قال المتحدث باسم مرشح الرئاسة الأفغاني عبد الله عبدالله، الأربعاء، أن وزير الخارجية الأفغاني السابق سيرفض نتيجة عملية التدقيق في الأصوات التي تجري بإشراف الأممالمتحدة، ما يفاقم الأزمة في البلاد. وأضاف مسلم سعدات بعد انسحاب عبدالله من عملية التدقيق في الأصوات التي يزعم أنها مزورة "سنخرج من العملية، ولن يقبل عبدالله أي نتيجة تأتي بها هذه العملية". وتأتي هذه التطورات قبل أسبوع واحد فقط من تولي الرئيس الجديد مهامه خلفاً لحميد كرزاي. وقرر عبدالله الذي يتحدث عن عمليات تزوير واسعة خلال الإقتراع الذي جرى في 14 يونيو، مقاطعة عملية التدقيق في الأصوات التي تجري بإشراف الأممالمتحدة والتي تهدف إلى إنهاء الخلاف الطويل حول الفائز في هذه الانتخابات. وفي غياب فريق عبدالله، لم تستأنف حتى قبيل ظهر الأربعاء عملية التدقيق. ويمكن لتهديدات عبدالله أن تحرم خصمه أشرف غني الذي سينتخب بذلك بحكم الأمر الواقع من الشرعية في أول انتقال للسلطة من رئيس إلى آخر. وانسحب عبدالله عبدالله من عملية التدقيق، بعد أن وصف مسؤولو حملته عملية إبطال الأصوات المزورة بأنها "مزحة". وينذر التوتر بين الطاجيك من أنصار عبدالله والبشتون الذين يدعمون منافسه أشرف غني، بعودة شبح الحرب الأهلية الأفغانية أثناء عقد التسعينيات. ويخشى المراقبون من أن يستغل متمردو حركة طالبان هذا الوضع لتحقيق مكاسب على الأرض بعد انسحاب القوات التي يقودها الحلف الأطلسي الذي خاض حرباً ضد الحركة الإسلامية لمدة 13 عاما. وصرح فضل اقا حسين سانشاراكي المتحدث باسم حملة عبدالله عبدالله لوكالة "لن نشارك في العملية اليوم، وربما لن نشارك في العملية مطلقاً". وأضاف "المحادثات مستمرة مع الأممالمتحدة. وإذا أثمرت عن اتفاق، سنعود، وإلا فستكون هذه هي النهاية". ووصف نائب بعثة الأممالمتحدة نيكولاس هيسوم انسحاب عبدالله بأنه "مؤسف" وصرح للصحافيين "لقد طلبنا من فريق غني مراجعة ما إذا كان سيشارك فعلياً في العملية". وقال "يجب أن يعتبر جميع الأفغان عملية التدقيق عادلة .. وقد وافق فريق غني على الإنسحاب". وصرحت ازيتا رافهات المتحدثة باسم غني "لأننا لا نريد خلق أية مشاكل، واستجابة لطلب الأممالمتحدة، قرر فريقنا الانسحاب من العملية كذلك". وأضاف "نحن نثق بالأممالمتحدة وباللجنة الانتخابية، ومهما كانت نتيجة عملية التدقيق فنحن نقبلها". وبدأت اللجنة الإنتخابية المستقلة الاثنين عملية ‘بطال بطاقات الانتخاب المزورة في الإنتخابات الرئاسية بعد أكثر من شهر على بدء التدقيق في 8,1 مليون صوت من أصوات الجولة الثانية من الانتخابات التي جرت في 14 يونيو. والهدف من مجمل العملية هو إلغاء البطاقات المزورة وتحديد الفائز بين المرشحين عبدالله وغني وإضفاء الشرعية على الرئيس المقبل. ويمكن أن تؤثر أي احتجاجات في الشوارع لأنصار عبدالله على الاستقرار مما يثير مخاوف الأممالمتحدة من عودة الإنقسامات التي اأدت إلى الحرب الاأهلية في تسعينات القرن الماضي. ورغم الخلاف بين المرشحين، أصر الرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي على تنصيب خليفة له الثلاثاء المقبل. وصرح عليم فدائي من فريق غني للصحافيين "أعتقد أنهم أدركوا انهم خسروا الانتخابات ويحاولون إخفاء هزيمتهم ويحاولون إيجاد عذر"، في إشارة إلى فريق عبد الله. وأضاف "وافقنا على الإجراءات وأي تغيير سيكون مخالفا للقانون والاتفاقيات". ويقول عبدالله أنه حرم من الفوز في انتخابات الرئاسة 2009 بسبب التزوير، ويقول أن التاريخ يعيد نفسه من خلال عمليات التزوير المحابية لغني الذي ينفي معسكره تلك الاتهامات. وبعد أن أصدر فريق عبد الله تهديده بالانسحاب من عملية التدقيق الثلاثاء، ذكرت بعثة الأممالمتحدة في أفغانستان أنه جرت مشاورة الفريقين حول عملية التدقيق. وغداة الجولة الثانية من الانتخابات تحدث عبد الله عن عملية تزوير كثيفة تصاعد على أثرها التوتر سريعا مع أنصار المرشح غني الذي حاز على المرتبة الأولى في الجولة الثانية وفق النتائج الأولية. ولاستبعاد مخاطر زعزعة الاستقرار السياسي وقع المرشحان مطلع أغسطس برعاية وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتفاقاً لتشكيل حكومة وحدة وطنية أياً يكن الفائز بالرئاسة.