا ومستدامًا، وضرورة وجود آليات للمراقبة والتحقق تضمن عدم خرق هذا الاتفاق. وأوضح مون أنه يعتزم المشاركة في المؤتمر الاقتصادي لإعادة إعمار غزة، الذي ستستضيفه مصر في 12 أكتوبر المقبل. كما التقى السيسي، أمس الاثنين، الملك عبد الله الثاني، عاهل الأردن، حيث بحث الجانبان الجهود المبذولة لتشكيل الائتلاف الدولي لمحاربة التطرف والإرهاب في المنطقة، من خلال استراتيجية شاملة لا تقتصر فقط على البعدين الأمني والعسكري، ولكن تشمل أيضًا البعدين التنموي والاجتماعي، وتضمن اجتثاث جذور الإرهاب، ومواجهة كافة التنظيمات الإرهابية في المنطقة. وأكد الجانبان أهمية الحفاظ على السلامة الإقليمية للعراق ووحدة شعبه، ودعم الحكومة العراقية الجديدة، والتأكيد على أهمية أن تعكس كافة أطياف الشعب العراقي، بما يضمن استقرار العراق. وفيما يتعلق بالشأن السوري، شدد الجانبان على ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية، بما يضمن وحدة التراب الوطني لسوريا وكذا وحدة شعبها، فضلا عن بذل الجهود اللازمة لمكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة في سوريا، آخذًا في الاعتبار التداعيات الإقليمية للأزمة السورية على دول الجوار السوري، على الصعيدين الأمني والاقتصادي. وعلى الصعيد الليبي، توافقت رؤى الجانبين بشأن أهمية دعم المؤسسات الشرعية للدولة الليبية، ولا سيما مجلس النواب المنتخب، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، يعقبه حوار وطني شامل يضم كافة أطياف الشعب الليبي، بما يؤدي إلى حل سياسي يهدف إلى تحقيق تطلعات وطموحات الشعب الليبي. وقال السفير علاء يوسف: إن جدول أعمال الرئيس السيسي يتضمن التعرف على أوضاع الجالية المصرية في نيويورك، حيث سيعقد لقاء مع نخبة من قيادات وأعضاء الجالية المصرية، كما سيجري عددًا من اللقاءات الثنائية على المستويين العربي والدولي مع القادة والزعماء، لاستعراض مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وسبل تعزيزها وتطويرها، وذلك إلى جانب تبادل الرؤى ووجهات النظر إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأضاف أن كلمة الرئيس أمام الجمعية العامة ستتناول شرح الشأن المصري والأوضاع الإقليمية في عدد من الدول العربية، إلى جانب مكافحة الإرهاب. أما كلمته اليوم في قمة المناخ فسيستعرض فيها الجهود الوطنية لمكافحة تغير المناخ، وقضايا القارة الأفريقية فيما يخص مكافحة الآثار السلبية لتغير المناخ، وفي مقدمتها التصحر، والإجراءات الواجب اتخاذها لتخفيف تلك الآثار السلبية والتكيف مع الواقع المناخي الجديد عبر وسائل التكنولوجيا الحديثة، فضلا عن أهمية تقديم المساعدة للدول الأفريقية لتحقيق ذلك. وفي سياق قريب، تعرض الوفد الإعلامي المصري المسافر لتغطية فعاليات زيارة السيسي لمضايقات من بضعة مواطنين مصريين ينتمون لجماعة الإخوان، حاصروهم وهم في الطريق العام ودخلوا في مشادات كلامية مع أحد الإعلاميين. بينما استقبل عدد من المواطنين المصريين المقيمين في أمريكا الرئيس السيسي والوفد المرافق له في منطقة الفندق الذي يقيم فيه، بمظاهرة ترحيب، ورفعوا شعارات مؤيدة له وللحرب المصرية على الإرهاب والتكفيريين وأخرى تدين الإرهاب والإخوان وتنظيم داعش وقطر وتركيا.