مقتل 28 عاملاً مصريًّا في خمسة أيام الحكومة المصرية تقف مكتوفى الأيدي بإصدار بيانات تحذير ومتابعة هروب العمال المصريين من مناطق الاشتباكات لا ينجيهم من الموت أمين عام شئون المصريين بالخارج: هناك مباحثات مع الحكومة التونسية لدخول المصريين العالقين في طرابلس ملايين المصريين ساقهم القدر للسفر خارج البلاد؛ بحثًا عما عجز الوطن عن توفيره، بعضهم قصد حواضر الدنيا في أوروبا والغرب، وبعضهم ذهب شرقًا إلى الخليج، وبعضهم غربًا حيث ليبيا، وكان الأخيرون الأسوأ حظًّا. وعلى خلفية الأوضاع الأمنية المتوترة تعيش العمالة المصرية في ليبيا معاناة شديدة؛ نتيجة لسوء الوضع الأمني، واستهداف المصريين كرهائن مقابل الإفراج عن ليبيين مسجونين في مصر، كما يستهدف مسلحون مجهولون منذ فترة المصريين إما بالقتل أو بالسطو أو عن طريق الخطأ فى اشتباكات بين تنظيمات مسلحة. وفى واقعة أكثر بشاعة مما مضي لقي ثلاثة وعشرون عاملاً مصريًّا مصرعهم مساء أمس السبت بمنطقة الكريمية بالعاصمة الليبية طرابلس؛ جراء سقوط صاروخ جراد على مسكنهم؛ مما أدى لمقتلهم جميعًا. وقال رئيس الجالية المصرية لدى ليبيا الدكتور علاء حضورة "إن العمال المصريين لقوا مصرعهم بعد سقوط صاروخ جراد على مسكنهم القائم بإحدى المزارع بمنطقة الكريمية بالعاصمة طرابلس". وقبل هذا الحادث بأيام قليلة لقي ثلاثة عمال مصريين مصرعهم يوم الأربعاء الماضي؛ جراء الاشتباكات الواقعة بحى مشروع الهضبة الزراعى جنوب العاصمة الليبية طرابلس أثناء قصف المنطقة بصواريخ جراد، وإصابة مخزن يقيمون به بصاروخ جراد أدى إلى مقتلهم. وقبلها بيومين كان عاملان مصريان قد قتلا الاثنين الماضي إثر سقوط 6 صواريخ على أحد المنازل المقيمين بها أمام منطقة بوعطنى المقابلة لمعسكر القوات الخاصة في بنغازي. وهذه الوقائع لم تكن الأولى أو الثانية، بل سبقتها وقائع أسوأ، ففي فيراير الماضى كانت المجرزة التى أودت بحياة سبعة مواطنين مصريين مسيحيين يعملون في مجال البناء بمدينة بنغازي على أيدي مسلحيين مجهولين وهي القضية تسببت في غضب شعبي فى مصر، فضلًا عن تعهد مسئولين بتحسن وضع العمالة المصرية بالخارج، لكن من الواضح أن الوضع كما هو. ولم تقدم الحكومة المصرية أي رؤية بعيدة المدي لتأمين سفر أو عمل المصريين في ليبيا، ووقفت عاجزة لحل هذه الأزمة التي صارت كابوسًا مزعجًا للمصريين الذين يستيقظون يوميًّا على انتهاكات يتعرض لها مواطنون دفعتهم الأوضاع الاقتصادية الصعبة في مصر إلى البحث عن بدائل أفضل في الخارج؛ متوقعين أن تعمل حكومتهم على تأمينهم وعدم تحويلهم إلى رهائن لدى أي تنظيمات مسلحة يساومون بها السلطات للإفراج عن رفاق لهم تورطوا في أعمال إرهابية أو جنائية. وغادر الخميس الماضي وفد من القطاع القنصلي بوزارة الخارجية متوجهاً إلى تونس ومنها إلى منطقة الحدود الليبية- التونسية؛ لتقديم الخدمات القنصلية للمواطنين المصريين الراغبين فى العودة للقاهرة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير بدر عبد العاطي إن سفارة مصر في تونس تجري اتصالات مكثفة مع السلطات التونسية؛ لتسهيل سفر المصريين الراغبين في العودة للبلاد عبر الأراضي التونسية في ضوء الأوضاع الأمنية المتدهورة في ليبيا. وجدد عبد العاطي فى تصريح خاص ل "البديل" تحذير الخارجية المصرية لجميع المواطنين من عدم السفر مطلقاً إلى ليبيا في الوقت الراهن حرصاً على سلامتهم، كما طالب أبناء الجالية المصرية توخي أقصى درجات الحرص والحذر والابتعاد عن مناطق التوتر التي تشكل تهديداً مباشراً لأرواحهم، خاصة في مدينتي بنغازيوطرابلس. ويشهد الوضع الأمني فى ليبيا تدهورًا على خلفية اشتباكات دائمة بين قوات موالية للعقيد المتقاعد خليفة حفتر وتنظيمات متشددة فى بنغازى للسيطرة على الوضع، وتسفر هذه الاشتباكات عن قتلى وجرحى يوميًّا من المدنيين والعسكريين، وعندما ارتفعت حدّة المعارك انتقلت معظم العمالة المصرية من منطقة بنغازي إلى مناطق لم تسلم أيضًا من الاشتباكات، وهي درنة والبيضاء وطبرق، وسط إصرار معظم العمال على البقاء في ليبيا هرباً من البطالة في مصر. ومن جانبه قال نادر الشرقاوي أمين عام شئون المصريين بالخارج فى وقت سابق إنه يتابع عن كثب وضع المصريين في مدينة طرابلس الليبية، بعد أن تلقوا استغاثة من بعضهم تفيد بعدم تمكنهم من إيجاد أي طريقة للعودة إلى مصر، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية المتردية هناك وغلق السفارة المصرية بليبيا. وأضاف الشرقاوى أن هناك فريقًا بدأ اتصالات مكثفة بالخارجية المصرية والمصريين بالخارج وبعض موظفى السفارة المصرية في طرابلس المتواجدين الآن بالقاهرة، مؤكدًا أنه علم بوجود مباحثات تجرى مع الحكومة التونسية لفتح الحدود لدخول المصريين العالقين في طرابلس، مشيرًا إلى أن الأمور لا تسير بشكل مرضى حتى الآن.