بدلًا من أن يحمل أطفال غزة فوانسيهم المضيئة احتفالًا برمضان، إذا بهم يحملونها وهي ملطخة بدمائهم ودماء أحبائهم وأهليهم، فتحولت بسماتهم والفرحة العامرة التي سكنت قلوبهم لقدوم الشهر الكريم إلى رعب وخوف وقلق؛ جراء قصف الاحتلال العشوائي لبيوتهم ومدارسهم ومناطقهم، فاكتست فوانيس الفرحة برمضان بدمهم الأحمر. وتجاوز عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة من الأطفال ال 36 شهيدَا، ومعظمهم استشهدوا وهم داخل منازل آبائهم وأمهاتهم الذين قضوا أيضًا جراء القصف المتواصل على القطاع. فيما يزعم جيش الاحتلال دائمًا ضرب أهداف عسكرية لا يظهر فى الصور إلا دماء مدنيين وأطفال، إذ لا تكاد تخلو عملية واحدة من ظهور أسماء أطفال حولت القذائف والصواريخ أجسادهم إلى أشلاء ممزقة. وقال آنتوني ليك المدير التنفيذى لمنظمة اليونيسف في بيان له حول أثر العنف على الأطفال، يتحمل الأطفال وطأة "العنف المتفاقم" في غزة، حيث قتل 36 طفلاً في غزة على الأقل خلال الأيام الأخيرة، بينما أصيب مئات آخرون. وأكد آنتوني ضرورة ألا يتعرض أي طفل للآثار المريعة الناشئة عن مثل هذا العنف، قائلاً إن العنف له آثار مروعة على الأطفال جسديًّا ونفسيًّا، إضافة إلى أثره على فرص السلام المستقبلية وعلى فرص الاستقرار والتفاهم، فكثيرًا ما يميل الأطفال الذين يتعرضون لمثل هذا العنف والذين يبدءون بالتعامل معه على أنه أمر "طبيعي" إلى القيام بأعمال العنف لاحقًا من حياتهم. وأضاف "لقد عبرت الأُسر خلال حديثها مع طواقم اليونيسف العاملة في الميدان عن التأثير العاطفي الكبير للعنف على الأطفال، فهناك أطفال لا يستطيعون النوم، وأطفال يعانون من الكوابيس، وأطفال توقفوا عن الأكل، وأطفال تبدو عليهم علامات التوتر النفسي". ومع استمرار الحرب وتزايد أعداد الضحايا، بات أطفال غزة بدلاً من انتظار سماع الأذان للإفطار، ينتظرون سماع إطلاق الصواريخ كإشعار أنه حان وقت الدمار واستهداف المدنيين والآمنين".