بدأ حياته الأدبية بكتابة الشعر والقصة القصيرة، أما روايته الأولى فكانت الطاووس الأبيض، ثم توالت أعماله الروائية وكان أول عمل روائي كبير يقدمه هو أبناء وعشاق، أما أخرها فقد كان عشيق الليدي تشاترلي عام 1928، والتي أثارت ضجة كبيرة نظرًا لجرأتها في تصوير العلاقات الجنسية، ولم تنشر روايته كاملة في إنجلترا الإ مع بداية الستينات. كتب في أدب الرحلات، وترجم أعمالا عديدة من الفرنسية إلى الإنجليزية، بالإضافة إلى لوحاته المرسومة، وكان التأثير السلبي للحضارة الحديثة على الجوانب الإنسانية للحياة وتجريد هذه الحياة من البعد الإنساني هو محور أغلب أعماله، كما يرى بعض النقاد أن الرجل أسرف في سوداويته. تمر اليوم ذكرى ميلاد الأديب البريطاني ديفيد هربرت لورانس، أحد أهم الأدباء البريطانيين في القرن العشرين. الذي تعددت مجالات إبداعه من الروايات الطويلة إلى القصص القصيرة والمسرحيات والقصائد الشعرية والكتابات النقدية. ومن أشهر أعماله عشيق الليدي تشاترلي. «عشيق الليدي تشاترلي» دائمًا ما أثارت الجدل حتى بعد وفاة مؤلفها، كما أنها من الروايات العملاقة في الأدب العالمي، بسبب أسلوبها الأدبي المتميز وما أثارته من ضجة حين صدورها لمصادرتها ومنعها في العديد من الدول الأوروبية ومحاكمة دار "بنغوين" التي قامت بنشرها عام 1960. ولهذا قصة طويلة. بعد مرور ثلاثين عاما على وفاة لورانس، قامت إحدى دور النشر بنشر الرواية مستغلة بذلك التغييرات التي طرأت على قانون المطبوعات البريطاني.حيث قامت بطبع 200 ألف نسخة من الرواية.إلا أن الادعاء العام البريطاني أقام دعوة قضائية ضد دار النشر في 20 أكتوبر من عام 1960. وقد مثل الادعاء غرفث جونس، بينما تولى ثلاثة من المحامين مهمة الدفاع عن الرواية المدانة (عشيق الليدي شاترلي). وأدان الرأي العام البريطاني هذه القضية، معتبرا إياها بأنها لطخة سوداء في جبين بريطانيا.وأكد محامي الدفاع غاردينر أن الرواية تعتبر من أروع الأعمال الأدبيةوأن مؤلفها لورانس هو من أعظم كتاب القرن العشرين. طلبت المحكمة إحالة الرواية إلى لجنة من الخبراء للبت فيها. وكانت اللجنة تضم خليطا من العلماء والكتاب والمثقفين والنساء والقسس. وكانوا جميعا يبدون متفقين على التفكير بصوت واحد على أن رواية (عشيق الليدي شاترلي) رواية ذات مستوى فني رفيع. اضطرت هيئة المحكمة إلى الامتثال لهذا الرأي، بعد أن رأت أنه حتى رئيس القسس فير وولويج، يرى بأن الرواية ليست مخلة بالآداب. وكان رأي سيدة أخرى في نفس اللجنة يشير إلى أن الرواية رفعت العلاقات الجنسية إلى مستوى التقديس. وضحك الجمهور عند تلاوة القاضي هذه العبارة إلا أنه تدارك الأمر قائلا: لقد استمعتم إلى رأي من يمثلون شرائح ثقافتنا الوطنية، إلا إن الرأي الأخير سيكون رأينا لا رأيهم. وكلفت المحكمة أحد أعضاء هيئة المحلفين بقراءة الرواية في إحدى صالات المحكمة الخالية، لبيان رأيه حولها. وحينما أتمها سأله القاضي:هل أنت مقتنع بأن دار النشر التي طبعت الرواية متهمة أم بريئة؟فقال العضو:بريئة. وضجت قاعة المحكمة بتصفيق حاد. ولد ديفيد في قرية إيستوود بمقاطعة نوتنجهام شاير بالمنطقة الوسطى من إنجلترا، لأسرة عاملة متوسطة الحال، كان أبوه من عمال المناجم، أما أمه فكانت على قدر من التعليم والثقافة بخلاف والده حيث عملت في التدريس لفترة قبل زواجها، لم تعجبها حياة المناجم فدفعت بأبنائها إلى التعليم وقدمت كثير من التضحيات لأجل ذلك. انفصلت امه لاحقا عن والده بعد صراعات ونزاعات عديدة ذكرها بصورة أدبية في روايته أبناء وعشاق مزجها بما يصيب الأبناء من قلق عاطفي وتمزق جراء هذه الصراعات القائمة في جو المنزل. استأثر ديفيد بحب والدته بعد وفاة أخيه الأكبر فارتبط بها ارتباطا وثيقا أثر على حياته اللاحقة وأصبح ممزقا بين حبه لوالدته التي لاترغب في التنازل عنه والفتاة الصغيرة التي أحبها ورغب في الزواج منها والتي انتهت لصالح أمه، ذكر ذلك في الجزء الأخير من روايته أبناء وعشاق. تزوج أخيرًا في السادسة والعشرين من عمره بعد وفاة والدته من فتاة ألمانية تدعى فريدا وتنقلا ما بين إيطاليا وألمانيا لفترة من الزمن 1912-1914، عاد إلى بلده إنكلترا خلال الحرب العالمية الأولى وإن لم يحبها بسبب عدم تقبل الناس لكتاباته وعدم فهمهم لها. بدأ لورانس حياته الأدبية بكتابة الشعر والقصة القصيرة، أما روايته الأولى فكانت الطاووس الأبيض ثم توالت أعماله الروائية وكان أول عمل روائي كبير يقدمه هو أبناء وعشاق.أما أخرها فقد كان عشيق الليدي تشاترلي عام 1928 والتي أثارت ضجة كبيرة نظرًا لجرأتها في تصوير العلاقات الجنسية ولم تنشر روايته كاملة في إنجلترا الإ مع بداية الستينات. استمر لورانس بالكتابة حتى أواخر أيام حياته بالرغم مما كان يعانية من مرض وآلام. فقد كان شاعرا وكاتبا مسرحيا وناقدًا من الطراز الأول وروائيا في المكانة الأولى. ترك ثلاث مجلدات من الشعر وخمس مسرحيات وأربعة كتب في أدب الرحلات وما يملأ مجلدًا كبيرًا في النقد الأدبي ومجلدين من المقالات العامة، أما في ميدان القصة فله عشر روايات طويلة وسبع روايات قصيرة أهمها عروس الضابط والضابط البروسي وقصص أخرى.