أحرق تنظيم "داعش" مطرانية السريان الكاثوليك في مدينة الموصل العراقية التي تقع في منطقة الميدان . وفي وقت سابق أصدر تنظيم داعش تهديداً للمسيحيين العراقيين في الموصل، مخيراً إياهم بأن يدخلوا في الإسلام، أو أن يدفعوا الجزية ، أو يواجهون الموت بحد السيف، الرسالة تم توزيعها على قيادات الأقلية المسيحية ، التي بدأت بالتناقص في الأيام الأخيرة.. وتقول الرسالة بأن زعيم التنظيم "الخليفة" أبو بكر البغدادي، وافق على السماح للذين لا يريدون الدخول في الإسلام ، أو دفع الجزية، بأن يخرجوا من المدينة بأنفسهم فقط ، خارج ما تسمى دولة الخلافة، وذلك بحلول ظهر اليوم السبت، وبعدها بحسب التحذير الوارد في الرسالة فإن السيف هو الخيار الوحيد. وغادر السكان المسيحيون مدينة الموصل العراقية عشية انتهاء مهلة حددها لهم تنظيم داعش لترك المدينة ، بحسب ما أعلن أمس الجمعة بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو مضيفاً "لأول مرة في تاريخ العراق تفرغ الموصل (350 كيلومتراً شمال بغداد) الآن من المسيحيين"، متابعاً أن "العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك وأربيل" في إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي ويستقبل مئات الآلاف من النازحين. وأوضح ساكو أن مغادرة المسيحيين لثاني أكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها إلى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزّع تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على المدينة منذ أكثر من شهر بياناً يطالبهم بتركها. من جهة اخرى وثق تقرير أممي إنتهاكات منهجية وفاضحة للقانون الدولي من قبل تنطيم داعش في العراق ، وخلص تقرير الأممالمتحدة إلى أن داعش أعدمت مدنيين وارتكبت أعمال عنف جنسية بحق النساء ونفذت عمليات خطف واغتيالات استهدفت زعماء عشائر وسياسيين ودينيين. وأفاد شهود عيان في الموصل أن بعض مساجد المدينة قامت اليوم الجمعة بدعوة المسيحيين إلى المغادرة عبر مكبرات الصوت، مذكرة ببيان "الدولة الإسلامية"، مؤكدة أنه سيتم تصفية من يمتنع عن الخروج. وقالت الأممالمتحدة في تقريرها إن 5576 مدنياً عراقياً على الأقل قتلوا بينما أصيب 11665 منذ يناير كانون الثاني الماضي عندما اجتاح مسلحو داعش مدينة الفلوجة العراقية. وأشار تقرير سابق للأمم المتحدة الى مقتل 2400 شخص في شهر يونيو حزيران الماضي بينهم 1531 مدني. المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة تقول بأن الالاف من المسيحيين العراقيين يفرون من وسط البلاد. ويلجأ هؤلاء إلى المناطق الأكثر أمناً في الشمال الذي يسيطر عليه الأكراد. وقالت مفوضية اللاجئين أن حوالي 1000 أسرة هجرت بغداد والموصل منذ الهجوم على كنيسة في بغداد خلف 68 قتيلاً. و أضافت أن هروب المسيحيين إلى مناطق أخرى من العراق أو إلى الخارج أصبح عملية "خروج بطيئة لكنها مستمرة". وأعربت المفوضية عن خيبة أملها من قرارات حكومات أوروبية ترحيل عراقيين لم يحصلوا على حق اللجوء و إعادتهم إلى مناطق في العراق تعتبرها المفوضية غير أمنة. وقالت ميليسا فلمنغ المتحدثة باسم المفوضية: "تجدد مفوضية اللاجئين دعوتها للدول أن تتوقف عن ترحيل العراقيين الذين يأتون من أكثر مناطق البلاد خطورة". وتسجل مفوضية اللاجئين زيادة ملحوظة في أعداد المسيحيين العراقيين الذين يفرون من بغداد والموصل إلى منطقتي كردستان ونينوى. وقالت فلمنغ: "سمعنا روايات كثير من الاشخاص الذين تركوا بيوتهم بعد تلقيهم تهديدات مباشرة، ولم يتمكن بعضهم من اخذ الكثير من متعلقاتهم معهم". كما تسجل مكاتب مفوضية اللاجئين في سورية والاردن ولبنان أعدادا متزايدة من المسيحيين العراقيين يصلون الى تلك البلاد ويتصلون بمفوضية اللاجئين طالبين التسجيل. وتحذر المنظمات الكنسية وغير الحكومية مفوضية اللاجئين بأن عليها أن تتوقع هروب المزيد من هؤلاء في الاسابيع المقبلة.