لم يكن أحد ركاب الطائرة الماليزية يدري أن نكتته ستتحول إلى واقع عندما نشر صورة الطائرة التي أسقطت فوق أوكرانيا، يوم الخميس، على حسابه في فيسبوك مصحوبة برسالة تقول "هذا هو شكلها في حال اختفت". ووضع الهولندي "كور بان" على فيسبوك صورة للطائرة الماليزية المنكوبة قبل رحلتها "إم.إتش17″، المتجهة من أمستردام إلى كوالالمبور، مع رسالة تشير بوضوح للطائرة الأخرى المختفية للخطوط الجوية الماليزية منذ أكثر من 5 أشهر أثناء قيامها بالرحلة "إم.إتش 370″. وظهرت أنباء سقوط الطائرة فوق أوكرانيا بعد رسالة "بان" بنحو 7 ساعات، ليكون ضمن الضحايا ال 298 للطائرة، من بينهم 154 هولندياً. البداية تاتي حينما أقلعت الطائرة الماليزية فى الساعات الأولي من فجر يوم الخميس الماضي، وأثناء مرورها بالمجال الجوي الأوكرانى تم استهدافها بصاروخ ارض جو وفقاً للمؤشرات الأولية للتحقيقات مما أدي الى اشتعالها بالكامل قبل سقوطها، وصرح مصدر في الطيران الروسي إن طائرة ركاب مدنية ماليزية من طراز "بوينغ – 777″ تم إسقاطها على ارتفاع 10 كلم في مقاطعة دونيتسك جنوب شرق أوكرانيا. وأشار المصدر إلى أن الطائرة كانت تنفذ رحلة من أمستردام إلى كوالالمبور، وكان على متنها 283 راكبا والطاقم المكون من 15 شخصا. وأضاف أنه على بعد 50 كلم قبل دخولها المجال الجوي الروسي شرعت الطائرة في الانخفاض، ثم تم العثور عليها قرب مدينة شاختيورسك في مقاطعة دونيتسك في أراضي أوكرانيا وهي تحترق. وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأوكرانية في بيان صحفي، الجمعة، إن عمال الإنقاذ انتشلوا 181 جثة حتى الآن من موقع إسقاط طائرة بوينغ 777 في غرابوف بدونيتسك، والتي كان على متنها 298 شخصا اعتبروا جميعا في عداد القتلى. ورجح خبراء أميركيون أن تكون الطائرة أسقطت بصاروخ أرض جو قرب الحدود الروسية، في منطقة يقاتل فيها مسلحون مؤيدون لموسكو القوات الحكومية الأوكرانية منذ أبريل الماضي، مما أثار تساؤلات عن الجهة المسوؤلة عن الحادث. المثير بالأمر أن الحكومة الأسترالية، صرحت اليوم الجمعة، إن عدداً من ركاب الطائرة الماليزية التي سقطت شرقي أوكرانيا، كانوا متجهين لحضور مؤتمر دولي هام عن مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في مدينة ملبورن. وقالت وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب إن "عددا من الأشخاص المسافرين إلى ماليزيا من أجل مؤتمر الإيدز الدولي كانوا على متن الطائرة". وذكرت أن الطائرة كانت قادمة من أمستردام، وكان الركاب سيستقلون من مطار كوالامبور طائرة أخرى متجهة إلى بيرث غربي أستراليا. وكشفت جريدة استرالية أن أكثر من 100 من العلماء المشهورين والباحثين والخبراء والاطباء في مرض الإيدز كانوا على متن الطائرة الماليزية المنكوبة التي تحطمت بالأمس فوق الأراضي الأوكرانية. واتضح أنهم جميعا كانوا متجهين إلى مدينة ملبورن جنوبياستراليا لحضور المؤتمر الطبي العالمي رقم 20 لمكافحة مرض الإيدز، والذي تبدأ فعالياته يوم الأحد القادم، كما أخبر بذلك وزير الخارجية الاسترالي جولي بيشوب في مدينة بريسبان الأسترالية. وقد أثار خبر مصرعهم مشاعر فياضة من الحزن في جميع أوساط المجتمع العلمي الطبي العالمي. وكان من بين الركاب الذين لقوا مصرعهم أيضا المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية غلين توماس – يقال أنه بريطاني الجنسية – ، وكان متجها للمشاركة في المؤتمر، كما أفاد بذلك كريستيان ليندماير المتحدث باسم المنظمة عن منطقة غرب المحيط الهادئ. وكان أيضا من بين الركاب الرئيس السابق لجمعية الإيدز الدولية جويب لانجه، وهو عالم وباحث مشهور في مكافحة مرض الإيدز(نقص المناعة) من هولندا. وقال كريس بيرير، الرئيس المنتخب لجمعية الإيدز الدولية: " إذا تأكدت لدينا المعلومات عن وفاة السيد لانجه، فهذا سيعني أن حركة مقاومة مرض الإيدز على مستوى العالم قد فقدت أحد العمالقة، وسيشعر العالم كله بالنقص الذي سيحدث بسبب موت باقي الخبراء". هذا وسيلقي الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون خطابا في مؤتمر الإيدز الأسبوع المقبل، والذي سيجمع الآلاف من العلماء والناشطين من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة آخر التطورات في مجال البحوث الخاصة بمكافحة هذا المرض الخطير. وقد أصدرت جمعية الإيدز الدولية بيانا أعربت فيه عن الحزن العميق إزاء الأخبار التي أذيعت عن وفاة العديد من الزملاء والأصدقاء، الذين كانوا على متن الطائرة الماليزية المنكوبة. وكان من المقرر أن تهبط الطائرة التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية طراز بوينج 777 في مطار كوالالمبور في تمام الساعة 6:10 صباحا بالتوقيت المحلي (22:10 بتوقيت غرينتش الخميس) قادمة من أمستردام. بالإضافة الى أن وكالة ‘انترفاكس' الروسية زعمت في خبر لها، فجر اليوم الجمعة، أن طائرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ‘ربما كانت هدف الصاروخ الأوكراني الذي أسقط الطائرة الماليزية' طبقا لما نقلت عن مصدر، لم تذكر اسمه، وأشارت إلى أنه من الوكالة الفدرالية الروسية للنقل الجوي. وكشف مصدرها أن مساري الطائرتين: البوينج 777 الماليزية والرئاسية ‘رقم واحد' الروسية، تطابقا الخميس في نقطة واحدة حين كانتا تحلقان قرب العاصمة البولندية، وارسو، على ارتفاع 10.1 كلم، حيث كانت الروسية في الساعة 16:21 والماليزية في الساعة 15:44 بتوقيت موسكو' مشيرا إلى أن الطائرتين متشابهتان شكلا وحجما، ولونهما المختلف يبدو واحدا للمعاين من بعيد. فى حين شددت الوكالة الروسية للنقل الجوي على أنها لاتكشف أي معلومات حول مسار طائرة الرئيس الروسي، وذلك تعليقا على ما تناقلته وكالات الأنباء عن احتمال استهداف طائرة بوتين فوق أوكرانيا. وقال رئيس الوكالة ألكسندر نيرادكو تعليقا على الأنباء حول احتمال تقاطع مساري طائرة الرئيس الروسي والطائرة الماليزية التي تحطمت بمقاطعة دونتيسك إن "وكالة النقل الجوي الروسية لا تعلق أبدا على مسار "الطائرة رقم واحد" ولا تكشف عن أي معلومات حوله". وقد نفى المتحدث باسم مجلس الدفاع الأوكراني أندريه يسينكو أن تكون قوات بلاده استهدفت الطائرة الماليزية، مشيرا إلى أنه لا يستبعد أن تكون الطائرة أسقطت "بفعل إرهابي"، فى حين قال الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو إن منفذي هجوم الطائرة الماليزية نقلوا الصندوق الأسود الأول إلى موسكو، معتبرا أن الحادث يشكل تحديا للعالم كله فى غشارة واضحة منه بأن الجانب الروسي يقف وراء الحادث. وقد اثار الحادث حالة من الحزن والصدمة في معظم الدول، ولاسيما في امستردام التي حملت معظم صحفها مسؤولية الحادث إلى المجموعات الموالية لروسيا. وقالت صحيفة فولكسكرانت إن "كل المؤشرات تدل على المتمردين الموالين لروسيا"، موضحة أن "الكارثة الجوية تربك" الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وستسبب بهزيمة المتمردين.. وتؤشر إلى انطفاء مقاومتهم المستمرة منذ أربعة أشهر ضد الحكومة الأوكرانية". من جانبه، ألقى رئيس الوزراء الأسترالي، توني أبوت، باللائمة على روسيا، متجاوزا بذلك زعماء غربيين، وطالب موسكو بالإجابة على أسئلة عن "متمردين تساندهم روسيا" قال إنهم مسؤولون عن إسقاط الطائرة التي كان على متنها 28 أستراليا. أما رئيس الوزراء الماليزي، نجيب عبد الرزاق، فقد طالب في مؤتمر صحفي قبل الفجر في كوالالمبور بضرورة مثول مرتكبي الحادث أمام العدالة في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أنه "يوم مأساوي وعام مأساوي" لماليزيا. وكان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أعرب، بدوره، عن صدمته وحزنه، مشددا على ضرورة "محاسبة المسؤولين" عن سقوط الطائرة الماليزية إذا تبين أن الحادث نجم عن إصابتها بصاروخ.