محافظ القاهرة: الواقعة فردية ولا تسيء إلى 5 آلاف جمعية خيرية بالجيزة التضامن الاجتماعي: أوقفنا تراخيص دور رعاية الأيتام أحد الأطفال المعذبين: الشالوت والضرب شيء طبيعي من "بابا أسامة" أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَي، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلًا". صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم، يرافقك هذا الحديث بمجرد وصولك إلى العقار الكائن بإحدى المناطق السكنية الشهيرة بشارع الهرم لمقر "دار مكةالمكرمة لرعاية الأيتام" المشهرة بوزارة التضامن الاجتماعي برقم 2760 بالجيزة. لم تكن كأماكن الأحداث المأسوية التي تقع في حواري أو مناطق شعبية، بل توجد الدار في أهم شوارع المحروسة.. تصعد إلى الدور الثالث، تقودك الأسهم التي تشير لمقر الجمعية، ولا يمكنك فصل تلك الأصوات الصارخة المدوية للأطفال الأبرياء الذين تمت مشاهدتهم في الفيديو الخاص بضرب مدير الدار للأيتام الذي صدمتنا به مواقع التواصل الاجتماعي عن مخيلتك أثناء صعودك السلالم. تشعر أنك ستقابل أحد الأطفال وهو يجري يطلب الإنقاذ أو الفرار من هذا الوحش الآدمي الذي غابت الرحمة والإنسانية من قلبه ليعتدى على أطفال صغار بالضرب المبرح لمجرد أنهم تجرأوا وفتحوا التليفزيون أو الثلاجة، أي قبح وتشوه سلوكي يعاني منه هذا الرجل المدعو"أسامة محمد عثمان" رئيس مجلس إدارة جمعية مكةالمكرمة الخيرية لرعاية الأيتام. بسهولة يمكنك أن تلمح ذلك الطفل الزائغ العينين ذا الابتسامة المتوجسة، "محمد" أحد أبطال فيديو التعذيب الذي كان يناديه "أسامة" ليعرف منه من فتح الثلاجة والتليفزيون، يحكي لنا محمد بخوف: "دي مش أول مرة يضربنا فيها بابا أسامة، كتير أوي ضربنا، والشلاليت دي عادي خالص معاه، كل يوم الصبح الساعة 8 يخلينا نصحي نمسح الدار أنا واخواتي، وفي مرة طلب من هيثم أخويا، يمسح الريسبشن، واما معرفش راح ضربه بالشالوت علي الأرض، وهيثم لسه صغير ميعرفش يمسح أصلًا وهو رايح 3 ابتدائي. وبسؤاله عن الأطفال الذين تم ضربهم قال: إن أغلب إخوتي في الدار بنات، ضرب أسامة ونورا وآدم وداليا اللي وقعت على الأرض ورجعت أخدت الشبشب بتاعها وعيطوا كتيير أوي، وبابا أسامة كان بيجبرنا نقول له "بابا" وفي إحدى المرات أخويا "طارق" كان بيناديه "كابتن" راح ضربه بالشالوت. وعند سؤاله: راح فين بابا أسامة وترككم محبوسين أثناء وصول موظفي وزارة التضامن الاجتماعي والشرطة للتحقيق في البلاغات المقدمة؟ قال: أنا يوميًّا بنزل أجيب الغداء لإخوتي من المطعم كل يوم، أنا مسئول في الدار عن شراء أي طلبات من الشارع، فهو يرسلني أحضر له الطلبات كافة، ويوم مجيء الشرطة أرسلني الساعة 3 لإحضار الغداء وبمجرد عودتي لم أجده في الدار، وكانت مقفولة على إخواتي وانتظرت في الخارج حتي فتحت الشرطة الدار. ومن جانبه قال العميد محمود حمزة – بالإدارة العامة لمباحث الأحداث بالجيزة – في تصريحات خاصة ل"البديل": إن الاجراءت القانونية كافة ستتخذ مع الواقعة، والتي بدأت بانتقال قوة من قسم شرطة الطالبية يوم تلقي بلاغين من أحد المتبرعين للدار ضد رئيس مجلس إدارة دار مكةالمكرمة لرعاية الأيتام، مدعومًا بالفيديوهات التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن التحقيقات ستضم كل الشهود من لهم صلة بالواقعة، سواء زوجة رئيس مجلس الإدارة والتي كشفت عن تصويرها الفيديوهات، بالإضافة إلى الأطفال وحكايتهم عن معاملة المسئولين، والمربيات والمتبرعين وكل من له صلة بالحادث. وأضاف أن الشرطة عندما دخلت الدار وجدت الأطفال في أعمار تتراوح ما بين 5 إلى 12 سنة، وعددهم 10 أطفال، بينهم 7 بنات و3 صبيان. من جانبه صرح الدكتور علي عبد الرحمن – محافظ الجيزة – ل"البديل" بأن ملف القضية بأكمله أصبح لدى النيابة لإجراء التحقيقات المناسبة تجاهه، وإلى حين انتهاء هذه التحقيقات اتخذت المحافظة قرارًا لحل الجمعية وإسناد إدارتها إلي لجنة مختصة فترة محدودة لتسوية أوضاعها من قِبَل وزارة التضامن الاجتماعي، وكشف أن عليها مخالفات مالية وإدارية سابقة وجاري التحقيق في البلاغات كافة المقدمة من قِبَل النيابة العامة، موضحًا أن دور الجمعيات الأهلية مهم جدًّا وخدماته للمجتمع لا يمكن إنكارها، وهناك 5000 آلاف جمعية أهلية بالجيزة يرعى جزءًا كبيرًا الأيتام وتقديم خدمات ممتازة لهم. وبسؤاله عن الإجراءات التي سوف تتخذها المحافظة حتي لا تتكرر حادثة مكةالمكرمة مرة ثانية، قال عبد الرحمن: إن المحافظة تتابع بشكل دوري ومستمر بالتعاون مع إدارة الأسرة والطفولة بوزارة التضامن الاجتماعي المخالفات كافة التي تظهر على أي جمعية أو دار رعاية، وسيكون التدخل السريع لوقف أي مخالفات وإحالة الواقعة للنيابة والإبلاغ عنها هو القرار المتبع. بينما قالت عزيزة عمار، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي للإدارة العامة للأسرة والطفولة: إن الوزارة لن تتوانى عن غلق أي دار رعاية مخالفة ويمارس فيها أي انتهاكات للأطفال، والوزارة أغلقت خلال الشهور الماضية أكثر من ثلاث دور لرعاية الأيتام، بل إن الوزارة أغلقت منح التراخيص لدور رعاية الايتام خلال هذه الفترة، مضيفة أن أهم هدف للوزارة سلامة الأطفال وحمايتهم، ما سيتم اتخاذه تجاه أطفال دار مكةالمكرمة لرعاية الأيتام، حيث تتولى الوزارة مراعتهم ونقلهم في مكان آخر أكثر أمانًا، وتقديم أشكال الدعم كافة النفسي والمعنوي له، بعد تعرضهم لهذه الإساءات المعنوية البالغة من ضرب وإهانة. وصرح محمود البدوي رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان ل"البديل" بأن واقعة دار رعاية مكةالمكرمة تكشف مدى تدني الخدمات والإهمال الذي وصلت إليه بعض الجمعيات المعنية، بشأن الأطفال الأيتام والتي تحولت إلى وسيلة لجني الأموال والتبرعات على حساب أطفال أبرياء، مضيفًا أن تلك الواقعة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة كذلك، فسبق وأن تبنت الجمعية أكثر من قضية وبلاغ يفضح التدني الرهيب لحالة الأطفال الأيتام ببعض جمعيات الأيتام؛ حتى وصل الأمر في بعض الحالات إلى انتهاك براءة الأطفال، وهتك أعرضهم عنوة تارة والتنكيل بهم وتعذيبهم بوحشية وقسوة تارة أخرى، كل هذا وسط تنبؤات بتكرار تلك الوقائع مرة أخرى وبشكل أفظع مما سبق، طالما كان هناك تجاهل من جانب الدولة ومؤسساتها "الذي يكاد يكون متعمدًا أحيانًا" لهموم وقضايا الطفل المصري، وقارب تعداد هذه الفئة حوالى 40% من جملة السكان. أكد أنه آن الأوان لتبني رئاسة الجمهورية مبادرة تعمل على حل مشكلات وقضايا الطفل المصري بشكل عام وقضايا الأطفال الأيتام ومنهم من ليس لهم مأوى، فهم في خطر بشكل خاص في ظل ازدياد مستويات العنف ضد الأطفال، فضلًا عن وقائع الاعتداءات الجنسية والاستغلال السياسي بحقه بالمخالفة لكل ما جاء من ضمانات حمائية للطفل بعجز المادة 80 من الدستور المصري المعدل والتي جائت لتضع إطارًا حمائيًّا دستوريًّا للطفل، والتي جاءت مكملة لقانون الطفل 12/1996 المعدل بالقانون 126/2008 وكذا قانون مكافحة الإتجار بالبشر 64/2010. وكشفت السيدة إلهام عيد، المدير التنفيذي لجمعية مكةالمكرمة لرعاية الأيتام، أنها صاحبة تصوير الفيديوهات المنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي بضرب المدعو أسامة محمد عثمان الأطفال، بل كشفت أنه زوجها وهو نفسه مجلس إدارة الجمعية وهي تراقبه منذ ثلاث سنوات بعدما عرفت سوء معاملته لأطفال الدار من المربيات وضربه الوحشي لهم، مضيفة أنه خلال هذه السنوات لم تتمكن من إثبات عنفه إلَّا من شهرين، بالتقاط الدقيقين للفيديو أثناء ضربه الأطفال، مناشدة كل جهات الدولة التدخل لحماية الأطفال الأبرياء، موضحة أنها حصلت على تراخيص دار جديدة بهضبة الأهرام تريد أن توافق وزارة التضامن الاجتماعي لنقل أطفال مكةالمكرمة إليها، وكشفت أنها تسير في إجراءات الخلع لتنفصل عن زوجها، وتطالب بتوقيع أقصى العقوبة عليه لإساءته للأطفال الأيتام. وفي النهاية يظل السؤال الي متي يستمر مسلسل الاهمال في حق اطفالنا ، الي متي يتم تعذيبهم واهانتهم بعيدا عن عيون ورقابة الدولة ، هل كان المسئولين ينتظروا ان تخرج هذه الزوجة التي من الوارد تريد الانتقام من زوجها نظرا لخلافات خاصة بالطلاق وغيره لاخراج هذه الفيديوهات المرعبة في هذا التوقيت ، اسئلة كثيرة تحاتج الي اجابات شافية من الدولة التي من المفترض تحترم ابنائها ،ونتعرف علي استراتيجية واضحة حول سياسات حمائية لحقوق الطفولة بمصر بسياسات واجراءات تنفيذية علي ارض الواقع .