تباينت رودود الأفعال بين مختلف التيارات السياسية عقب انتهاء الجولة الأولى من ما أطلق عليها انتخابات مصر 2010, ولكن ستظل الأهم والأبرز تعقيبات وتصريحات وقرارات المتصارعين الرئيسيين على مقاعد البرلمان وهم الحزب الوطني بما يملكه من سلطان وآليات بصفته الحزب الحاكم لأكثر من ثلاثين عاماً, وحزب الوفد العريق والذي استعاد رونقه وبريقه بقيادته الجديدة المتمثلة في السيد البدوي, وحزب التجمع الذي يمثل اليسار المصري, وجماعة الإخوان المسلمين والتي تقود الإسلام السياسي في مصر منذ عقود طويلة.. وما قامت هذه التيارات السياسية بالتعليق والتعقيب عليه هي الأحداث التي شهدها يوم الأحد الأسود والذي شهد أسوأ انتخابات برلمانية في تاريخ مصر على الإطلاق منذ إنشاء مجلس شورى النواب في 25 فبراير 1866 وحتى الآن, وذلك لما شهدته من أحداث شغب وبلطجة وقتلى وتسويد بطاقات وشراء أصوات وغيرها من الأشكال السلبية للانتخابات .. وتباين ردود الأفعال بين التيارات السياسية يأخذنا لتوقع العديد من السيناريوهات المتوقعة في المرحلة القادمة من الحياة السياسية المصرية, ولكن لنا أن نرصد تلك التباينات والقرارات أولاً قبل الخوض في التوقعات والتحليلات السياسية والتي يمكن سردها في مقالات اخرى .. فنجد ان جماعة الإخوان المسلمين قررت الانسحاب من خوض جولة الإعادة والتي كانت ستخوضها بحوالي 26 مرشح, وذلك اعتراضاً من الجماعة على تم ضدهم من غجراءات تعسفية وتضيقات أمنية وإسقاط لرموز الجماعة من النواب والقيادات في الجولة الأولى من الانتخابات, وهذا القرار يعد قراراً سياسياً محرجاً للنظام لما تحمله الجماعة من ثقل داخل الشارع السياسي المصري, وتشكيكاص في شرعية تلك الانتخابات ... وكما ذكرت في مقالي السابق بعنوان “يوم أن قتل المصري كرامته” أن حزب التجمع خاض هذه الانتخابات حتى يلاحق جماعة افخوان المسلمين فقط, فأكد حزب التجمع ما ذكرته وأعلن رئيسه رفعت السعيد استمرار الحزب في جولة الإعادة مؤكداً أن ما حدث من تجاوزات في الجولة الأولى من الانتخابات يمكن التغاضي عنها وأن موقف جماعة الإخوان المسلمين موقف يدلل على ضعفهم في الشارع المصري, وهذا ما أثار العديد من التساؤلات حول وجود شبهة صفقة بين النظام وحزب التجمع, وكان أيضاً هذا القرار بمثابة الشرارة التي أشعلت النيران داخل جدران الحزب اليساري, فقام العديد من أمناء محافظات الحزب وبعض القيادات الحزبية بالتهديد باستقالات جماعية إذا ما استمر الحزب في خوض جولة الإعادة من الانتخابات... أما الحزب الوطني فقد عقد مؤتمراً صحفياً ظهر فيه جلياص من يدير هذه الانتخابات داخل الحزب الحاكم فتوسط أحمد عز أمين التنظيم صفوت الشريف الأمين العام للحزب وعلي الدين هلال أمين الإعلام وأعلن عز نتائج حزبه وتوقعاته لما سوف تحمله جولة الإعادة واستطرد عز في حديثه عن جماعة الإخوان المسلمين بشكل غير سياسي وغير لائق ويدل على أن الانتخابات كانت بمثابة حرب عصابات ولتصفية جماعة الإخوان المسلمين داخل البرلمان بعد حصولهم على 88 مقعد في برلمان 2005... ولم يكن أحد يتوقع في الحزب الوطني بل في كافة الأوساط السياسية رد فعل حزب الوفد التاريخي, فاجتمع اعضاء المكتب التنفيذي للحزب يوم الخميس الماضي الموافق 2 ديسمبر أي قبل جولة الإعادة بثلاثة أيام فقط ليتخذوا قراراً تاريخياً بانسحاب الوفد من خوض جولة الإعادة التي تمت بالأمس, وهو ما يعد صفعة شديدة على وجه النظام الذي بذل جهداً في الترويج بأن منافسه في كافة الانتخابات القادمة هو حزب الوفد, فكان لهذا القرار عدة مزايا لحزب الوفد أهمها انه استطاع أن يدخل قلوب المصريين من جديد واستعاد مكانته كضميراً للأمة المصرية ومدافعاً عن حقوق المصريين, وايضاً وضع الحزب الحاكم والنظام المصري في موقف حرج للغاية حيث يمثل انسحابه انقاصاص كبيراً من شرعية مجلس الشعب القادم... وعليه فنحن الآن أمام موقف ملغز ومعقد طرفيه الحزب الوطني وحزب الوفد نجح الوفد في أول صدام إحراج الوطني فهل يستمر الوفد حتى يضع اللبنة الأولى للتغير أم يعود الوطني ليمسك الأمور بيد من حديد؟.. مواضيع ذات صلة 1. شادي العدل : يوم أن قتل المصري كرامته 2. معاريف: انتخابات مصر بلا معارضة .. والبرلمان يتشكل من حزب مبارك 3. الأمن يمنع الصحفيين والمراقبين من دخول لجان شبرا.. وزوجة مرشح الوطني بأرمنت تمزق توكيلات ضياء رشوان 4. صفوت الشريف: الوفد لم ينسحب حتى الآن.. وبهاء أبو شقة قال لي انه لم يستقل من الشورى 5. مواجهات ساخنة في الإعادة بين الوطني والإخوان والمستقلين في جميع دوائر بالغربية