«الدماطي»: تشكيل لجنة بعد عيد الفطر لمطالبة الدول الأجنبية بتمويل أعمال الترميم رئيس قطاع المتاحف: الوضع سيء.. و«الآثار» لا تمتلك إلا 19 ألف جنيه فى صندوق إنقاذ التراث ستة أشهر مرت على وقوع حادث تفجير مديرية أمن القاهرة، يوم الجمعة 24 يناير الماضى، دون تحرك من وزارة الآثار، لإنقاذ وإعمار متحف الفن الإسلامى المقابل لمديرية الأمن رغم التصريحات التى لاحقت الحادث، بسعي منظمات دولية ودول أوروبية لإعمار وإنقاذ المتحف. متحف الفن الإسلامي الواقع بمنطقة باب الخلق مازال حتى الآن شاهدًا على تطاول يد الإرهاب، التى شوهت شكل المبنى، وتسببت في ضياع وتلف مجموعة مهمة من المخطوطات والبرديات النادرة، التى ترجع إلى العصور الأموية والمملوكية والعثمانية، بعدما حطم الانفجار معظم ديكورات المتحف، والأسقف الداخلية، وهشم النوافذ الزجاجية للمبنى والصناديق الزجاجية للمقتنيات الأثرية، ومن بينها المحراب الخشبى النادر للسيدة رقية الذى تحطم بالكامل. فى العام 2010، شهد المتحف أخر عمليات ترميمه، وفقا لأحدث التقنيات العالمية في أسلوب العرض المتحفي للحفاظ علي تراث الفن الإسلامي العريق وتأمينه ضد السرقة وتحويله إلى مؤسسة تعليمية وتنويرية للفن الإسلامي فى العالم كله، بتكلفة قدرها 107 مليون جنيه. وبعد وقوع الحادث، أعلن وزير الآثار السابق محمد إبراهيم، عن مساهمة بعض المنظمات الدولية ودول أوروبية، فى إعمار متحف الفن الإسلامى، على أن تساهم منظمة اليونيسكو ب 100 ألف دولار بصورة عاجلة، والسفارة الأمريكية بترميم وجهات المتحف ودار الكتب الملاصقة له، فضلاً عن مساهمة دول أجنبية أخرى مثل أمريكا وإيطاليا وألمانيا. ولكن مصادر مطلعة ب«الآثار»، كشفت ل«البديل»، أن تلك المساهمات لم تصل إلى صندوق 7000/7000 التابع لإنقاذ التراث بوزارة الآثار حتى الآن. قال مصطفى خالد، مدير متحف الفن الإسلامي: «الوضع خطير جدًا وكان على وزراة الآثار الانتباه لدرة المتاحف الإسلامية فى العالم»، مؤكدًا عدم زيارة الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار للمتحف منذ توليه حقيبة الوزارة وحتى كتابة هذه السطور. وأشار «خالد»، إلى انتهاء أساتذة الترميم التابعين لوزارة الآثار، من إنقاذ وترميم 66 قطعة من أصل 164 قطعة أثرية، مطالبًا بضرورة تخصيص حساب بنكي باسم متحف الفن الإسلامي وعدم تلقي التبرعات على الحساب العام التابع للوزراة «7000_7000». من جانبه، أوضح وزير الآثار، أن «الوزارة تتواصل مع مسؤولى الدول الأوروبية والمنظمات الدولية، لمطالبتهم بإرسال التمويلات والمساعدات، ولكن هذه الأيام يتخذها مسؤولى السفارات الألمانية والإيطالية عطلة رسمية»، مشيرًا إلى مخاطبتهم مرة أخرى فور انتهاء تلك العطلة فى نهاية شهر أغسطس. وأضاف وزير الآثار: «لم أتجاهل متحف الفن الإسلامى كما يدعي البعض، بل إنه يعد من أولويات عملي الرئيسية، فأنا توليت وزارة الآثار منذ شهر واحد، ولا أستطيع زيارة كافة المواقع والمتاحف الآثرية». وكشف وزير الآثار، عن تشكيل لجنة عاجلة، تعقد أولى اجتماعاتها بعد عيد الفطر مباشرة، لبحث آليات مخاطبة الدول والمنظمات لتوفير التمويل المطلوب لإنقاذ المتحف، وكتابة تقرير بأهم المتطلبات العاجلة لإنقاذة. فيما وصف أحمد شرف، رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، حالة المتحف ب «السيئة جدًا»، لعدم وصول التمويل الخاص بترميمه، والتى وعدت بها الجهات الأجنبية بعد الحادث، مؤكدًا أن حساب 7000/7000 التابع لوزارة الآثار لم يحقق المرجو منه، حيث إنه لم يدخله سوى 200 دولار أمريكي و19 ألف جنيه مصري فقط، فى حين أن متحف الفن الإسلامي تتطلب إعادة إعماره من 40 إلى 60 مليون جنيه. وأضاف: «لقد تخلى عن المتحف كل من تظاهروا بدعمهم لإنقاذه، حيث إن منظمة اليونيسكو أعلنت تخصيص 100 ألف دولار بشكل عاجل بعد وقوع الحادث، إلا أنه لم يصل شيء، كما أن المعونة الأمريكية، صرحت بترميم وجهة متحف الفن الإسلامى ودار الكتب على نفاقتها الخاصة، ولكننا نرى شواهد لعمليات الترميم حتى الآن» .ولفت إلى أن قطاع المتاحف يبحث إنشاء مبادرة شعبية لتمويل إنقاذ المشروعات المتعثرة، من خلال التعاون مع القطاع الخاص ورجال الأعمال. يشار إلى أن متحف الفن الإسلامي، تعود قصة بنائه إلى الخديوي إسماعيل، الذي جلس في عام 1881 مع مجموعة من أصدقائه قبل مغادرته حكم مصر، ودار الحوار بينهم حول ضرورة وجود مكان خاص يضم بقايا العمائر الإسلامية، لحفظها وعرضها على الناس، وتحققت هذه الفكرة في عهد ابنه الخديو توفيق عام 1896، تحت اسم «دار الآثار العربية». وضمت الدار وقتها قسمين، الأول هو «المتحف الإسلامي»، والثاني «دار الكتب العامة»، التي كانت تعرف باسم دار الكتب الخديوية ثم «السلطانية»، وبحلول عام 1952 وجد أن المبنى يضم العديد من التحف التي تنتمي إلى دول إسلامية غير عربية، مثل تركيا وإيران وأوزبكستان وأفغانستان، فكان لابد من البحث عن تسمية أخرى، فكان الاسم الجديد متحف الفن الإسلامي.