كشف تقرير نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن مصادر مخابراتية بعدد من الدول الأوروبية وبالولاياتالمتحدةالأمريكية أعلنت عن الاستعداد للتعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد، والتخلي عن مناصبته العداء، والعمل معًا على اجتثاث ما يسمى ب «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش). تقرير الصحيفة البريطانية أثار جدلاً بين المحللين السياسيين، حيث تتنافى هذه المزاعم مع ما وصل إليه العداء بين الولاياتالمتحدة وأوروبا من جانب، وبشار الأسد من جانب آخر، حيث أنفقت تلك الدول مليارات الدولارات لتسليح المعارضة السورية. «البديل» رصدت آراء عدد من السياسيين حول ما تضمنه تقرير «إندبندنت» وإمكانية تعاون «الأسد» مع الغرب وكيف يمكن أن تتسع العلاقة بينهما لمساحة ثقة تسمح بالتعاون. يقول مجدي شرابية – الأمين العام لحزب التجمع، إن الادعاءات التى أطلقتها جريدة الإندبندنت محض أكاذيب، مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدة هي من دعمت الإرهابيين بأحدث أجهزة الاتصالات والأسلحة، وتستطيع فى لحظة واحدة أن تشوش على تلك الأجهزة وتشل تحركات تلك المجموعات الإرهابية. وأضاف «شرابية» أن تحركات جميع الحركات الإرهابية، وفى القلب منها "داعش" فى المنطقة، تخدم بشكل مباشر مخططات الغرب، فهي تهدف إلى تقسيم وإضعاف المنطقة، وإنهاء وجود هذه الدول وتفتيتها إلى دويلات صغرى، لذلك يجب أن يتفهم المصريون أنه من المهم جدًّا تدعيم الدولة المصرية ضد أية مخاطر داخلية أو خارجية، متسائلاً: إذا كانت الدول الغربية تريد لسوريا الخير فلماذا دعمت الإرهابيين بالمال والسلاح من البداية؟ وأوضح أن من الأهداف التى يستخدم الغرب فيها الإسلاميين المتطرفين تقسيم دول المنطقة على أسس طائفية، وهو ما أعلنته أمريكا مرارًا، وحدث فى اليمن عبر إقامة 6 ولايات فيدرالية، كما أن الدور على العراق، ونشر نائب الرئيس الأمريكي تقريرًا عن تقسيم العراق إلى 3 أجزاء أحدها سني والثاني شيعي والثالث كردي، والمؤامرة مستمرة على جميع الدول. وقال مجدي عيسى أمين الشئون العربية بحزب الكرامة الشعبي الناصري هناك بالفعل من تحدث عن إمكانية تحقق ذلك من المحللين السياسيين الغربيين، حيث قال هؤلاء حرفيًّا: «إن أمريكا قد تضطر صاغرة للتعاون مع بشار الأسد لمواجهة الخطر الأكبر وهو داعش». وأوضح «عيسى» أن السياسيات الدولية تحتمل حدوث ذلك، فلا عداوات دائمة، ولا صداقات دائمة، ولكن هناك مصالح دائمة؛ ومصلحة أمريكا الآن تفرض ضرورة القضاء على تنظيم «داعش»، الذي يهدد مصالحهم فى المنطقة، كما أن حادثة ذبح الصحفي الأمريكي كانت بمثابة رسالة تمس هيبة أمريكا فى المنطقة، مشيرًا إلى أن تلك التنظيمات الإرهابية تلقت التمويل من الولاياتالمتحدة عبر النظام السعودي، ثم انقلب الإرهاب كالعادة على سيده كما حدث سابقًا مع أسامة بن لادن الذى استخدمته أمريكا ثم انقلب عليها، فقتلته وألقت جثته فى البحر. وقال رائد سلامة عضو مجلس أمناءالتيار الشعبي إن الأمريكان هم من صنعوا «داعش»، ومن المستبعد أن يضر بالغرب صنيعته، إلا عندما تتوقف عن تحقيق الأهداف التى أنشئت من أجل تحقيقها لصالحه، ولذلك كان موقف الدول الغربية من «داعش» حادًّا عندما اقتربوا من كردستان في العراق حيث آبار النفط، وهو ما يهم الأمريكان بالأساس. وأضاف «سلامة»: الأمريكان لن يعملوا أبدًا على اجتثاث داعش طالما تحقق لهم مصالحهم ولا تضر بها، تمامًا كما فعلوا مع «القاعدة» ومن قبلها «المجاهدون» في أفغانستان، حيث عملوا على تقويتهم لتحقيق أهدافهم، وعندما استنفدوا الغرض منهم ضربوهم، وبناء على ذلك فمن المستبعد أن تستغني أمريكا في الوقت الحالي عن «داعش» في سوريا؛ لأنها لم تحقق أهدافها بإسقاط نظام بشار وإعادة تقسيم بلاد الشام حسب مخططها.