يحتفل بدو سيناء بحلول شهر رمضان الكريم بطقوس وعادات ذات طابع مميز يختلف عن مظاهر احتفال معظم المحافظات المصرية الأخرى، حيث يشتهر الشهر الكريم بالمودة والكرم والجود وتحريم اكل الاسماك والكراش والرأس والأرجل بين القبائل والعشائر البدوية خلال شهر رمضان والتى تعتبر "إهانة للبدوى" ، بينما تقدم الذبائح بشكل مميز طوال الشهر الكريم. ومن أهم العادات والتقاليد لبدو سيناء الإفطار الجماعي والدواوين والمقاعد الضخمة ليجتمع كل أبناء العشيرة من الشباب والرجال والشيوخ ويصطحب كل رجل أبنائه لتعويدهم على تلك التقاليد الموروثة، لتناول طعام الإفطار ويكون للضيف اهتمام خاص لتترك له مائدة للإفطار خاصة به، كما يتناولن النساء والفتيات الإفطار في المنازل، وذلك طوال شهر رمضان الكريم . فتظهر روح التواصل والتكافل الإجتماعي والوحدة بين أبناء القبيلة فشهر رمضان له قدسية وإجلال لدي أبناء البادية لما تظهر فيه المحبة والمودة والحرص علي نبذ الخلافات جنباً ، والأحتفال بشهر رمضان الكريم بعادات وتقاليد بدوية موروثة من أسلافهم وأجدادهم منذ مئات السنين التي تؤكد علي تعلم القيم والسلوكيات الحميدة ، وكيفية كرم الضيف ، والأحترام المتابدل بين الكبير والصغير . الإفطار الجماعي بالدواوين والمقاعد من أروع مشاهد شهر رمضان ليجتمع الرجال حول الموائد للإفطار ، و يحضر كل فرد من أفراد القبيلة إفطارة ويضع الأطباق التي أحضرها على المائدة الكبيرة ، ليجتمع ويتناول كل من الغنى والفقير سواء علي مائدة واحدة عقب إقامة الصلاة و توزيع التمر والمياه والعصائر ، حيث يقوم شباب ورجال القبيلة بتجهيز مجلس الإفطار عقب صلاة العصر ، ولابد أن يحضر كل أبناء العائلة ولا يسمح بالتخلف أو العذر إلا في حالات المرض الشديد أو السفر، وذلك خاصة أول يوم للإفطار . ومن أشهر المأكولات البدوية فى رمضان الفطائر المصنوعة من الطحين والسمن بالإضافة إلي الفتة وفوقها الأرز واللوز وحمص الشام واللحم ، و التناول باليد اليمنى ، وبدون ملاعق سوي للضيوف فقط ، وتترك المائدة ولا يرفع عنها الطعام حتي صلا التراويح تحسبأ لوصول أى ضيف أو مار في الطريق لم يفطر . كما أن لتناول الطعام عادات وتقاليد خاصة لبدوي سيناء يجب أتباعها ويلتزم بها الجميع ، فالأكبر سناً يجلس أولاعلى المائدة ، ثم الأصغر سناً ليكتمل العدد حول المائدة ، حيث لا يقدم للصغار الطعام إلا بعد فراغ الكبار من الطعام ، ولا يمد البدوي يده أمام غيره ، ولا يأكل بواقي الطعام ويأكل بيده اليمنى فقط ، ولا يأكل باليسرة لأي سبب من الأسباب لتوضع اليد اليسري خلف ظهرهم أثناء تناول الطعام . ويقوم صاحب المنزل أو الديوان بتقطيع اللحم أمام الضيوف ، وحثهم علي الأكل ، فلا توضع كمية كبيرة من الطعام بالفم ، ولا يقدم طعام الكراش والرأس والأرجل من الذبائح ، ليعير البدوي من أكلها ، كما لا يتناول البدوي الأسماك، ويكون" المنسف" أشهر طعامهم، و تملئ المائدة من اللحم والأرز والخبز، فلا ينثر البدوي يديه من بواقي الطعام العالق عقب الأنتهاء من تناول الإفطار بل يلعق الطعام من علي الأصابع ، وينادي الضيف علي أهل البيت لغسل الأيدي ، ويقدم أيضاً بعد الطعام أطباق الحلويات الشرقية من القطايف والكنافة وعصائر الفاكهة على المائدة البدوية . ومن جانبه يتناول الأهالى الحديث عن اليوميات ، وعندما يؤذن صلاة العشاء انفضوا من مجلسهم إلى المسجد لأداء الصلاة ، ويجتمع البدو بعد صلاة العصر ويتناوبون قراءه القرآن واحدًا تلو الآخر حتى يحين أذان المغرب، وعند صلاة التراويح يقوم الأهالى بالذهاب إلى المسجد ، وبعد الانتهاء من صلاة التراويح تبدأ السهرات الرمضانية بنفس المقاعد والدوواين ومجالس العائلات ، يتناولون الشاى والقهوة بالإضافة إلي الحلوي الرمضانية من الكنافة القطايف ، ويستمر السهر حتى ساعات متأخرة من الليل ، وقبل موعد السحور يتجة كل فرد من القبيلة إلي منزلة لتناول السحور، ثم يخرج إلي المسجد لصلاة الفجر . وعلى جانب الإخر تتوقف جلسات القضاء العرفية ولا تعقد في فى رمضان تقديراً للشهر الكريم ، ويتم تأجيل أى جلسات للقضاء العرفي إلي أنتهاء شهر رمضان بالإضافة إلي توقف حفلات الزواج نهائيا عند البدو في شهر رمضان، كما يتم تأجيل الخطوبة أو عقد القران إلى ما بعد انتهاء الأيام الستة البيض من شهر شوال، وهي عادة تؤكد مدى تعظيمهم للشهر الكريم وأنه شهر الصلاة والعبادة .