حالة من الجدل السياسي شهدتها ساحات القضاء الأيام القليلة الماضية، التى تبدو للبعض غير واضحة المعالم، فبعد أن تم إخلاء سبيل علاء عبد الفتاح وأخرون بكفالة 5 ألاف جنيه فى القضية المعروفة إعلامياً ب"أحداث مجلس الشوري"، مازال الناشط أحمد دومة مسجون على ذمة"أحداث مجلس الوزراء"، بالرغم من سوء حالته الصحية والتى بدت واضحة لحظة دخوله قاعة المحاكمة وهو جالس على كرسي متحرك، إلا أن ذلك لم يشفع له بالموافقة على طلب الدفعا بإخلاء سبيله لحالته الصحية المتأخرة. وقد تناول السياسيين ونشطاء المواقع الاجتماعية الموقف بكثير من الدهشة والاستياء فى التفرقة بين المسجونين على ذمة قضايا مشابهة بالرغم من أن حالة عبد الفتاح وزملائه المفرج عنهم أفضل بكثير من دومة إلا أن الأخير هو من بقي بمحبسه، وطالب الجميع بالمعاملة بالمثل والإفراج عن كافة المسجونين على ذمة قضايا قانون التظاهر كدومة وغيره من شباب الثورة. فقد طالب حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق فى تغريدة له على حسابه بتويتر، بالإفراج عن دومة قائلاً: "أحمد دومة المناضل الصلب من أجل حق المصريين فى الحياة الحرية مهدد بالموت فى سجنه، أطالب بإنقاذ حياة دومة والإفراج عنه وكل سجناء الرأي فوراً". فيما قامت الناشطة نورهان حفظي زوجة دومة بإرسال خطاب للرئيس عبد الفتاح السيسي تطلب منه الإفراج عن زوجها المريض وباقي زملائه المحبوسين على ذمة قضايا قانون التظاهر، متسائلة: ماذا فعل زوجي كي يتم حبسه أكثر من 10 أشهر؟. أما الإعلامي عمرو أديب فقد استنكر الإفراج عن علاء عبد الفتاح وترك دومة بمحبسه فى ظل ظروفه الصحية، وقال " من سيحدثني عن سيادة القانون وعدم جواز خروج دومة من محبسه، اسأله أين سيادة القانون فى خروج عبد الفتاح أيضاً ولا هي ناس وناس". وحذر المحامي الحقوقي خالد على السلطات فى حال عدم سرعة نقل دومة إلى المستشفى فأنه من الممكن أن يتعرض للشل أو الوفاة، خاصة بعد امتناعه عن تناول الأدوية. واستنكرالناشط السياسي خالد تليمة الموقف المتعنت ضد أحمد دومة قائلاً: "مش ده أحمد دومة البطل اللي كنتوا بتحلفوا بيه وقت مقاومته للاخوان.. دلوقتي نسيتوا كل ده وصدقتوا انه هو كمان عميل.. للدرجة دي بتنسوا تضحيات الناس.. بشوف تعليقات الناس على الاخبار الخاصة بسجن دومة وحالته بحزن للاسف.. ربنا معاك ويقويك ويشفيك يا احمد دومة يا بطل". فيما ناشدت حملة "الحرية للجدعان" الجميع لإرسال تلغرافات لمكتب النائب العام بدار القضاء العالى للمطالبة بالإفراج الصحي عن محمد سلطان، الذي أعلن إضرابه عن الطعام كلياً منذ 234 يومًا، والناشط أحمد دومة حفاظاً على حياتهم. كما طالبت الإعلامية جيهان منصور السلطات بمعاملة دومة بالمثل كما تم التعامل مع المعزول حسني مبارك حين تم إيداعه مستشفي المعادي وهو على ذمة القضية. وقد وافقت اللجنة المنتدبة من قبل الطب الشرعى للكشف على الناشط الحقوقى أحمد دومة للتأكد من حالته الصحية ومعرفة ضرورة عمله لبعض التحاليل خارج مستشفى السجن، حيث أوصت بنقله إلى مستشفى قصر العينى لإجراء التحاليل يوم الأحد المقبل. يذكر أن العديد من الحركات الثورية مثل 6 أبريل والاشتراكيون الثوريون بالإضافة الى عدة أحزاب دعوا الى إضراب جماعي عن الطعام تضامناً مع المعتقلين بالسجون على ذمة قضايا قانون التظاهر فيما تعرف فاعليتها ب" معركة الأمعاء الخاوية_ الحرية للجدعان".