شيع آلاف الغزيين، الأربعاء، جثمان زوجة محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية(حماس) وطفله الذي يبلغ من العمر سبعة أشهر مطالبين بالإنتقام من إسرائيل. واستشهدت وداد عصفورة (27 عاما)، الزوجة الثانية للضيف، وطفلها علي (7 اشهر)، في غارة اسرائيلية فجر الأربعاء، استهدفت منزلاً في حي الشيخ رضوان في مدينة غزة. وانتهت منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء (21,00 تغ) مهلة وقف اطلاق النار في قطاع غزة الساري منذ 11 اغسطس، بعد فشل الطرفين في الاتفاق على تمديده فاستؤنف إطلاق الصواريخ على إسرائيل والغارات الجوية على قطاع غزة. وردد المشاركون "الانتقام، الانتقام" وهم يلوحون بأعلام حركة حماس الخضراء، كما حملوا نعشي رجلين قتلا الأربعاء في غارة جوية إسرائيلية على دراجة نارية. وقال شاب عرف عن نفسه باسم محمد فقط "نطلب من كتائب القسام الإنتقام لهذا القتل، لهذه المجزرة". وحمل مصطفى عصفورة، والد وداد، جثمان الطفل علي الذي لف بكفن أبيض إلى المسجد وبعدها إلى المقبرة لدفنه. وبدا وجه الطفل مصابا في عينه. وقال الرجل الذي يبلغ من العمر 65 عاما "لا يوجد عائلة في غزة لم تفقد شهيداً أو لم تتضرر، وانا لست أفضل من غيري". وأضاف "ابنتي كانت تعرف أنها مشروع شهيدة عندما تزوجت محمد الضيف في عام 2007. كنت أتوقع خبر استشهادها في أي لحظة". وأوضح مصطفى عصفورة أنه شاهد الضيف مرة واحدة في حياته، وهي عندما تزوج ابنته. وبعدها، لم يكن على دراية حتى بمكان سكن ابنته بسبب الترتيبات الأمنية البالغة السرية التي تحيط بالضيف وتحركاته لتجنب استهدافه من قبل أسرائيل. ولوداد والضيف ابنتان وولد. ولدى وداد ولدان من زواج سابق بحسب عائلتها. ولم يعرف مكان الطفلتين وقت الغارة. وتجمع المئات من الغزيين في المسجد لأداء صلاة الجنازة ولكن لم يظهر أي مسؤول في حركة حماس عندها. ودخلت مجموعة صغيرة من النساء يرتدين عبايات سوداء إلى قسم النساء في المسجد. وقام شاب بإبلاغ المعزين بتعازي كتائب القسام بينما كان المشاركون يؤدون صلاة الجنازة على الرجلين الأخرين الذين قتلا في غارة استهدفت الدراجة النارية التي كانا يستقلانها في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع. وبعد وقت قصير من الجنازة، أعلنت مصادر في حركة حماس أن الضيف على قيد الحياة ويواصل عمله في قيادة المقاتلين. وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه "القائد العام للقسام أبو خالد (محمد الضيف) مازال حياً يقود العمل الجهادي ونتوقع أن يصدر بيان عن كتائب القسام في هذا الخصوص" دون مزيد من التفاصيل. وتابع "ما جرى يضاف إلى فشل الاحتلال الدائم". من جهة ثانية قال سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس في بيان صحافي مقتضب "الإسرائيليون في غلاف غزة (في البلدات الاسرائيلية الحدودية مع غزة) لن يعودوا الى بيوتهم إلا بقرار من القائد محمد الضيف وبعد الإلتزام الإسرائيلي بوقف العدوان ورفع الحصار". وأضاف أبو زهري لوكالة فرانس برس ان "هذه الرسالة واضحة"، في إشارة ضمنية إلى أن الضيف حي ومازال يصدر قرارات عسكرية.