تناحر الأحزاب يعيد قوي الرجعية والظلام والتأسلم السياسي إلي البرلمان رغبة النقابات المهنية في خوض الانتخابات سبب أزمتي مع مجلس الوزراء لا صوت يعلو في الشارع السياسي حاليًّا فوق صوت الاستعدادات للانتخابات البرلمانية، حيث تتزايد حاليًّا محاولات عقد التحالفات بين أكثر من جبهة، كما تسعى النقابات المهنية إلى دخول السباق الانتخابي، رغم الجدل الذي يثيره خوضها هذا المعترك. «البديل» التقت مع أسامة برهان نقيب الاجتماعيين وأمين عام اتحاد النقابات المهنية في هذا الحوار حول الانتخابات البرلمانية وعلاقة النقابات المهنية بالسباق الانتخابي. * ما الذي دفع النقابات لخوض الانتخابات في هذه المرحلة الحرجة؟ - اتحاد النقابات المهنية ليس حديثا، لكننا نعمل من أجل استعادة دوره من خلال تجميع الفرقاء، أما سبب خوضنا للانتخابات أننا نرى ذلك ضمن واجبنا الوطني الذي علينا ألا نتقاعس عنه، لأن تناحر الأحزاب ينذر بعواقب وخيمة ستؤدي إلى وصول قوى الرجعية والظلام من المتأسلمين السياسيين إلي البرلمان، وهو ما يعرض مصر لمخاطر داخلية وخارجية، وقد أعلنا من قبل أنه إذا توحدت القوى الوطنية لن ندخل الانتخابات، كما أن النقابات المهنية بطبيعتها كممثل للطبقة الوسطى في المجتمع وكقوي مدنية حقيقية يجب أن يكون لها دور وطني، ونحن لسنا بباحثين عن سلطة أو منصب، لكننا نرى أن لنا دور تجاه الوطن يجب أن نؤديه. *كيف ترى كثرة التحالفات الانتخابية على الساحة السياسية وتأثيرها في الانتخابات المقبلة؟ جميعها ستفشل، بسبب عدم وجود قاعدة اجتماعية لها في الشارع وستقودنا لطريقين أحلاهما مر: طريق القوي الرجعية والتطرف والإرهاب متمثلة في جماعات التأسلم السياسي، وطريق بقايا رموز الحزب الوطني ورجال الأعمال الذين يستخدمون المال لخدمة مصالحهم على حساب مصالح الشعب المصري ولن يفيدوا وطنهم بشيء. *ما الذي دعا سامح عاشور – نقيب المحامين، لإنشاء تحالف انتخابي جديد، وما وضعه في اتحاد النقابات المهنية؟ - سامح عاشور كان رئيسا للاتحاد، ثم قررت النقابات المشاركة أن تجعل للاتحاد أمينا عاما وأن يتم تداول الرئاسة حسب النقابة المستضيفة كرئيس للجلسة، وعن تحالفه الانتخابي الجديد يسأل هو عنه، لكن أهلا به كأخ عزيز وكنقيب للمحامين وأحد الأعضاء معنا، فنحن نجمع ولا نفرق، فتحالف اتحاد النقابات المهنية مستمر ولن يتوقف. * وما حقيقة الأزمة بينك وبين أمين عام مجلس الوزراء عمرو عبد المنعم؟ - الأزمة حدثت في اتصال هاتفي عادي بيني وبينه، حيث فوجئت به يحدثني بأسلوب غير لائق قائلا: «احترم نفسك، انت مش عارف انت بتكلم مين؟»، ثم أغلق الهاتف فتوقعت أني اتصلت بشخص خطاً، فاتصلت به وسألته: «مش حضرتك أمين عام مجلس الوزراء؟»، فأجاب بصحة ذلك ثم «سب الدين» وأغلق الهاتف في وجهي، وكان ذلك أمام جمع من أعضاء النقابة، حيث استخدم السماعة الخارجية للتليفون لأسباب صحية، وقمت بإرسال رسالة نصية لرئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، ولكنه ولم يرد. *هل هناك علاقة بين هذا الخلاف وبين دخول النقابات المهنية الانتخابات البرلمانية؟ - أعتقد ذلك، فلا خلافات سابقة بيننا، وأعتقد ان ذلك مرتبط بإعلان اتحاد النقابات المهنية عن رغبته في خوض الانتخابات البرلمانية، لاسيما وأن الخلاف كان عقب مؤتمر اتحاد النقابات المهنية الذي أعلنا فيه موقفنا مباشرة. * ماذا عن دعوة نقابة الاجتماعيين المصرية لسحب عضوية الكيان الصهيوني من «الدولي للإخصائيين الاجتماعيين»؟ - أرى أن الحرب بين الكيان الصهيوني وأية دولة عربية، معركة وجود وليست معركة حدود، فهذا الكيان المغتصب يسعى للهجوم علي مصر كلما سنحت الفرصة، لذلك نسعي حاليا جاهدين لطرد ممثلها "المؤسسة الإسرائيلية للخدمة الاجتماعية"، من الاتحاد الدولي حيث أخلت بالميثاق الأخلاقي للاتحاد الذي يؤمن بمبادئ حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، ونحن ماضون في طريقنا حتي عقد جمعية عمومية طارئة للاتحاد للتصويت علي شطب ممثل الكيان الصهيوني من الاتحاد وننسق من أجل ذلك مع الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية التي تهتم بالقضية نفسها.